مواضيع اليوم

موخيكا والدورة 68 للأمم المتحدة

زين العابدين

2013-09-27 17:09:59

0

 

                    موخيكا والدورة 68 للامم المتحدة

فى متابعتى للدورة 68 للأمم المتحدة ، والتى عقدت منذ أيام بمقر الجعمية العامة فى نيويورك ، وبحضور أغلب رؤساء دول العالم ، والذين ترأسوا مباشرة وفود بلدانهم فى تلك المنظمة الدولية ، و بعد أن نالت بلدانهم حق العضوية فى تلك المنظمة الدولية ، وذلك بعد إستقلال أغلب دولهم شكلا ، ليرتموا بعدئذ ــ وبالقانون ؛ الدولى طبعا ــ فى أحضان نوع أخر ، و أكثر شراسة ودهاءا من الإستعمار التقليدى القديم ، وهو الإستعمار الجديد والذى يتأخذ الآن شكلا وأسما تمويهيا يسمى بالعولمةGlobalization  ، لم أجد أى من رؤساء دول العالم ، و بما فيهم روحانى ، الرئيس الإصلاحى الإيرانى ، تحدث فى الموضوع ، وبعض النقاط ، التى يهم كل مواطن يعيش على كوكب الأرض أن يسمعها ، ثم يجد لها حلولا ، أو حتى حلا واحدا ممكنا ، وذلك بعد أن صارت تلك المشاكل والقضايا فى حد ذاتها مواضيع الساعة الحقيقة ، والتى لا ينفع ، ولا تجدى معها المراوغة ، أو " اللف والدوارن حولها " بلا طائل ..!

الوحيد ــ ومن وجهة نظرى الخاصة المتواضعة ــ الذى سبر أغوار ما كنا نتمنى طرحه فى تلك المنظمة الدولية من قضايا حيوية ، وبعمق وتحليل وإسهاب ــ و فوق كل ذلك ؛ بكل صدق وإخلاص خالصين حقيقين ــ هو الرئيس الأرجوانى خوسيه موخيكا ، والتى تعد بلده؛ أوروجواى ، بلدا صغيرا نسبيا فى أميركا اللاتينية ، حيث تعد ثانى أصغر دول أمريكا الجنوبية من حيث المساحة ، بعد سورينام ، حيث تبلغ مساحتها حوالى 176000 كم مربع ، ويبلغ تعداد سكانها حوالى 3,5 مليون نسمة ــ ويكيبديا ؛الموسوعة الإلكترونية الحرة ــ ولكنها مع ذلك تأتى فى المرتبة الثانية فى قائمة دول تلك القارة الأقل فسادا وذلك بفضل ذلك الرئيس الفاضل وزوجته عضو مجلس الشيوخ .

ولكن من المفارقات المؤسفة ، أو المحزنة ، أنه عندما بدأ خوسيه كلمته كانت القاعة شبه خالية ، وكان الوقت شبه متأخرا ، حتى فى نيويورك ذاتها ــ حيث كان الوقت فجرا تقريبا فى مصر ــ وذلك بعد أن تحدث كل رؤساء الدول العظمى والكبرى و حتى الوسطى ، و كأنه قد قصد ــ وعن عمد ــ ترحيل من يرونهم أقل شأنا ــ كنوع من الرياء والنفاق الأممى ، إن جاز التعبير ــ إلى قائمة أخر المتحدثين ، لكن مع ذلك فقد ذكر خوسيه ما معناه ، أن ثقافة الإستهلاك التى روجت لها العولمة كادت أن تقضى على العالم الآن بعد أن هيمنت عليه ، وانه مع ذلك فليس هناك حتى عدالة فى الإستهلاك ، وإننا فى حاجة إلى ما يعادل كوكب الأرض مرتين لتلبية ذلك النمط الإستهلاكى لكل مواطن على كوكب الأرض ، وذلك طبقا للمعايير ، أو المفاهيم الأمريكية بطبيعة الحال .. !

كما قد ذكرنا موخيكا بسفاهة الإنفاق الأممى فيما لا ينفع ، بل فيما يضر ، وفيما هو مدمر لكوكب الأرض ذاته ،  حيث أن العالم ينفق ما قدره مليونى دولار كل دقيقة على الميزانيات العسكرية ، بينما لا ينفق على البحوث الطبية أكثر من خمس ما ينفقه على تلك الميزانيات العسكرية .. بما يعنى أن العولمة تروج كذلك لثقافة الهدم والدمار ، بل والفناء ، فقط من أجل مصالح حفنة من أصحاب مصانع السلاح فى العالم ، فى حين أنه يمكن القضاء على مشاكل الجوع والفقر والمرض و حتى التشرد فى العالم إذا أنفق العالم على تلك المشاريع الإنسانية فقط نصف ما ينفقه على الميزانيات العسكرية سنويا ، أو حتى يوميا ..!

بقى أن نذكر ما هو شائع عن الرئيس خوسيه نفسه وهو أنه يتقاضى 12500 دولار أمريكى شهريا ويتبرع بما هو مقداره 90% من هذا الراتب ، ولا يتبقى له هو وزوجته سوى فقط 1250 دولار ويقول أن هذا المبلغ كافيا لهما حيث تتبرع زوجته ، والتى هى نائبة فى مجلس الشيوخ ، أيضا بقدر كبير من راتبها للجمعيات الخيرية .

ويقول موخيكا أن أغلى ما يملكه الآن هو سيارته الفولكس فاجن ، من طراز البيتلز ، والتى توقف إنتاجها الآن ، حيث أن ثمنها حوالى 1250 دولار أمريكى . كما أـنه ترك قصر الرئاسة ، وخصص قسما كبيرا منه للمشردين ، وفضل الإقامة هو وزوجته فى منزلهما بالريف ..!

وهو يقول أيضا انه يجب أن تبدأ بنفسك ، ويجب أن تكون قدوة لغيرك حتى يقتضى بك الآخرين ..!

ولا أريد أن أختم قبل أن اذكر أن ثانى كلمة أعجبتنى فى تلك الدورة ، والتى تلت كلمة خوسيكا ، وهى كلمة رئيسة الأرجنتين السيدة كرستينا فرنانديز دى كيرشنر ، والتى لم تترك مشكلة من مشاكل العالم المزمنة إلا وتكلمت عنها بكل تجرد وإخلاص ، و هذا دعاها بطبيعة الحال إلى أن تطرق إلى مشكلة الجزر المتنازع عليها بين بلدها الأرجنتين وبريطانيا ، والتى تسميها الأرجنتين جزر المالوين ، وتسميها بريطانيا جزر الفوكلاند ، تماما ــ مع الفارق ــ وكما نسميه نحن بالخليج العربى ، وتسميه إيران بالخليج الفارسى ..!

أعتقد أن كل من رئيسة الأرجنتين ، وحنان عشراوى ــ ومن وجهة نظرى الخاصة أيضا ــ هما أعظم وأخلص سيدتين ، مثلا وخدما بلادهما ، من خلال ولوجهما عالم السياسة .

مجدى الحداد   




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات