موجة من الاحتجاجات تجتاح عددا من السجون المغربية

عادت لغة الاحتجاج عبر الأمعاء الفارغة من جديد إلى السجون المغربية، بعد أن اجتاحت هذه الموجة أربعة سجون في وقت متزامن، وانطلقت الشرارة الأولى لهذه الحركة الاحتجاجية من سجن

سلا بعد أن وقع 3 معتقلين من السلفية الجهادية على بيان ربطوا فيه بين الإفراج عنهم أو الموت جوعا، وبسجن الجديدة خاض عدد من معتقلي تيارالسلفية الجهادية إضرابا انذاريا عن الطعام ردا على ما اعتبروه استفزازات تعرضوا لها من قبل مسؤولي مؤسستهم السجنية.
وانتقلت عدوى الاحتجاج إلى سجن عين قادوس بفاس على خلفية حرمان مجموعة من الطلبة من حقهم في اجتياز الامتحانات الجامعية.
ويبقى أخطر هذه الحركات الاحتجاجية تلك التي يشهدها حاليا سجن طنجة بعد أن وقع 24 سجينا على رسالة تفويض لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، من أجل العمل على رفع دعوى قضائية ومحاسبة ومحاكمة كل المسؤولين عن تلك الاعتقالات التي اعتبروها عشوائية وغير قانونية التي طالتهم عقب أحداث 16 ماي وما ميزها، تشير الرسالة، «من اقتحامات للمنازل وهتك للحرمات ونهب للممتلكات والأغراض وترويع للنساء والأطفال والشيوخ الأمر الذي ترك آثاره السلبية المعنوية منها والمادية علينا وعلى أهالينا».
كما طالبوا في رسالة التفويض التي حصلت « المساء» على نسخة منها بتشكيل «لجنة مستقلة متخصصة في الجانب القانوني لإعادة النظر في تلك المحاكمات وقانونية تلك الأحكام مع اتخاذ العشرين ملفا التي صرح بخصوصها الملك لصحيفة إسبانية بأنه شابتها خروقات قانونية كانطلاقة لمراجعة باقي الملفات».
وشددت الرسالة على ضرورة فتح تحقيق في الانتهاكات الحاطة من الكرامة البشرية والتي نسفت جميع حقوقهم ومكتسباتهم داخل السجن المحلي بطنجة «خاصة بعد ما عينت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج منذ نشأتها المدير السابق لسجن أوطيطة 2 والذي كان يتابع قضائيا بمحكمة بمكناس بسبب ما نسب إليه من انتهاكات في حق المعتقلين، مديرا على هذه المؤسسة السجنية والذي أفضت سياسته، يقول هؤلاء المعتقلون، إلى الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام لم يعدلوا عنه إلا بتدخل المندوبية نفسها في شخص سفيان أوعمرو المندوب المكلف بسلامة وأمن السجون والسجناء، حيث وعد بتحقيق مطلبهم الرئيسي آنذاك والمتعلق بالضرب على يدي المدير وعلى أيدي كل من ثبت تورطه في تلك الانتهاكات التي وقف عليها بنفسه».
من جهة أخرى كشف مصدر من منتدى الكرامة لحقوق الإنسان عن حجز مصالح إدارة سجن طنجة لرسائل وجهها محمد الفيزازي إلى المنتدى بخصوص ترتيب مبادرة جديدة مع هذا الأخير على غرار ما قام به أبو حفص، وتتمثل هذه المبادرة بحسب المصدر ذاته في الدفع بالفيزازي لتحديد مواقفه صراحة من النقط التي سبق أن طرحها احمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان على معتقلي السلفية كمدخل لطي ملفاتهم، وتتمثل تلك النقط بالأساس في الموقف من العمليات الإرهابية، ومن المؤسسة الملكية ثم موقفهم من المجتمع، ويشير المصدر ذاته إلى أن الفيزازي عبر لمقربين منه عن استجابته لمساعي منتدى الكرامة وقام بتوجيه رسالتين إلى المكتب التنفيذي للمنتدى عن طريق إدارة سجن طنجة، لكنهما لم تصلا إليه بعد.