موت لاعبة الشطرنج ( 4 _ 4 ) . للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
أخدع نَفْسي . ستجدني في مملكة العشاق سَبِيَّةً ، وتلمحني في مدن الاغتصاب دميةً في مسرح للعرائس العوانس . إنني في الحب ملكةُ الفشل وراهبةُ الغبار المبتل بالدمع البرتقالي . هو وطني مات . ومات حبي الأولُ . فاتركْ قبري الأولَ يَسْبح في أجفان حطب يَذوب في شاي المواقد . واشكرْ راقصاتِ الفلامنغو اللواتي حَرَّرْنَ الأندلسَ . اسمحْ لي يا موجَ الدموع الجالس على صخور الشتاء أن أمشيَ في جنازتي ، وأَخرجَ من منفى الطوب الأحمر لكي أتزوجَ أزقةَ وحشة المطر الحمضي . أختارُ أسماء المدعوين في الاحتفال الوطني بمناسبة جنازتي كما يختار المشنوقون نوعيةَ حبال المشانق ونوعيةَ الذكريات . خذوا قفصي الصدري واتركوا لي سرطان الثدي أُرضِع سنديانةَ الألم تينةَ المستحيل . أظلُّ أدور في الشوارع أُؤسِّس مملكةَ العوانس ، وأنا إمبراطورةُ السَّبايا المشرَّدة لأن النهر المشلول يجلس على مكتبي .
خسرتُ البطولةَ ولم أتمكن من الفوز بالمباراة النهائية . إن ليلة الدخلة هي المبارة النهائية ، وأنا لاعبة مبتدئة ، وجثتي هي اللاعبة المحترفة . والراياتُ السوداء ترفرف على سطوح خدودي ، وثيابُ الحِداد طَلَّقَتْ عشبَ الصدى وتزوجتْ جسدي النحاسي الذي لا يَرِنُّ. كأنني أتصدَّق على الملكة فكتوريا ، والملكاتُ الفاشلات في الجِمَاع يفتتحنَ معرضَ الضحايا .
أنا وماما الفاتيكان دخلنا في نادي العنوسة والفشل العاطفي . هذه حياةُ المرابين غداءُ عمل مع الشيطان . لا تُخَيِّرْني بين ذكريات الشحاذين على الأرصفةِ وأحلامِ العوانس. لقد اخترتُ الإعدامَ بالكرسي الكهربائي كسراً للروتين . أُمٌّ باعت ابنها الأول لتطعم ابنها الثاني . كأنني أتعاطى كوكايين السياسة أو أفيونَ الذكريات العاطفية الخانقة .
قفزتُ في رومانسية ضباط المخابراتِ تفاحةً عمياء أُرتِّب أثاثَ عُزلة الفراشات حينما استلم الذبابُ سلطاته الدستورية . لم تستشرني ديانا في الزَّواج من دودي ، لكنَّ السناجب استشارت سجاني في تغيير الصور التذكارية على حيطان الزنزانة .
أرشيفُ الموؤدة هو البنية التحتية لعنوسة البحيرة ، والبنيةُ الفوقية للملل الجنسي . نبيع بناتِنا لرجال الأعمال وأمراءِ الحرب لنؤسس البنية الفوقية للصدمات العاطفية . وليكن المطرُ طريقاً للحلم . ماذا فقدنا يا أُمِّي في موسم هجرة السناجب إلى ضفائري المرمية في سلة القمامة ؟ . كيف أجد اسماً للورد لا يعرفه جلادي ؟ .
خذوا بقايا أنهار جنوني في أدغال سجوني ، ولا تتذكروا درباً رسمه نحيبي على أوراق سعالي . هذا الكابوس برتقالةُ المذبوحِين فاذبحني بين زهرتَيْن تصيران بسطاراً للجندي الراكض بين ليلة الدخلة ودستورِ لوردات الحرب. أكلتُ العارَ وشربتُ أنخاب الهزيمة . وقلاعي مقهى الفئران الطريدة . فيا أيها المخبِرون الجالسون على كراسي معدتي ، أنا الملكة المخلوعة ، فخذوا عرشاً يصير نعشاً للورد المسجون في نشيد الموتى الواقفين على طابور الخبز أو المنتظرين في سراديب البوليس السياسي . إن عَرْشي هو نَعْشي .
زَوَّجْتُ صَليباً لمقصلةٍ لتحسين النَّسل ، فَوُلِدَ حبلُ المشنقة مشلولاً جالساً على عرشي متوحِّداً مع بخار قلبي المفتوح لأنابيب الصرف الصحي . أنا وجارنا ضابطُ المخابرات وبابا الفاتيكان لم نتزوج لأننا نريد التفرغ لحوار الحضارات في محاكم التفتيش .
الملكاتُ العوانسُ ، والذكرياتُ العوانسُ ، والطابورُ الخامسُ العانسُ . إن دماء الشعب فياغرا لأن جارنا ضابط المخابرات عاجزٌ جنسياً . كأن حزنَ الوحل زيرُ نساء متقاعد في وطن متقاعد ، حيث الحاكم والمحكوم متقاعدان .
من عَرَق زيتونة الموتى إلى الموتى السائرين بين خِيام الغجر الراحلين . هذه حياةُ سناجب أحزاني ، فَخُذ اكتئابي هديةً في أعياد الحطب . وأكلتُ لونَ الورد ، وخبزتُ ذاكرتي المفتوحة لشظايا الحِبر . هذه أسناني حقلُ رصاص . وحبلُ مشنقتي قلمُ رَصاص . مطراً يَزور اليتامى كانت أظافري المرميةُ في الريف الدموي .
خذ كوخي طابعَ بريد على رسائل حبنا يا جسدي المنشور من مثلث برمودا حتى صفحة الوفيات. وامتد بيننا انقلابٌ عسكري صنعه الأطفالُ الرُّضع في معدة العشب المبتل بالجماجم . وكنتُ قرب جثث عائلتي تاريخاً للأحجار غير الكريمة بلا تاريخ .
إنها محرقتي هذه الأرض ثلاجة الموتى . ودمعي حبالُ غسيل أمام طابور الزوجات الخائنات في عواصم اغتصابي . فلا تنتظر مايكل أنجلو ليزرع كاتدرائية الاكتئاب في مناديل الوداع . لم يعد في دمي موانئ لاستقبال الملوك المخلوعين والملكاتِ الغارقات في دم الحيض . وطنٌ للموتى مات ، وأظافرُ البنات الذبيحات أظافرُ الماعز الجبلي الذي أضاع بوصلةَ جنون الأسر الحاكمة على بنكرياسِ البحيرة المسيَّجة بخاتم الخطوبة . حلمتُ أني أموت مسمومةً ، وأحلامي بطيخةٌ تتخذها السكاكينُ طاولةَ مفاوضات . إنني الذبيحة والمذبح . وآبارُ النفط هي أغشية بكارة السبايا .
الزواجُ مقبرتي، والطلاقُ مقبرتي ، والعنوسة مقبرتي. كيف الخلاص يا راقصات الباليه التائهات في كواليس المسرح كما تضيع الراهباتُ في كواليس الدَّير المتوحش ؟ . عدتُ إلى مستودعات الميناء الباردة بلا صيد ثمين أجرُّ توابيت القطط الضالة . والأُسَرُ الإمبراطوريةُ المقدَّسةُ تتشمس في ضوء شموع الجنازات البحرية .
هذا الكلورُ في مسابح الحطب يحرق مكياجي . فأنا صانعةُ مجد هذا الغبار . وفقراتُ ظهري علبُ سردين فارغة . حبي الأولُ سيكون أولَ رَجُل يَزور قبري . كنيسةُ الحزن جيشُ السبايا ، وبكائي مملكةُ الوهم . فلا أرى في عَرَقي سوى أهرامات دمعي . ولم أجد الملوك المرتزقة لكي يدافعوا عن أملاح دمعي . رومانسيةُ تزوير الانتخابات نشيدُ هذا الشوارع الموبوءة .
أتيتُ أيها الفجرُ الكاذبُ وفي جفوني تتزاوج السلاحفُ. والليلُ تفاحة الملكاتِ العاجزاتِ عن الحب الغارقاتِ في طابور الاكتئاب . فلا وطنٌ مَرَّ في مقابر السلاطين المهجورة ولا برقوقٌ عاش في فلسفة دموعي ، حيث الفياغرا تصير نشيداً وطنياً للمرفأ الوحيد . فَخُذْ منديلَ أحزاني خارج نفوذ مراكب الصيد بعد احتضار الصيادين في مساءات جبهةِ الرياح . فأصعدُ نحو ما تساقط من ذكورة أنوثتي . هذه أنوثةُ السنابل قوانينُ الطوارئ في حكومة الوحدة الوطنية التي لا تتوحد إلا على لحمي المنثور لبنات آوى .
لعيونِ جُروحِ الطرقات بلادي . وأحزانُ القش توراةُ الضائعين . في صدري أعوادُ المشانق ، وطلاءُ الأظافر حارقٌ فاحرقْني بالحب أو الكراهية . بلادي عمياء لا تُميِّز بين حبل الغسيل وحبلِ المشنقة . والأميراتُ العابثات بظلال الجيش المهزوم في صدمة الجنس حافياتٌ على سطوح القطارات البخارية . صَدِّقْ جنونَ حفار قبري ولا تنسَ موقعَ قبري على الإنترنت . نسوةٌ في براميل النفط منقوعاتٌ بالعار . وأحزاني أضاعتْ غشاءَ بكارتها في دهاليز الغيوم . إن احتضارَ التفاح مثل ضحكِ البطيخ ، كلاهما يغتصبني ، وأنا الوحيدة في السلك الدبلوماسي أو الأسلاكِ الشائكة على أسوار رئتي المفتوحة _ رغماً عني _ لضيوف الشيطان . الأثداءُ النحاسية لبغايا مدينتي الحزينة . إنني في ضوءِ زنازين برتقالةٌ . تحت جفوني أقمارٌ تجوع . والعطشُ اسم الكاتدرائية النازفة نملاً على أظافر ضحايا محاكم التفتيش . وهذا قلبي سكةُ حديد مهجورة ينام عليها الجنودُ الذين بالوا على أنفسهم في المعارك .
أُحِبُّ لكي أنسى الحبَّ. ضفدعةٌ أُصيبت في ليلة الدُّخلة بالمغص . يا من بِعْتم ذكرياتِ النسور لتشتروا حبوبَ الفياغرا ، وبِعْتم دموعَ الفراشات لتشتروا مضاداتِ الاكتئاب للجنود المهزومين . لقد بعتُ رموشي لأشتريَ حبوبَ منع الحمل لقطة جارتنا السجينة . وجمجمتي قلعةُ اللصوص ، وجثمانُ الغاباتِ هو سريرُ ليلة الدُّخلة لكل الراهبات المغتصَبات في ظلام الأديرة . وعرباتُ نقلِ الجنود تغتصبُ أرصفةَ لقائنا الرمادي .
أنا الدمارُ يا دماري . أنا الكراهية الأولى يا حبي الأول . يا صديقة الموتى في براري النعنع المشنوق . يا أحطاباً تتجول في ثلاجة الموتى . والحزنُ برقوقُ الإبادة خيمةٌ تمشي بين جُثَّتَيْن ، وتخيطُ أنسجةَ جروح المطر. إنني الناجحةُ في دخول الليل ، الفاشلةُ في ليلة الدخلة . وذلك الشفقُ المجروح طريقُ اغتصابي ، فَخُذْ أجفاني بعد وفاتي دستوراً لدولة البلوط البوليسية. وطنٌ للمومسات مات . فلماذا يركل لاعبو كرة القدم جماجمَ الصبايا في المكتبة العامة ؟ .
أيها الرعد ، أُعلن انتحاري أمام نحاس أعصاب رياح الخماسين. هؤلاء الموتى يتبادلون النكات الجنسية في ليلة دخول الحزن في سرير غرفة النوم . فهل ستحزن الأمطارُ الجالسة على شاهد قبري وهي تشرب النسكافيه ؟ . يا مذيعةً تلعب كاميراتُ السُّل بثدييها أمام الشعب الميت في الوطن الميت الذي يحكمه الجنرال الميت . قولي كم سِعْرُكِ ، كم ثمنُ نهود الكوليرا ؟ . ناديتُ على كوخي فلم يأتِ ، وَصَلَبَتْني الخرافةُ فصلبتُ قرميدَ المنافي .
بيعوا أعضائي في السوق السوداء ، ولا تنتظروا انتحاري لكي تنقلوا أعضائي لجسد الأنهار الخشبية . تَاجَروا بجسدي في حياة السناجب الشاهدة على إعدامي أمام الرُّتب العسكرية لبنات آوى . كأني أبيع الأسلحةَ النووية على إشارات المرور . ولحمي بلاطُ الزنازين . هذا انتحاري قصيدة كتبها الأرقُ ليتخلص من الاكتئاب . أنا مكسورةٌ كزجاج سيارات المرسيدس العابرة على جثامين السنونو . مِتُّ ملايين المرات ، وبقيتُ قرب جنون سكك الحديد ذبابةً عرجاء أكسر علبةَ مكياج . لماذا أتزين لاحتضار الغابات ؟ . لماذا ألبس قميصَ النوم في حضرة قطتي العمياء ؟ . لماذا أستحم باليورانيوم المخصَّب وأنا أحمل في أحشائي بويضةً غير مخصَّبة ؟ .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)