موت لاعبة الشطرنج ( 3 _ 4 ) . للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .
يا وطناً يسكب العسل على لحوم المشنوقين ، اشنقني. أنا ضوء الذكريات الإلكترونية المفروش على السجاد الأحمر ، ولستُ غيرَ سَبِيَّةٍ لجيش مجهول . أنا حديدُ الباستيل، والأرضُ حزبٌ سياسي من الخيول الذبيحة يحرق إسطبلات دمعي . خذني إلى معنى خيانة رئتي لأدرك إخلاص السجان للراتب الشهري ، وإخلاصَ النساء المغتصَبات لفترة الحيض . هذه رموشي الدامية ، ورأسي تفاحةٌ أمام فوهة البكاء. على جثةِ أَوَّلِ راهبة مُغتصَبة يضع رملُ البحر الحجرَ الأول في كنيسة الاكتئاب. عَلِقَ في حَلْقي فيلُ الذاكرة أو برميلُ النفط الأنثوي . لحومُ بنات القياصرة مفروشةٌ على سكك الحديد ، وقطارُ البلاشفة يعبر مشنقةَ سَيْبيريا . ها هو شعبُ الانطفاء صنمٌ يعبد صنماً بشرياً .
بين حزني الآلي وذكرياتي الإلكترونية أبني خِيامَ نصل مقصلتي أعلى من الجريمة المقدَّسة . دفنتُ إيليوت في الأرض اليباب . طلبتُ الطلاق من مقاعد الغيوم ، وتزوجتُ اكتئاب الضفادع التي تمص غبشَ الألوان على حيطان غرفة التحقيق فضعتُ . أنا الضائعة يا بلادي الضائعة .
تتبوَّل النارُ على النار . يا أيها الحزنُ البحري الذي عَلَّمَني اصطيادَ الأسماك بالمسدَّسات، إن الغزال الكهربائي يصطادني في براري السيانيد . لا تقلقوا يا إخوتي ، إن اكتئابَ الجيوش سيُحرِّر الأندلس. أبقارٌ ترعى الغنمَ في برلمان رُعيان الغنم. إن الشطآنَ تلميذتي الفاشلة في العلوم السياسية.
لن أرى وجهي في المرآة إلا إذا غابت النسورُ عن رفوف مكتبتي . لقد صلبتُ الصليبَ ، فلا داعي يا أدغال المجزرة أن تذهبي إلى عُرسي . سأتزوَّج ماما الفاتيكان ، فكيف أثق بجنون شواهد قبور الحِبر ؟ . والحروبُ الصليبية أَخذت الكنيسةَ أسيرةً . وورقُ الأناجيل يحترق في موقدة حجرة نوم الكاردينال البنفسجي . وقبل أن يأتي الغزاةُ ليسحقوا الشموسَ ، صلى ذلك الفارسُ الأندلسي العصرَ في الشَّفق ، وصُلِبَ متوضِّئاً أمام دموع راهبةٍ تَنتحر. لقد تجسَّد زنجبيلاً وبراكين . ورصفَ مستنقعاتِ القمر بعَرَق السكاكين . سائراً على خطى صقور قريش ، القتال حتى انفصال الرأس عن الجسد . لقد تجسَّد .
أهرب إلى النوم لكي أراكَ في منامي لأن جنوني هو سجوني . أُهنِّئ الموتى بزواج الليلك من دم البحيرات . ضفدعة دميةٌ محترقة في مسرح للعرائس الخشبية الغارقات في دم الحيض ، ومات في عَرَق جنوني النبضُ . أُهيِّئُ أثاثَ معدتي لاستقبال الحشرات . فشكراً للباعة المتجولين الذين يبيعون الجماجم أمام المحاكم العسكرية . تحت إبط الريح بطيخةُ القتلى فاقتلني بذكرياتِ البابونج . هائمةً في دماء جفوني ، والليلكُ هويةُ المنفيين في شرايين رقبتي الموزَّعة بين مقاصل الغيم وأعوادِ المشانق عودَ ثقابٍ في كوخ عشقنا المحترق . والريفُ إشارة مرور في مدن نزيفي .
بِعْنا الوطنَ لدعم الوحدة الوطنية . بصقنا على المرأة لدعم حقوق المرأة . قتلنا الإنسانَ لدعم حقوق الإنسان . إن الأرض التي فتحها الصحابة صار يحكمها رعيان الغنم ، ونحن قطيع الغنم بلا نبي يرعانا . لستُ أنا يوشع ليحبس اللهُ الشمسَ من أجلي . إنني حفرة المجاري النهائية . فاصعدْ نحو شتاء الأرامل سيفاً يمسكه الرعدُ الجبلي ويحزُّ به ضفائري اليتيمة ، وأنا اليتيمة داخل مسارات الموؤدة .
جفوني قصيدةُ الهلوسة ، ودماغي مملكةُ السبايا ، إنني سِبِيَّةٌ في زخارف القمر الكحلية ، وثيابُ الحِداد اسمُ أُمِّي في نشيد شواهد قبور اليورانيوم . هذه أنا ، لستُ امرأةً دلوعة ، إنني الملكة المخلوعة .
أصعد إلى رومانسية الكفاح المسلح . تاريخي يشنقُ تاريخي فصرتُ تاريخاً للرمل المشنوق في عيون البحيرات الاستوائية . لم أجد ليلاً تكدَّس على هاوية الحلم ، فَخُذْ بيدي نحو جنوني لأتذكر ورقَ الأمطار الأصفر في صحراء اللازورد . اكْتَشَفوا بئرَ نفط في صُلبان العَوْسج فاكتشفتُ في رئتي مصفاةَ نفط ، وصدري رمالُ خليج أكابولكو . أسرارُ الدم تَصْعد فتكون كرياتُ دمي كراتِ تنس أرضي. وما حزني سوى نشيد احتضار أخشاب دماغي. أُهيِّئ لجلود الأمطار تابوتَ الزنجبيل.
يا كل المخيمات الصاعدة من دمعي اللاجئ . والوطنُ تفاحةُ الموت . ارتمت الأحزانُ على صدري وماتت . وما زلتُ حزينة . فاحزنْ على أضواء الحزن على نصال المقصلة ، وكن نصلاً سائراً نحو أغنيتي . أنا أغنيةُ مَن مَرُّوا على الصليب الخديعة فخلعوا أنفَ النار. ولاعباتُ التنس الأرضي يشاهدون مأساة رموشي على سَرج حصان دخل في الشفق .
أدخل في معنى ما ليس له معنى لأنسى معنى صحرائي تنبح بين قضبان قفصي الصدري . هل آخذ إذناً من أنهار الحطب لأَزُور جثمانَ السنونو في الزنزانة الانفرادية . هي السناجب تقضم تضاريس خارطة أعصابي . فلماذا يأخذ الموجُ عظامي سكةَ حديد لنحاس أشجار الموتى السائر على خطى معدتي المنثورة للقطط الشريدة أرصفةً وقوارب غارقةً ؟ .
أنا البدوية المصلوبة على الصُّبار. زَوَّجَتْني القبيلةُ للشيطان لتحافظ على شرف العائلة والوحدةِ الوطنية لكنَّ وطني يموت . ولستُ بأكثر من فأرة تجارب في مختبَر مُعقَّم بالجثث الطازجة كالبارود النقية كملح الدموع البنفسجية . أنا المصروعة لأن الريح فَرضت الإقامةَ الجبرية على أعمدة كهرباء دماغي . أُقبِّل يَدَ الطوفان لكي يسمح لي أن أنتشل جثةَ أُمِّي في شتاء المذابح .
كأن الرمل فضَّ بكارةَ البحيرة. قميصُ نومٍ أحمر فارغ لكائنة دموية انتحرت . يا غرفة النوم ، إن العروس قد ماتت . لأن كرياتِ دمي حديقةُ طيور وَصَلَني حكمُ إعدامي عن طريق الحمَام الزاجل . تعودتُ على العيش في المقبرة التي يسميها الوهمُ وطناً فمزَّقتُ جواز سَفري وكرهتُ منفى الظلال . أُوزِّع وقتي بين المشانق والمقاصل كسراً للروتين . ويَزورُ احتضارَ الأنهارِ الشفقُ فاشفق عليَّ . هل أنتَ برتقالة الموتى لتدرك ملحَ المنفى الذي يستأجر عيوني في مآتم السنونو ؟ . لم أكترث بعزلة البحر خارج أظافر ثلاجة الموتى . وتناولَ جِلدي البوظةَ مع النساء المغتصَبات العائدات من مناديل الكستناء .
الجماجمُ حطبُ المواقد . والكوخُ الريفي بين كريات دمي مستعد لاستقبال العشاق العاطلين عن العمل ، فاحترقْ بالصدى تَكتشفْ صوتَ الضحايا خارج مذكرات الضحية . وأنا ضحيةُ اللوز . أرسلَ رملُ البحر ورقةَ طلاقي إلى شاهد قبري بالبريد الإلكتروني . والغرباءُ على مائدة المذبحة لم يستمعوا إلى دقات قلب العاصفة ، فاجعلْ حُبَّكَ لأعشاب الرئتين عاصفةً من التفاح المستورَد من جثث البحَّارة على أرصفة الموانئ أثناء عطلة عمال النظافة . ادخلْ في دم الإسفلت اخرجْ من إسفلت الدم . وبين وردتَيْن على جثمان البحيرة تتزوجُ بناتُ آوى . ولم أجد طيناً آوي إليه سوى ما تساقط من ذكورة تابوتي وأنوثةِ جبهتي .
سكاكينُ المطر تنام في سريري ، فكيف أتزوج صوتاً أَعدم صدى شراييني داخل حنيني ؟ . بحيراتٌ تفتح شراييني للرعد ، فيسقي أسماكَ حُفر المجاري دمي المعلَّبُ في جمجمة الحطب . وأنتَ وردةُ ثلاجة الموتى فاخفضْ حرارةَ مكياجي على نصل مقصلتي . ها هو الحزنُ يتقدم جنازةً لوقت السنابل . وأظافرُ القمح شعيرٌ نابت على حواف رقبتي . هل أُغنِّي للمشنوقين الجالسين على أزرار قميص الحقول ؟.
أخذت حفاراتُ القبور إجازةَ أُمومة. ومقبرةُ الحيتان الزرقاء بوظةُ رملِ الشمالِ رعشةِ الجنوبِ حزنِ الشرقِ جثةِ الغربِ . غَنَّيْتُ لأكسر عُزلةَ خواتمي وأُزوِّج ذكرياتِ الجيش المكسور لرومانسية الزنزانة الانفرادية أو فحولةِ الكفاح المسلح أو نعومةِ وجوه الغيم خارج منافي الحِبر .
في طحالي وردةٌ مسحوقة تحت بساطير الجنود فأخرجُ من دهان سجن دماغي إلى ألغاز المقصلة لكنَّ المجازر التي تمشي على سطوح جِلدي وطنٌ للغرباء العابرين بين عتمة معدتي وحبلِ المشنقة على سطوح القطارات . حبلُ الغسيل على سطوح جثث الأرامل . وَرَّثَني الغبارُ البرتقالي جيناتِ اللجوء السياسي فأضعتُ خيمتي . بَيْني وبين جنوني زواجٌ مُؤَبَّدٌ ، فكيف الخلاص يا كل العابرات في نحيب الشعير الزئبقي ؟ .
كيف يَزورني الليلُ وقد التهم كوخي الطوفانُ ؟. فلم يبق على أرضية بنكرياسي غير سجاجيد أنوثة الغابات المحروقة . لماذا فاز الجنونُ بضفائر الأرصفة ؟ . إن لم تُصدِّق رموشي على رفوف برتقال البازلت فَصَدِّقْ جثماني على أغصان النيازك . بلادي بطيخةٌ على طاولات الغزاة . وأنا البائعة المتجولة في مخيمات قفصي الصدري أبيع حزنَ الشوارع على إشارات المرور ولا أَمُرُّ . كأني أَمُرُّ بين مذبحتين قطةً تتبختر في الزمهرير ، والضحايا يتساقطون مثل مكياج العوانس .
وأرملةُ الإسفلت تنتظر ميناءَ المناديل المنسية على الرصيف. يا أُمِّي ، كيف كان شعورُكِ عندما وَأَدني أبي ؟. ما جنسية الرمل الذي مَرَّ على أجساد العبيد تحت شمس يَثرب ؟ . وكلُّ حُفرةٍ مكياجٌ للغريبة . دخلتُ في عنوسة الأدغال تاريخاً يشطب تاريخي، وجهاً يخلع وجهي. وأعضائي متورطةٌ في حرب أهلية بين شراييني . والليلُ يدخل في تعاليم العوانس. كلُّ عضو في جسمي ذهب في طريق . فَاسْأَلْ غبارَ عمودي الفقري أيها النسيان : لماذا جثة المطر مصلوبةٌ على الحيطان ؟ .
لا حِبرُ المجرات يسقط على ليمونة الأسرى ولا وردةُ الفيضان تتزوج أظافرَ الشمس الراحلة . اكتشفنا مقصلةً بطعم النعنع ، ولمحنا مجزرةً بطعم المانجا . أَحْضِروا دستورَ الوحدة الوطنية لتتوحد الفئرانُ على جثث الفقراء . إن دمي الملوَّث بثلاجات الموتى يُنظِّف الشوارعَ القذرة . هذه الأزقة العمياء الصارخة في عروقي تنادي على الجليد . لا حياة لأعمدة الكهرباء بلا حُفر المجاري . فَكُنْ يا حُزني مَلِكاً على طحالي لأكون ولي العهد في الدولة البوليسية . امرأةٌ في عَرَق حقول الشوفان تغار مني لأن حبل المشنقة اتَّخذني عشيقةً دائمة . والملوكُ العاطلون عن العمل يتزوجون احتضارَ الجواري على نصل مقصلة البابونج .
دهنتُ مشنقتي بالخوخِ ولحستُها فصارت دروبُ جنازتي ملتقى العشاق الخونة ، ومؤتمرَ الأكاسرة العاطلين عن العمل . دَخَلْنا في رومانسية الكفاح المسلح . أجفاني تحرقُ أجفاني . بلادي امرأةٌ مُغتصَبة ، وذكرياتي فراشةٌ ضيَّعت غشاءَ بكارتها . قليلٌ من الرومانسية الخام، كثيرٌ من الكفاح المسلح . وفي طرقات أوردتي حروبٌ أهلية ، ولم يعد هناك أهلٌ للغرباء العابرين في ضوء الشظايا . عظامي مملكةُ الوسواس القهري ، وأحزانُ الزَّبد مشعوذةٌ تتبختر في مجزرتي .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)