موت لاعبة الشطرنج ( 2 _ 4 ) . للشاعر / إبراهيم أبو عواد .
وأميراتُ أوروبا قدمن استقالتهن من الأنوثة لماما الفاتيكان. صعود المكياج على جثث جواري الملوك المخلوعين. تعلمتُ أبجدية جلي الصحون من مطر الجروح العتيقة . كلُّ ما حَوْلي يراقبني . أمعائي دولةٌ بوليسية. كأن أُمِّي ضابطةُ مخابرات . ووالدي سجانٌ عاطفي . ومخدتي تتجسس عليَّ . أحمل على ظهري أدغالَ الحزن الملوَّث بالصدمات العاطفية، وكلُّ الطيور المهاجرة تصلبني في طريق عودتها من شراييني البلاستيكية . ديمقراطيةٌ على مقاس زواج المتعة .
لا تخذل امرأةً مخذولة ، ولا تجرح امرأةً مجروحة ، ولا تذبح امرأةً مذبوحة . فادفن امرأةً ميتة في نخاع عظم البكاء . أنا موؤدة منذ ولادتي وانتظرتكَ لكي تحييني . أخذتُ إجازةً من الأحزان لأقضيَ وقتاً في الاكتئاب . هذا العارُ يصنع من ضفائر الراهباتِ صليباً ترسمه أنَّا كارنينا على صدرها قبل انتحارها وولادةِ الضفادع في السم الملتصق على بوابات قفصي الصدري . ولا أقواسُ نصرٍ حول رموشي ، ولا مساءاتُ القش تتزوجُ بطيخَ هلوستي . حتى كرياتُ دمي تتجسس على نبضاتِ قلبي الشريد .
لم أساعد زوجةَ السلطان في غسل الصحون . بعد رحيلكَ صارت حوافُّ رئتي أكثرَ خشونةً ، ومرآتي أكثرَ وحشية . أُعطي للقطط الشريدة حقَّ تقرير مصيرها في آبار ثلاجة الموتى. تزوَّج المرأةَ التي رأت دموعكَ ، ولا تتزوَّج الحزنَ في عينيها . الانقلابُ العسكري علاقة غرامية مع أظافر البحيراتِ . أجفاني مملكةُ اليانسون فاشربْني بعيداً عن الأفيون . وطني مصلوبٌ على جسدي ، وأنا مصلوبةٌ على صهيل النار . مطرٌ ناعمٌ على جلود المشنوقين الخشنة .
إن الراهبات وضباط المخابرات زملاء في الاكتئاب . أنا الوريثة غير الشرعية لشرعية أحزان الراهبات . وأجفاني هي الوريثة الشرعية لدستور الزنابق الذبيحة . المايسترو مشلولٌ ، فسقطت العصا . أنا مكسورة عاطفياً ، ورجالُ الأرض عاجزون عن ترميمي .
كان من المفروض أن نُعلِّق على حبل الغسيل جماجِمَنا لكي تتشمسَ كرياتُ دمائنا المهجورة في شتاء المجازر . أنا دائرةُ مخابراتٍ متنقلة ، وملكةٌ مخلوعة ، وحزبٌ محظور ، وكوفي شوب للأرامل . إن عرشَ الحاكم بأمر الشيطان كرسيٌّ كهربائي سَيُعْدَمُ عليه . إن شهوتي الجنسية ورقةٌ محروقة ، إذا لعبتُها أكون قد قامرتُ بحياتي . أستغربُ أن يُحِبَّني أحدٌ ، فأنا شخصياً لا أحب نَفْسي . ولو كنتُ غَيْري لما نظرتُ إلي . ضباطُ مخابرات مبتدئون يجلسون على جمجمتي في مطاعم الوجباتِ السريعة .
هذه أنا . ضفائري مشنقةٌ في أعلى سقف ليلة الدخلة مركزيةِ الدموع . ولحمي منثور في سيانيد الحقول . وعمودي الفقري سريرٌ للديناصورات في موسم بياتها الشتوي . وخدودي كوفي شوب للطيور المنبوذة في موسم هجرتها إلى هلوستي . كأني أبكي على صدر سَجَّاني ، والسَّيافُ يناولني مناديلَ الشوك لأمسح قطاراتِ دمعي السُّكري .
سَكِرْتُ بأملاح الدمع . وكوكبُنا مقبرة المعنى . فكيف أتجول بسيارتي المرسيدس بين جثث الفقراء والأرامل ؟ . كيف أتزوج الإسكندرَ المقدوني والعوانسُ حول جثماني ينتظرن الخاطبين في عتمة مرايا الغرف المجلَّلة بالستائر الرمادية ؟ . كيف أضع التاجَ على رأسي ونحيبُ النساء يقضم خلايا دماغي ؟ . كيف أمشي على السجاد الأحمر أمام جيوش السبايا والأطفالُ لا يجدون شيئاً ينامون عليه سوى صفائح جماجمهم ؟ . كيف أضحك أمام الكاميرات والراهباتُ يتزوجن الدموعَ في سراديبِ الكنيسة ؟ . كيف أدافع عن حقوق المرأة وأبي قد وأدني في رمال يَثرب ؟ . كيف أتزيَّن في ليلة الدُّخلة ورأسي مقطوعةٌ تدور كالمروحة في سقف غرفة النوم ؟ . كيف أنتظر ابنَ عَمِّي لينزلني عن ظهر الفَرَس وأُسْرتي مصلوبةٌ على أعمدة الكهرباء ؟ .
على رموشي تقفز أعوادُ المشانقِ كالسمك المنفي كالديناصوراتِ المجرَّدة من جنسية السبانخ العارية من جواز السفر . في وديان جفون الصحاري تغدو أبراجُ الكنائس شواهدَ قبورٍ وحيدة ، والليلُ وِحْدةُ المجروحين خارج سدود الصدمات العاطفية . فاصطدمْ بالأرق يا أرقَ جبيني حفاراتِ خدودي داخل تفاح المجازر .
أنا الملكة المخلوعةُ . وعرشي هو الكرسيُّ الكهربائي . والإعدامُ دستورُ عظامي. وَفِّرْ لي دعماً لوجستياً لأدخل غرفة الإعدام واثقةً من نظافة حبل المشنقة . وَفِّرْ لي غطاءً دولياً لأدخل في هلوسة مقصلتي واثقةً من لمعان النَّصْل . كوكبُ الأرض طاولةُ قِمار وكلُّ الأوراق عليها محروقة. تاجٌ لهذه البدوية الراحلة في أمطار الفجر . فليكنْ شجرُ المقاصل رَجُلاً أضع على صدره رأسي وأبكي حتى يخرج الديكُ من جِلْد الليل . كأن أحد زعماء المافيا الإيطالية يعشق راهبةً في أحد أزقة ميلانو. فاصنعْ من جلود الخيول الميتة دستوراً لإسطبلاتِ انتحار المعنى .
دخلتُ في ممالك الأرق . عقاربُ الساعة مسامير على حيطان نخاعي الشوكي . ورموشي زنزانةُ مضادات الاكتئاب . جثامينُ الفقراء ملتصقةٌ على زجاجات العصير أو زجاجِ سيارات المرسيدس . والخدودُ الضامرةُ مرايا أحزان شتاء مصافي النفط .
حلمتُ أني سأموتُ مسمومةً . لم أعرف الوجوهَ التي تمشي في جنازتي ، ولن أكون تحفةً تحت نافذة الكاتدرائية . ملحُ خبزي الجائع يتزوج ملحَ دموعي العطشى فهل سأموتُ غريقةً لكي يتزوج ملحُ المحيطات جفوني الكلسيةَ ؟ .
على جثة راقصة عمياء ذبابةٌ تتزوج صدى البنادق وتُطلِّق اسمَ المطر . وفي لون النيازك طفلٌ يحمل على رموشه البلاستيكية جثةَ أُمِّه الفسفورية . طحالبُ على قميص نوم السجانة . أكلتْ عمودي الفقري الكلابُ . خيانةُ الأصدقاء لها مذاق القش المذوَّب في ليمون المجازر . اذكرْ دماء عائلتي على سطوح القطارات ولا تنسَ وجهاً تمر عليه أشعةُ الدبابيس كضفدعة غَرِقتْ في كوب يانسون. هل تذكر غضاريفَ عمود الفقري البلاستيكي وهو يَذوب تحت شمس مساءات الدمع ؟.
تزوجتُ نَفْسي وقضينا شهرَ العسل في قفصي الصدري . هذه ورودُ خدودي المسمومة تهاجر من الزنازين الانفرادية إلى الإعدام بالكرسي الكهربائي . وأنا زنزانتي . فَخُذْ عِظامي مسحوقَ غسيل ، واغسلْ أكفاني في شمس المذابح لعل دودَ وشاح الأرملة يتزوج جثةَ البحَّار الباردة .
كلُّ كريات دمي دمىً محروقة في مسرح للعرائس العوانس . أخرجُ من جِلد الليل حافيةً . وفي نخاع عظمي مسامير البرتقال . هذه ليلة الدخلة تفاحةٌ على الصليب. قد رأى جنونُ رموشي تحوُّل رعيان الغنم إلى آلهة .
كُنْ محايِداً بين سكاكين تمص كحلَ جفوني وكرياتِ دمي البيضاء . ارمِ عمودي الفقري للكلاب . انصبْ خيمةَ اليانسون في كوب شاي المنافي . فابدأْ بدأتُ والليلُ بوابة المقتولين . يا أُمَّنا الأرض التي وَأَدَتْني . أنا الموؤدةُ على صَدر أبي المصلوبةُ على صدر أُمِّي . فهل أُزوِّج شجرَ أدغال الدمع لفرشاة أسناني ؟ .
سلامٌ للموتى الذين يرمون جماجمهم إشاراتِ مرور لموكب الأميرات السبايا . لم أفرش عظامي شَعراً مستعاراً للبطريق . وأبوابُ الكنيسة حِبرُ الفطر السام . لا تخجلْ من ضفائري المرمية في طرقات اليورانيوم . إن الغرباء ينشرون الغسيلَ الجاف على أعصابي المبتلة بالقهوة المذبوحة . فانتظرْ مطرَ الكلمات الحارقة على جلود المنفيين في خيام عَرَقي . ومررتَ كي تمر فينا الذكرياتُ فلا تتذكرني. لماذا تتذكر وجهاً في الرعد فتميل الذكرياتُ نحو بوصلة بحَّار ذبيح لم يبق على رموشه سوى منديل أرملته ؟ . نحو برقٍ يمر في حِبر القصيدة تمشي سياراتُ عظامي في الفجر الدامي .
وشوارعُ معدتي حلبةُ مصارعة الثيران بعد موت الثيران وتقاعد المصارِع . فصرعتُ نفسي لأتزوجها. فلم أجد المخبِرِين لكي يرقصوا في عُرسي مأتمِ شموسِ الإبادة ، ولم أجدني في فستان العار لأني أنا كعكة العار النهائية ، والبجعُ الراقص على قبري شفافيةُ ثياب راقصة الباليه حينما تغيب شفافيةُ الحكومة على جدار انتحار الشعوب في الزنازين الانفرادية الإلكترونية . أنا من تعبرُ مركباتُ الجنود على جدائلها ، وتُلْقَى مخلفاتُ الجيوش المهزومة في مستودعات طحالها .
أرجوك يا حزني ، لا تحزنْ عليَّ . يخبط دمُ الراهبات في زجاج ناطحات السحاب . تخبط الضفادعُ في منافي الدمع . جسدي مطبخٌ بعد انتهاء الحفلة . ذبابٌ مزروع تحت إبط الشمس . فلا تكن أيها الشعيرُ ناقداً أدبياً فاشلاً في شوارع الأنوثة . إن ذكرياتِ الحشرات أبقارٌ في حظيرة الدموع . أنا وحدي مَن مشيتُ في جنازة البحر الميت .
فلتكن أجفاني زجاجاً يكسر أدغالَ الأصنام ، فأنا الأرصفة النيئةُ والمدنُ الكئيبةُ والسجونُ الحبيسة. اترك استراحةَ لحمي المحارِب بعيداً عن الملكات السبايا المحارِبات في فراش الزوجية . أيتها الأميرة المثقفة في سوق النخاسة ، إن أهلكِ باعوكِ لمن دفع أكثر . لكن هدوء الخلفاء بعد الجِمَاع لن يحميهم من الانقلاب العسكري . وشوارعُ الكابوس فِطْرٌ سام . بَدْو رُحَّل يبيعون رمالَ الشَّفق على إشارات المرور ؟ .
هكذا ينهمر حليب الراهباتِ في حفر المجاري بعد اغتصابهن في سراديب الدَّير . أكتافي إسطبلاتُ الخديعة . وقلبي مرزعةُ خشخاش . هل أدخل في نشيد الاحتضار أم أكسر ظلالي احتجاجاً على انتحار حواجبي ؟ . لا أريد رموشي المكسورة المرمية تحت أقدام الجيش المكسور العائد من ألوان الرايات المكسورة . أعصابي صارتْ زجاجةَ شمبانيا مكسورة في مرقص الوحدة الوطنية . فيا عطرَ المهرِّج ، متى سَتُفْرِجُ عن رموشي في سجونكَ الإلكترونية ؟. متى ستبيعني في سوق النخاسة سبيةً بعدما بعتَ الوطنَ في السِّيرك ؟ . هذه مشنقتي أستاذتي في الكيمياء . وغرفةُ الإعدام بالغاز عَلَّمَتْني جدولَ الضرب .
إن ليلة الدُّخلة زنزانتي الانفرادية . ورموشُ النباتات حربٌ أهلية بين كريات دمي . كأنني شرطيةُ سَيْر متقاعدة أمام موكب الملكات السبايا . أنتحل شخصيةَ النهر ، وأطلب الطلاقَ من دم الرمال. وهذه راقصة الباليه تفتتح كازينو الوحدة الوطنية . فلتكن زوجي لأَشنق الحزنَ في عينيكَ، وأكسرَ ألوانَ زجاج الكاتدرائية . إن حزني قد صعد على جثة الأمطار . ما هذا العالم المجنون ؟ . إن نباحَ الغابات أكثر عدداً من جواربي . وأمراءُ الحرب أكثر عدداً من سعال الكلاب البوليسية .
يا مُعَلَّقةً على الصليب ، متى تكسرين الصليبَ ليرتاح العبيد في درب الهجرات ويقضي أطفالُ الزنجبيل شهر العسل في منافي الحليب ؟ . هذا نعشُ البحيرة تجرُّه الكلابُ البوليسة . والقياصرةُ فئران الذكريات . ودفنتُ آلهةَ الأعراب في صحراء القمر ، وارتديتُ الزي العسكري للجيوش المهزومة حِداداً على موت النهر. وجماجمُ السلاطين تتدحرج على رقعة الشطرنج.
انتهت لعبةُ الوحدة الوطنية ، ومات الوطن . فارقصن يا راقصات الباليه على جثث الشهداء. نحن قطيعُ السبايا ، والراعي مصلوبٌ على أعواد الثقاب على حِبر دستور الخيانة. نسينا رجالنا في المقابر الجماعية، وصارت النهودُ الملوَّثة بكبريت حرية المرأة تقود قطيعَ الغنم . ما رقم الحفرة التي دفن النخيلُ فيها الرومانسيةَ ؟ . إنني واقفةٌ على الرصيف . والنخيلُ يمشي إلى المئذنة . اكتشفتُ الجيناتِ الوراثية للعوانس لمحتُ الحمضَ النووي للمشانق لمستُ جيناتِ المقصلة . أنا الاكتشاف الأرجواني تحت أشجار المذبحة . والمراعي تتخذ من حنجرتي إسطبلاً لخيول الخليفة .
http://ibrahimabuawwad.blogspot.com/
التعليقات (0)