فاجأني احد الزملاء مع لحظة وصولي الصحيفة بخبر (وفاة) الرئيس طالباني، الزميل لم يكتف بذلك بل دُهش لانني لم اصدق النبأ على الفور متسائلا: الا تصدق ان رئيس جمهورية يموت؟!
جوابي كان: انا لله وانا اليه راجعون، ولكن استغرابي كان من سهولة وسرعة اعلان الوفاة وما هو مصير الدور الذي كان يبذله الرئيس لانهاء القطيعة بين السياسيين؟.
ثم زال الاستغراب بعد ان راحت الاخبار والشائعات تترا، ومعها التفسيرات والتحليلات المنطقية وغير المنطقية..منها ان ما اعلن في البداية هو الخبر اليقين وان النفي اللاحق وتكراره جاء بتدبير سياسي لاستيعاب الصدمة ودراسة ردة فعل الشارع العراقي تجاهها.
فهناك من فسر استقرار حالة الرئيس بتساؤل مفاده: وهل هناك استقرار اكثر من الصمت؟ ويقصد الموت!
وذهب البعض الى ان يد اجنبية تدخلت لتغيير الواقع على وفق الطريقة الاسرائيلية مع رئيس وزرائها الاسبق شارون عندما فقد خبره قيمته ولم يعد احد يهمه ان يسأل مات ام بعده.
اغرب التفسيرات ان المسؤولين وجدوا انفسهم بمواجهة الدستور مرة اخرى، وهذه المرة لن يكون خرقه سهلا.
فالمعلوم ان الدستور عالج بطبيعة الحال موضوعة وفاة الرئيس بآلية انتقال صلاحياته الى نائبه، ولكن ليس الى ما لا نهاية كما حصل في وزارتي الداخلية والدفاع.
هناك شهر واحد يتوجب بانقضائه اختيار رئيس جديد، وهنا تكمن المعضلة التي دفعت الى وضع الرئيس (بحسب هذه الفرضية)على جهاز تأجيل الموت النهائي لحين حل مشكلة البديل، فالمعروف (عراقيا) ان هكذا ترتيب لن يتم الاتفاق عليه في شهر واحد خاصة وان الفرقاء السياسيين ابعد ما يكونون عن التقارب هذه الايام.
اذن (وبحسب هذا السيناريو ايضا) يتطلب الامر شهورا عدة قبل رفع اجهزة ادامة الجسد وتشييع رئيس الجمهورية الى مثواه الاخير.
وربما تكون الامور على طبيعتها، اي ان اعلان الوفاة جاء خطأً مستعجلا وغير مقصود مثلما يحدث في حالات كثيرة، وان الرئيس بوضع صحي صعب لكنه يخضع للعلاج وقد يتعافى سريعا..من يدري؟!
على كل حال فالحياة والممات بيد الخالق تعالى وكل من عليها فان، ولكن يبقى العراق وشعبه وعلى الطبقة الحاكمة ان تستوعب الحدث ومعانيه لاعادة التفكير وانهاء جميع الخلافات لتحقيق مصلحة المواطنين والنهوض بواقعهم المتردي كي يكونوا مستعدين للحظة الوداع الاخير وضمائرهم مرتاحة والرب والشعب راضيان عنهم.
http://beladitoday.com/index.php?iraq=موت-الرئيس-!&aa=news&id22=23871
التعليقات (0)