مواضيع اليوم

مواقف ..

يوسف رشيد

2014-08-01 20:32:48

0

 حقا ، صار الممكن مستحيلا ، والمستحيل ممكنا ..

صار بعيدا نائيا مَن كنا نظنه أقرب من حبل الوريد ، وصار قريبا لصيقا مَن كنا نظنه أبعد من نجم سهيل ..

ربما لم يكن ذلك واضحَ المعالم قبل سنوات المحنة هذه ، لكنه غدا شديد البروز والوضوح ، كانعكاسٍ للشروخ النفسية والاجتماعية والفكرية والعقائدية والإثنية التي ماتزال تتفاعل في مجتمعنا ..

وثمة ما يخلّف في النفس كثيرا من الأسى حينا ، ومن الإشفاق على الحال التي وصلنا إليها ، من ناحية أخرى ، بعد أن كنا نعتقد أننا تجاوزنا ـ بحكم السن أو النضج مثلا ـ كثيرا من تلك الوقائع الصغرى أو الثانوية أو الهامشية ..

وثمة نماذج وإشارات محدودة ، تخفف من قسوة النص السابق قليلا :

 

قبل ثلاثين شهرا من الآن ، زرت كلية الآداب في جامعة حلب في مبناها الجديد عليّ .. وفي ممر عمادة الكلية ، اعترضتني زميلة دراسة لم نتقابل منذ تلك الأيام ، وسألتني : ألست ...... ؟! أجبتها ، واعتذرت لها عن عجزي في استحضار اسمها ، فقدمت لي نفسها : الدكتورة ....

وسرنا معا في الممر ، حيث كنت في زيارة صديقي رئيس قسم اللغة العربية آنذاك ، فاستضافنا في مكتبه مشكورا ، وتناولنا القهوة ، وتجاذبت معها شيئا من الماضي وبعض الحاضر ، وقالت : إنها رأت ـ عَرَضًا ـ صفحتي على موقع فيس بوك ، وقرأت بعض كتاباتي .. فشكرتها ، قبل أن تستأذن بالذهاب إلى محاضرتها ..

وقبل سنة من الآن ، شاهدت صفحتها ، فأرسلت لها طلب صداقة ، فلم ترد ، لا سلبا ولا إيجابا .. فتراجعت عن طلبي ، ملتمسا لها عذرا ما ، وأرسلت لها  فيما بعد ، رسالة أطمئن فيها على أحوالها وظروفها ، فعاد الرد إليّ : إنها تشكرني على سؤالي ، لكن من أنت ؟!

قلت في نفسي : لعل صورتي محذوفة من صفحتي  !! وانكفأت محزونا حين وجدت صورتي في مكانها المعتاد ، وكذلك اسمي ..

ولا يضيف ردي عليها جديدا لما سبق ، كما لا يخفف اعتذارها من الوَطأة شيئا ..

أما صديقي العزيز (المسيحي) أبو عمر ، فقد سعدْتُ أن أرى صفحته ، فأرسلت له طلب صداقة ، ورسالة أطمئن فيها على أحواله وأسرته .. فوجدت تعليقا صغيرا له بعد أيام على أحد منشورات صفحتي ، ولم تصلني موافقته على الطلب ، فحذفته ، قبل أن أرد عليه بتعليق لا يقل برودة عن تعليقه .. 

وأما الصديق العزيز جدا ، والأخ الغالي أبو محمود ، وكان ـ فيما مضى ـ يتقصى موعد وصولي من السفر قبل أشهر من حلوله المعتاد ..

لكنه نسي الآن أرقام هواتفي التي كان يحفظها أكثر مني ..

 

وأما الأصدقاء أبو قدور وأبو أحمد وأبو مرعي وأم بكري وأم كرم وأم نور ... فليرحم الله البطن والظهر ..

ولعل آخرين كثيرين ـ ربما ـ لم تأخذهم اللوثة ، ولن يتوانوا عن التواصل لو عرفوا سبيله ..

تحيتي وشكري لكل هؤلاء ..

فلا بد من اللقاء في يوم قادم إن شاء الله وأَذِن ..

 

11/07/2014 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !