انتشرت عديد من الدعوات لحث الشباب على مقاطعة موقع التواصل الاجتماعى الاشهر فيس بوك في رمضان ، وكان اصحاب هذه الدعوات هم شباب المستخدمين انفسهم الذين قاموا بانشاء مجموعات لتحقيق هذا الهدف . منها مجموعات :"رمضان جه.. قاطعوا الفيس بوك".. ، "اهجر الفيس بوك فى رمضان".. ، "الفيس بوك.. مغلق في رمضان".. بدعوى أنه يلهي عن ذكر الله.
وطالب احد مؤسسي المجموعات بوضع لوجو الحملة "مغلق لرمضان" كصورة في صفحته الشخصية على الفيس بوك على ألا يدخل الموقع إلا مع نهاية رمضان، وبذلك تتحقق المقاطعة.
وبرر أصحاب دعوة هجر الفيس بوك فكرتهم من منطلق أن هذه الأيام من أعظم الفرص والأفضل أن نستغلها في طاعة الله بالصلاة والذكر، فالمؤمن هو من يسقبل الشهر بالأعمال الصالحات والمسارعة إلى فعل الخيرات وتجنب المنكرات كما قال الله عز وجل "فاستبقوا الخيرات" ، وقال صاحب الفكرة أن مقاطعة الفيس بوك لشهر واحد ليست أزمة، فالأولى التركيز في العبادة فيه، فرمضان لا يأتي مرة واحدة فى العام
واختلفت ردود أفعال مستخدمي الفيس بوك على الدعوة ، فمنهم من قبلها ومنهم من رفضها ، فمؤيدو الحملة وضعوا اللوجو الخاص بها كصورة في صفحاتهم الشخصية على الفيس بوك وأكدوا أنهم سيقاطعون الموقع تماماً من أجل التركيز في رمضان، فالفيس بوك ليس مسألة حياة أو موت، ومقاطعته شهراً ليست كارثة.
اما مناهضي الفكرة قالوا أنه لا حاجة إلى مقاطعة الموقع على اعتبارأن الخمس أو العشر دقائق التي يتم تصفح الموقع فيها لا تعد ملهاة عن ذكر الله، وأن الأفضل التقليل من وقت تصفح الموقع وليس هجره تماماً ) .
وفى نفس السياق راى البعض امكانية استخدام الفيس بوك في الدعوة إلى الله ، فهو مثله مثل أي شيء إن أستخدم في الخير أصبح حلالاً، وإن استخدم في المعاصي ونشر الفساد أصبح حراماً".
وتحولت أنشطة هذه الشريحة من مستخدمي الموقع الاجتماعى إلى دعوات لاستغلال الشهر من أجل التغيير وزيادة التواصل وإطلاق أفكار تطوعية ومشاريع إبداعية كان قاسمها المشترك هو شهر رمضان ، فجاءت النتائج كالتالى :
اولاً :المستخدمون(الاقل ايجابية)
- استغل المستخدمون هذا العالم الافتراضي في تبادل التهاني بمناسبة حلول الشهر،.ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى إنشاء تطبيق لمشاركة موائد الإفطار افتراضيا عبر الموقع.وقد ابتكر مستخدمون الموقع تطبيق يسمح لأعضائه باستقبال وإرسال الأطباق الرمضانية من مختلف المطابخ العالمية بشكل افتراضي على صفحات الموقع. ويتيح هذا التطبيق لمستخدم الـ"فيس بوك" اختيار أطباق مميزة من مطبخه المفضل ليقوم بإهدائها إلى أصدقائه، حيث تظهر هذه المائدة على صفحته الشخصية.
- تم تدشين بعض المجموعات حملت بعض الأفكار الطريفة مثل مجموعة "فانوس رمضان"، والتي حرصت على نشر صور فوانيس رمضان، خاصةً الطريف والغريب منها، وبعض المجموعات الأخرى كمجموعه "حلويات رمضان" و"أكل رمضان"، ركَّزت على نشر وصفاتٍ جديدةٍ لوجبات رمضان المميزة، وخاصةً الحلويات كالكنافة والقطايف.
- بعض المجموعات وجدت في هذا الموقع فرصة لا تعوض في سبيل الدعاية للأعمال الرمضانية التلفزيونية التي تعرضها القنوات الفضائية، بل وتعدى الأمر لاستغلال تطبيقات الفيديو التي يوفرها الموقع لمشاركة هذه الأعمال حلقة بحلقة فور عرضها عبر القنوات الفضائية، فلم تعد هناك حاجة إلى التقيد بمواعيد عرض مسلسلاتك وبرامجك المفضلة ، وقد عاد هذا الأمر على هذه القنوات بما لم تكن ترجوه من خلال تسويق برامجها عبر هذا الموقع.
ثانياً :المستخدمون(الاكثر ايجابية)
- بعض المستخدمون من مصر قاموا بأنشأها مجموعة تدعو إلى جمع مائة ألف صوت وذلك لمطالبة إدارة الـ"فيس بوك" بوضع شعار صمم بمناسبة شهر رمضان على واجهة الموقع. ورغم أن عدد المصوتين لهذه الفكرة تجاوز خمسين ألف صوت فإن مطالبات المستخدمين لم تتحقق .
- تم انشاء مجموعة تهدف للترويج لمشروع أطلقه برنامج قصص القرآن للداعية عمرو خالد لحث الشباب على اتمام عشرة ملايين ختمة للقرآن الكريم خلال هذا الشهر.
- مجموعة أطلق عليها صاحبها اسم "دعاء الإفطار"، يقوم من خلالها بإرسال أدعية يومية لتذكير الصائمين بقراءة دعاء الإفطار مع غروب شمس كل يوم.
- مجموعة "رمضان كريم"، ، حثت مشتركيها على استثمار رمضان بالوجه الأمثل، ووضعت بعض الأعمال المقترحة، لكي يُواظب عليها الأعضاء في رمضان منها ختم القران، وصلاة التراويح كل يوم ولو بشكلٍ فردي في البيت، وصلاة التهجد في العشر الأواخر، والحرص على أذكار الصباح والمساء كل يوم والاستغفار 100 مرة في اليوم؛ إتباعا لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وطرحت ايضاً المجموعة مشروعًا أطلقت عليه (مشروع العفة في أمتنا)، وضعت من خلاله مجموعة خطوات عملية بسيطة لمحاربة الإباحية في المجتمع، بالاستعانة بأئمة المساجد في مواجهة مسئولي الدش المركزي في كافة المناطق، وخاصةً في المناطق التي تبثُّ فيها شبكات الدش مركزي قنواتٍ وأفلامًا إباحيةً.
- مجموعة رمضان" 2009م" خصصت صفحتها الرئيسية لنشر خواطر أعضائها حول رمضان، وقد نشر بعض رواد المجموعة خواطرهم حول الاستغفار وقراءة القرآن في رمضان وصلاة التراويح في جماعة.
- مجموعة "رمضان هيغيرنا" رفعت شعار "ما تيجي نجرب رمضان مختلف"، داعيةً مشتركيها إلى دخول رمضان هذا العام بهمم عالية وبرامج جديدة ومبتكرة، تدفعهم إلى الاستفادة المثلى بالشهر الفضيل، ووضعت المجموعة على صفحتها بعض البرامج المقترحة للتنفيذ في رمضان.
- مجموعة "مصحف وورقة وقلم.. شعارى في رمضان مع القرآن" وتدعو لتدبر معاني القرآن بدلا من قراءته فقط والمساعدة على حفظ القرآن.
- مجموعة "رمضان بيجمعنا" ركَّزت على الرسالة الاجتماعية التي يحملها شهر رمضان عندما تتجمع الأسر على موائد الإفطار والسحور، وحثَّت المجموعة أعضاءها على نشرِ صورٍ لهم خلال تلك التجمعات.
هذا بالاضافة الى مجموعة من الحملات التى أطلقها المستخدمون علي الموقع من خلال صفحاتهم الخاصة تفاعلا مع الشهر الكريم ، رافعين شعار ضرورة التغير وتقديم الخير في الشهر الكريم .
وجاءت تلك الحملات تحت عدة عناوين من بينها
1- "فطرنى شكرا" التي دشنها شباب أطلقوا على أنفسهم اسم حماة المستقبل، مستلهمين الاسم من رسالة المحمول القصيرة "كلمنى شكرا" . ويقول القائمون على الحملة :"عمرك جربت ييجى عليك ميعاد الإفطار في رمضان، ولا تجد على المائدة طعام أو شراب، أو جربت إحساس انتظار الطعام ولا تجده، وفجأة تجد من يطرق بابك بطعام لك ولأسرتك" .
وأضافوا :"سنسعى معا للبحث عن الحالات الإنسانية الصعبة، ولنصل القادرين بالمحتاجين، من أجل حث القادر على القيام بعزومة من شخص واحد لـ100 شخص يوميا في رمضان".
وقد انضم للحملة أكثر من 500 شخص ، وكانت وسيلة "عزومة" المحتاج في رمضان، إما وجبات جاهزة أو شنطة رمضان.
2- حملة "شنط رمضان"، وتحتوي الشنطة على "طعام وملابس وأموال" وهى صدقة لإطعام الفقراء والمحتاجين. واستعان الشباب بالأحاديث الشريفة لنشر دعوتهم، من ضمنها: "مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شىء"، وآخر "أحبُّ الأعمال إلى الله ثلاثة: إشباع جوعة المسلم، وقضاء دينه، وتنفيس كربته"، وقد حدد الشباب على الجروب المكان والزمان لتوزيع الشنط الرمضانية حسب الحاجة إليها بالفعل. وجاءت عبارة "أوكازيون الحسنات" وصفا لشهر رمضان لتشجيع الانضمام للحملة، بينما اعتبر البعض الآخر أن هذا هو "مهر الجنة"، مشجعين بعضهم البعض على الوصول إليه، كما اقترح مؤسسو المجموعات على الأعضاء محاولة تجميع كل الجهود فى مشروع واحد يكون نواة لإنشاء بنك طعام يخدم الفقراء ويستمر طوال السنة وليس فقط في رمضان، ولم تخرج ملابس العيد من خطط جمع التبرعات بين أعضاء هذه المجموعات، لأمر الذي رحب به معظم الأعضاء.
التعليقات (0)