مواعظ صوفية
من مواعظ سيدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى
كتب سيدنا الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز رحمهما الله تعالى كما نقلها عنه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء رسالة وعظية طويلة أقتطف منها هذا النص قال فيه :
اعلم أنّ التفكر يدعو إلى الخير والعمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه، وليس ما يفنى وإن كان كثيرًا يعدل ما يبقى وإن كان طلبه عزيزًا.
فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة ؛التي قد تزينت بخدعها ،وغرت بغرورها ،وقتلت أهلها بأملها ،وتشوفت لخطابها ،فأصبحت كالعروس المجلوة، العيون إليه ناظرة، والنفوس لها عاشقة، والقلوب إليها والهة ولألبابها دامغة ،وهي لأزواجها كلهم قاتلة.
فلا الباقي بالماضي مُعتبِر، ولا الآخِرُ بما رأى من الأول مُزدجِر، ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع .
فاحذرها الحذر كله فإنها مثل الحية لين مسها وسمها يقتل.
فاعرض عما يعجبك فيه لقلة ما يصحبك منها.
وضع عنك همومها لما عانيت من فجائعها، وأيقنت به من فراقها.
.... .............
سرورها مشوب بالحزن، وآخر الحياة فيها الضعف والوهن، فانظر اليها نظر الزاهد المفارق .ولا تنظر نظر العاشق الوامق.
واعلم أنها تزيل الثاوي الساكن وتفجع الغرور الآمن.
لا يرجع ما تولى منها فأدبر ولا يدري ما هو ءات فيها ينتظر ...........".
التعليقات (0)