مواطنـون يقضـون أيام شهـر رمضـان فـي عطلـة ونـوم
عبـد الفتـاح الفاتحـي
يجعل عدد من الموظفين في القطاع العام والخاص من شهر رمضان فترة عطلة وراحة، لصعوبة تأدية علمهم بالشكل الأمثل خلال شهر رمضان، أو نظرا للخوف من الدخول في مشادات كلامية مع المواطنين المرتادين على مكاتبهم.
ولذلك فضل عدد الموظفين من استطلعت آراؤهم قضاء أيام شهر رمضان في عطلة بدل العمل في الإدارة، ضمانا لاستكمال أجر ومغفرة هذا الشهر الفضيل.
ومعلوم أن من سمات الصائم المغربي خلال شهر رمضان الكريم، وخاصة بالنسبة للموظفين تغير مفاجئ في سلوكاتهم طيلة الثلاثين يوما من شهر الصيام بين "نرفزة وقلق وعنف"، لذلك يقضي جزء كبير منهم يومه الرمضاني نائما؛ مخالفين بذلك القاعدة الفقهية "العمل عبادة" وأن شهر رمضان شهر عبادة وعمل.
وبات من المألوف لدى مصالح الموارد البشرية بالإدارات المغربية، ارتفاع طلبات الإجازات السنوية تزامنا مع حلول شهر رمضان، مبررين ذلك بالخوف من عدم تأدية المهام المنوطة بهم على أكمل وجه بسبب إحساسهم بالخمول والإجهاد. واستطلعت "العلـم" آراء بعض الموظفين الذي اختاروا قضاء عطلتهم السنوية شهر رمضان في المنزل.
وفي هذا السياق أرجع (هشام. و)، موظف في القطاع العمومي، سبب تزامن إجازته السنوية مع رمضان إلى سببين.. أولهما أني من المدخنين، والصوم في هذه الحالة يسبب لي حالة "نرفزة" خارجة عن إرادتي حين الاتصال المباشر مع الناس، فكثيرا ما لا أتمالك نفسي وأكبح غضبي ورباطة جأشي حين أختلف مع أحد المرتادين على مكتبي، وثانيهما مادي صرفي، ذلك أن إمكانياتي المادية لا تسمح لي بأخذ إجازة صيفية في المناطق السياحية، ومادمت سأقضي العطلة في المنزل فمن الأفضل أن تكون خلال رمضان.
أما بالنسبة لـ (عبد الله. ع)، موظف بمكتب للحالة المدنية بالرباط العاصمة، فيرى أن العمل في شهر رمضان بلا شك سيدخلك في مناوشان كلامية أو شجار مع المواطنين الذين يقصدون المكتب لاستخراج الوثائق الإدارية بسرعة وبانفعال في بعض الأحيان، ولذلك فإن أفضل وسيلة لاجتناب ذلك أخذ عطلة خلال شهر رمضان حيث يكثر الإقبال على مكتب الحالة المدنية.
أما (خالد. ه) فأكد أنه من المدمنين على التدخين واحتساء القهوة بكميات كبيرة، الأمر الذي يشكل صعوبة بالغة في الصيام ومزاولة العمل في المصلحة، ذلك أن قضائي ليوم كامل بدون قهوة وتدخين صعب للغاية، ولا يطاق في التعامل المباشر مع طلبات المواطنين. أما (ليلي. م)، موظفة بالقطاع البنكي، فتقول: أحس أنني جد متعبة، ولا يمكنني العمل بكل طاقتي في رمضان، وأعترف بأن مردوديتي في العمل تتراجع بشكل ملحوظ، وأن الساعات الأخيرة من فترة العمل تكون جد مرهقة، لا تجلني قادرة على إعداد مائدة الفطور لزوجي ولأبنائي، لذلك فإن أحسن طريقة لي خلال شهر رمضان أخذ إجازة.
التعليقات (0)