مواضيع اليوم

مواصلة لبقية الموضوع السابق

عمرو العراقى

2011-04-09 14:20:04

0

فلسطین منذ عشرات السنین تشكل أبرز محور في مسائل المنطقة، و مسائل هذه المنطقة متداخلة مترابطة بحیث لا یستطیع أي بلد أو أي شعب أن یتصور مصیره بمعزل عن القضیة الفلسطینیة. و لیس ثمة‌ أكثر من جهتین:‌ إما دعم لفلسطین و نضالها العادل أو الوقوف في الجبهة المقابلة. أما شعوب المنطقة فقد بیّنت موقفها منذ البدایة تجاه هذا الاصطفاف، فحین یتجه أي نظام حاكم إلى دعم القضیة الفلسطینیة‌ فإنه ینال التفاف شعبه و الشعوب العربیة و المسلمة، و لقد جرّبت مصر ذلك في الستینات و أوائل السبعینات، لكنه حین یقف في الصف الآخر فإن الشعب یعرض عنه، و في مصر ظهرت الهوة ‌العمیقة بین الدولة و الشعب بعد اتفاقیة ‌العار في كامب دیفید. إن الشعب المصري استرخص النفس و النفیس لمساعدة فلسطین في 67 و 73 لكنه رأى بعد ذلك بأمّ عینیه أن حكامه هرولوا على طریق العمالة‌ و الطاعة لأمریكا إلى درجة جعلت مصر حلیفة وفیة ‌للعدو الصهیوني الغاصب. إن سیطرة أمریكا على حكام مصر قد بددت كل جهود هذا الشعب السابقة في دعم فلسطین و بدلت النظام المصري إلى عدو لدود لفلسطین و أكبر حام للصهاینة المعتدین، بینما حافظت سوریة شریكة مصر في حرب 67 و 73 على مواقفها المستقلة رغم ما واجهت من ضغوط أمریكیة هائلة. و بلغ بالنظام المصري العمیل أن الشعب المصري شاهد لأول مرة في التاریخ أن حكومته تقف في حرب إسرائیل على غزة‌ إلى صف الجبهة الإسرائیلیة، و لم تمتنع عن المساعدة فحسب بل كانت نشطة في دعم جبهة العدو. سوف لا ینسى التاریخ أبداً أن حسني مبارك هو نفسه الذي وقف بقوة إلى جانب إسرائیل و أمریكا في حرب إسرائیل و أمریكا على غزة، حیث قتل النساء و الرجال و الأطفال خلال 22 یوماً من القصف المتواصل، و فیما فرض قبل ذلك و بعده على غزة من حصار ظالم. أیة معاناة و محنة ‌عاشها الشعب المصری تلك الأیام. شاشات التلفزیون نقلت لنا جانباً من مشاعر المصریین و هم یبكون بسبب عدم فسح المجال أمامهم لمساعدة إخوتهم الفلسطینیین. لقد بلغ السیل الزبى بهذا الشعب، و لم یعد یحتمل أكثر هذا الوضع، و ما نشاهده في القاهرة و بقیة‌ المدن المصریة هو انفجار هذا الغضب المقدس و هذه العقد المتراكمة‌ في قلوب الرجال و النساء الأحرار المصریین خلال السنوات الطویلة جرّاء مواقف هذا النظام الخائن العمیل المعادي للإسلام.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !