موادنا الدينية
يقضي الطالب سنواتِ من عُمره وهو يتنقل بين قولِ لشخصية عاشت في زمنِ ماضِ وأخرى تعيش بيننا جسداً لا عقلاً ، مواد دينية تبدأ بالقرآن الكريم وتفسيره ولا تنتهي بأصول الفقه والجرح والتعديل في المرحلة الجامعية ، وليت ذلك فحسب بل هناك كليات مُتخصصة تمنح شهادات علمية عُليا في مختلف التخصصات الدينية التي لم تكن لتصل لتلك المرحلة لولا الجهل والتقوقع على الذات وتعصب المتدينين ، كان بالإمكان إستبدال تلك المواد والبرامج الدراسية العليا في الجامعات بما هو مفيد للطالب والمجتمع من حق الفرد على مجتمعه تعلم ما يفيده في دنياه ويحقق له السلم والطمأنينة والراحة والرفاهية ومن حق المجتمع على الفرد أن يكون الفرد عضواً صالحاً يساهم في البناء والتعمير ،تلك هي الحقوق الطبيعية التي إن غابت أو غُيبت بأي شكلِ من الأشكال فإن الظلام سيحل على البشرية التي ستتحول لبشر بلا قلوب حية وعقول ذكية ، لو تم إستبدال مناهج التربية الإسلامية من فقة وحديث وتفسير للقرآن وتوحيد وثقافة إسلامية بمواد للتفكير والنقد والتعبير والأخلاق والقيم والقواسم المشتركة بين الأمم والمجتمعات لكان واقعنا أفضل وأجمل مما نحن فيه ، فبدل التكفير سيكون هناك تفكير وبدلاً من الطائفية سيكون هناك تعايش وتعددية وبدلاً من الغش والكذب والنفاق والتدليس سيكون هناك أخلاق وبدلاً من تهميش المرأة لأنها عورة وفتنة وناقصة عقل ودين سيكون هناك قبول لها ككائن بشري سوي له حقوق وعليه واجبات وهذه تُسمى المساواة نظرياً ، مشكلتنا الحقيقة تكمن في تحويل أراء وأقوال وتفاسير البشر ومروياتهم لدين ومناهج تُدرس تُقرباً إلى الله وهي لن تُقربنا إليه لأنها تدخل الأفراد والمجتمعات في دوامة العنف والتطرف والتشدد وتنال من الإسلام والسلام بشتى السُبل والطرق فمتى نتخلص من غثاء تلك المواد التي لم تُخاطب العقل والمنطق ولم يرى الفرد أي أثراً لها في حياته الدنيا قبل الأخرة فالعقيدة حقُ فردي والحرية ضابطها القانون والعلاقة مع الله ليست بحاجة لقول فلان من الناس ليصل إلى ربه وهذه حقائق لن ترى النور في ظل تلك المواد والمناهج النقلية لا العقلية .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)