ارتفعت بصورة ملحوظة نسب الإصابة بأمراض شرايين القلب فى مختلف الأعمار وازدادت معها الحاجة لاستخدام القسطرة التداخلية، حيث توسع استخدامها فى تغيير وتوسيع الصمامات.
وإصلاح الصمام الميترالي واستبدال الصمام الأورطي, وإغلاق ثقب بين الأذينين والبطينين.. وعلي الرغم من ذلك هناك بعض الصعوبات التي يواجهها طبيب القلب أثناء إجراء القسطرة لا تتعدي نسبتها1% تستدعي الخبرة وسرعة التصرف للحفاظ علي حياة المريض وتفادي المخاطر والمضاعفات القلبية.
ولتفادي مخاطر ومشكلات القسطرة توجد عدة ضوابط ينبغي مراعاتها, كما يقول الدكتور محمد محمود عبد الغني أستاذ القلب بطب القاهرة ورئيس المؤتمر السنوي لقسم القلب والأوعية الدموية, الذي عقد بعنوان كوابيس القسطرة القلبية ومنها تجنب المخاطر غير المدروسة, فرغم تقدم القسطرة فإن دور جراحة القلب لم يتلاش, فهناك حالات يناسبها التدخل الجراحي وأخري تلائمها القسطرة القلبية, ويتوقف ذلك علي الحالة الإكلينيكية وحالة الشرايين, وقد يأتي استخدام القسطرة القلبية دون التحضير واستخدام الأدوات غير المناسبة بنتائج عكسية تعرض المريض للمخاطر والمضاعفات, ومن القواعد التي تطبقها كلية الطب بجامعة القاهرة أن يحصل الطبيب علي درجة الدكتوراه قبل التعامل بالقسطرة, ووجود فريق طبي متكامل يعاونه, وتجهيز غرفة القسطرة لحالات الطوارئ. وحول الدروس المستفادة من بعض حالات القسطرة العلاجية الصعبة, تناول الدكتور حسام قنديل أستاذ القلب بطب القاهرة حالة مريض عاني انسدادا بالشريان التاجي الأمامي بنسبة95%, وأجريت له في مصر قسطرة علاجية بنجاح, وأوصي له البعض بالمراجعة الطبية بفرنسا, وأجري هناك قسطرة لتوسيع الشريان الأيسر الخلفي تسببت في وفاته, ويتبين أن التوسيع يتم للشرايين التي تؤثر علي تغذية القلب بالدم, وإذا أظهر المسح الذري سلامة تغذية عضلة القلب فلا حاجة للمبالغة في توسيع الشرايين, وإن كان بها ترسبات تبدو مؤثرة, وذلك حتي لا تتعرض حياة المريض للمخاطر. ويري الدكتور مجدي عبد الحميد أستاذ القلب بطب القاهرة أهمية تجهيز المريض بالتعرف علي تاريخه المرضي ووظائف الكلي وسيولة الدم وكفاءة عضلة القلب, وشرح لحالة معقدة لمريض يعاني من جلطة حديثة حادة نتيجة انسداد الشريان التاجي الرئيسي والأيسر الأمامي وضعف في كفاءة عضلة القلب, وبعمل القسطرة الاستكشافية تبين ضيق بالشريانين بنسبة70%, وتم التدخل بالقسطرة العلاجية لتركيب دعامة للشريان التاجي الرئيسي والأيسر الأمامي وإعطاء مذيب الجلطة, وتعرضت الحالة لتوقف عضلة القلب أثناء القسطرة نتيجة انخفاض سريان الدم بالشريان الأيسر الخلفي وتم التدخل بالحقن بمذيب الجلطة واستعادة الوضع الطبيعي وتركيب الدعامة بالشريان واستعادة عضلة القلب لكفاءتها.
وكشف الدكتور احمد مجدي أستاذ القلب بمعهد القلب عن حالة نادرة لمريضة تعاني ذبحة صدرية وانسدادا بنسبة100% في الشرايين التاجية, وتعرضت لتقلصات وتشققات شديدة بالشرايين كرد فعل نتيجة لاستخدام القسطرة أو الصبغات, وتعرضت لانخفاض وهبوط بالدورة الدموية, وتم إنقاذ الموقف بالقسطرة البالونية لنفخ الشريان بضغوط مختلفة لإغلاق التشققات, واستخدام أدوية بالحقن داخل الشريان لوقف تقلصات الشرايين, وأخري داخل الشريان التاجي لإذابة التجلطات ورفع ضغط الدم واستقرت الحالة.
وعن دور القسطرة العلاجية في أمراض شرايين القلب بالأطفال, تشير الدكتورة أمل السيسي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة, إلي وجود150 ألف طفل في مصر يولدون بعيوب خلقية بالقلب يحتاج نصفهم إلي التدخل عن طريق القسطرة أو الجراحة قبل بلوغ عامين, وشرحت لإحدي الحالات الصعبة لطفلة7 شهور تعاني من قناة شريانية مفتوحة يفترض أن تغلق بعد الولادة, ونتج عنها تضخم وهبوط وضعف بعضلة القلب والتهابات متكررة بالصدر, وأثناء إغلاق القناة الشريانية بالقسطرة العلاجية تحركت المظلة من مكانها, ووصلت لمكان غير مرغوب فيه بالشريان الأورطي, وتم استرجاعه بواسطة خطاف بالقسطرة وإعادة تركيب المظلة بمكانها المحدد.
كما شهدت القسطرة تطورا كبيرا خاصة في تقنيات الأسلاك والبالونات, كما يقول الدكتور سامح أحمد سلامة أستاذ مساعد القلب بطب القاهرة, وأتاح ذلك توسيع الشرايين التاجية المغلقة منذ فترة فيما عرف بالانسداد المزمن أو التليف المتكلس, والذي يتطلب تدخلا جراحيا, وأضاف أن طرق التعامل مع توسيع الشريان التاجي المصاب بتعرجات شديدة ووجود تكلس تسبب شرخ جدار الشريان أثناء مرور سلك القسطرة, يكون بالاحتياط واستخدام بالونات غير حادة ذات مرونة عالية للمرور بالشريان, وعند حدوث الشرخ يوصي بسرعة التشخيص والتوسيع بالبالونات قبل انسداد الشريان وحدوث جلطة.
التعليقات (0)