حياة البشر كلها مواجهات، إما مع ذواتهم وإما مع بعضهم البعض، أو مع قوى الطبيعة الكاسحة .. ما يجعل الهرب من المواجهة حين تكون القِوى مُتكافئة، جُبنا وتولّيًا وخذلانا، أما عندما لاتكون القوى متكافئة فالمواجهة حينها تصبح نوعا من أنواع الإنتحار، ويصبح الهرب سبيلا وحيدا للنجاة !..
وهذا ما (فهمه) الرئيس التونسي المخلوع بن علي مبكرا فلاذ بالفرار، ففي النهاية لاطاقة لأحد على الوقوف في وجه الزحف الجماهيري الغاضب، لأنه كالوقوف في وجه البركان أو الطوفان، وهو ما لم يستوعبه القادة العرب بعد بن علي، فقضى بعضهم فيما ينتظر بعضهم الآخر دوره، وما بدّلوا إرادات شعوبهم تبديلا، رغم أن بعضهم ظلّ يلوك عبارة أن التجربة التونسية لا يُمكن تعميمها على البلدان العربية، وأن الحكام العرب ليسوا كبن علي !..
فعلا ليس كل الحكّام العرب بنباهة بن علي، حتى يفكروا في مواجهة سقوطهم وتهاويهم المحتوم بالهرب بعيدا، ليس جُبنا ولا تولّيا، بل حقنا للدماء في المقام الأول، وتفاديا لمصير كذاك الذي لاقاه العقيد الليبي البائد، الذي رفض الإنحناء لعواصف ورياح التغيير فاقتلعته من جذوره !..
06 . 03 . 2012
التعليقات (0)