مهمة مستحيلة

دخلت بينهما غرفته في المستشفى ,تتمنى لو انهما تحيطان بها اكثر , تخبئان وجهها وتخفي ملامح جسدها ..عليها ان تدخل ولا تريد ان تدخل ..تخاف المواجهة وتخاف ان تضعف وترتمي بين احضانه..هو تركها صغيرة اصغر من ان يتركها وهي راقبته من بعيد فلم تشعر يوما انه خارج حياتها ولو فضلا معا ان يكون خارج كوكبها الصغير..عشرون عاما او اكثر تسمع عنه ولا تراه ..تراه وتختفي ,تراقبه ولا تواجهه ..هل يعرفها ؟ هي تعرفه تعرقه جيدا على الرغم من قساوة السنين و ألم الحنين القابع في الاعماق منذ الايام الاولى للطفولة..ذكريات تشبه الاحلام وبعضها يشبه الكابوس تختلط مع صعود درج المستشفى ليسود الصمت قبل ان تكسره بقهقهة عالية :لماذا التوتر ؟ لماذا كل هذا التوتر ؟ لا شيء سيحصل انه مجرد رجل مريض في فراش غرفته في المستشفى..انه غريب عنها رغم قربه منها انه لا يعني لها شيئا على الرغم من حنينها اليه..
تحبه او تكرهه ؟ تريده قربها اويريدها قربه ؟تحتاج اليه او يحتاج اليها ..هل تدخله حياتها اليوم ؟او تتوالى سنوات عمرها من دونه..تصل الى باب الغرفة قدم في الداخل وقدم في الخارج ..لو تسمح لها اقدامها الخائرة بالهروب كيف تهرب وهي لم تهرب يوما ؟كيف تسير الى الخلف وعليها واجب وبينها عزيزتان تراقبان خطواتها بغصة وفخر..
هي في الداخل وهو في الداخل ,يبتسم رغم المه, تعض على شفتيها تمنع شفاها من الابتسامة وتمنع الدموع من اضاءة عينيها ..هو يبكي هما تبكيان وهي باردة كلوح الثلج مجردة من الاحاسيس والعواطف قاسية القلب قاهرة الحنين ..تخطو خطوات ثقيلة الى السرير تقبله, ير يد ان يعصرها بين يديه تريد ان تعود الى من حيث اتت ..تنتهي المهمة المستحيلة وتنتهي القبلات .."اقرأ ما تكتبين اتابع مقالاتك الاسبوعية" ..يغرق الصمت في صمته ,هل يفهم ما تكتب ؟هو سر القضية هو الازمة هو وحي الكتابة الموجعة هو الم المقال هو الم الحياة..هل يقرأ ؟ هل حقا يقرأ..اه لو يقرأ اه لو يفهم ..هل عاد بعد ان رحلت ؟
كل العيون حمراء مغرورقة بالدموع ,كل الكلمات عالقة في الحنجرة ,كل الاقدام خائرة القوى .تلتفت حولها توزع ابتسامات باردة مشجعة ,الماضي لم يمض والحاضر مؤذ موجع والمستقبل مقلق ,تطلب بعينيها النجدة اخروجوها من هنا ..اسحبوا جسدها من ابيها ..
لتنتهي المهمة المستحيلة