مهرجان حماس تكلفة باهظة والثمن بخس..!كتب محمد الحسن
رام الله-الكوفية-:محمد الحسن--
يعد مهرجان حماس والذي جاء بمناسبة مرور 22 سنة على انطلاقة حركة حماس هو من أكبر المهرجانات في تاريخ حركة حماس من حيث التكلفة المادية والجهد التنظيمي، حيث رصدت حركة حماس مبالغ طائلة تقدر بـ 2 مليون دولار حسب شهادات قادة من حركة حماس أفدنا بها في اليوم الأول من انتهاء المهرجان، إذ استغرب هؤلاء القادة التكلفة الباهظة التي خصصت أمام العدد البسيط وهو ما كشفت عنه اليوم صحيفة يديعوت الإسرائيلية، فمن خلال حجم الحملة الإعلانية والإعلامية من ملصقات ورايات ويافطات وناقلات والاستعداد المبكر للمهرجان والبهرجة الزائدة الكثيرة التي لم نعهد لها مثيل في تاريخ الشعب الفلسطيني وفي أي تنظيم فلسطيني على الساحة الفلسطينية والعربية والتي أخذت بعد دولي عبر نداء فضائيتي الأقصى والجزيرة و...
ولكن رغم هذه البهرجة المميزة في هذا المهرجان فإن الجماهير لم تكن بالمستوى المقبول إطلاقاُ، إذ توقع المهرجان أن يحشد ضعف الجماهير التي استجابت وحضرت، ولكن ما السبب، وهو ذات الأمر سؤال عنه ذاك المسؤول المباشر في قيادة الإعلام الجماهيري التابع لحركة حماس.
إذ لم يقصر المسؤول واللجان التي أعدت على الإطلاق في أداء عملهم، فما من عمود كهربائي إلا وعليه عدة رايات لحركة حماس على امتداد أزقة ومدن قطاع غزة من رفح وحتى بيت حانون ومن البحر غرباً حتى المنطقة الشرقية من القطاع، وهكذا غالبية جدران القطاع نسخت بالشعارات التي تحض الجماهير على الحضور للمهرجان، وخرجت مركبات الإذاعة الحمساوية التي جابت كل أحياء القطاع لاسيما بعد منتصف الليل لتستغل هدوء الليل وما من مسجدٍ إلا ودعا للمهرجان، بل وصل الحد من أجل حشد الجماهير وزيادة عدد الحضور أن وزعت ألاف الكابونات ليلاً وكتب عليها فلنجدد البيعة مع مهرجان حركتكم الرائدة حماس يوم 14/12، فعطلت الدراسة وأعد مدراء ومعلمين من حماس رسالة أذيعت عبر الإذاعة المدرسية تدعو الطلاب للمشاركة في مهرجان حماس الكبير.
الإعلام الجماهيري طبع مئات الألوف من الصور واليافطات والملصقات من الحجم الكبير والملونة ووفر الحافلات والناقلات لتقل الناس في كل مسجد وحارة وشارع، وفي إشارة لخداع الرأي العام خصصت بعض المركبات والدرجات النارية التي حملت الرايات والملصقات وفرق الكشافة وأخذت تجوب القطاع وتطلق الصفارات في خطوة منها لحشد الجماهير وتبيان أن غزة خرجت كلها عن بكرة أبيها للمشاركة في المهرجان.
ولكن كانت المفاجأة الكبرى التي تجر أذيال الخزي أن المهرجان لم يرتقي للمستوى المطلوب في عدة نواحي:
1- من حيث العدد لم يتجاوز الحضور 70 ألف نصفهم من النساء.
2- لم يكن المهرجان منظم رغم الإعداد المسبق له.
3- شهد عمليات سلب ونهب في الممتلكات .
4- الخطاب الإعلامي لم يحمل أي جديد سوى شعارات براقة هدفها استمالة العقول.
5- أن قيادة الحركة بدء عليها علامات اليأس من الواقع والحال الذي أوصلوا بها الناس مما دفع بهم أن يكون الخطاب تبريري واتهامي للآخرين.
إذا ملايين الدولار تذهب سدى من أجل لحظات أيضاً ذهبت سدى، وكأن شيئاً لم يكن بينما المواطن الغزي أخذ يتحصر ويندب على تلك الأموال وهو بأمس الحاجة للقرش منها، للكابونة التي أصبحت محور اهتمام حياته التي يبحث ويتكل عليها، يصبح ويكاد يمسي عليها.
دفعني هذا المهرجان المكلف جداً في أن أضع نقاط المقارنة بين مهرجان حماس الـ22 وبين مهرجان فصائل م.ت.ف التي دعت إليه حركة فتح في ذكرى استشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات قبل عامين على الأقل والذي جرى على أرض الكتيبة، الذي يوصف بالطوفان الأصفر. من حجم الجماهير المحتشدة التي جاءت من كل حدب وصوب رغم منع وعراقيل حماس التي منعت إجراء المهرجان ومنعت الجماهير والناقلات من القدوم والمشاركة في المهرجان، تلك الجماهير التي لم تسمع النداء سواء عبر المواقع الإخبارية الالكترونية أو عبر تلفزيون فلسطين الذي يبث من الضفة الغربية باختصار لم يكلف المهرجان شيكل واحد لكنه كلف أرواحاً بشرية عندما فوجئت حماس من الحجم الجماهيري المليوني فقررت صب غضبها ومهاجمة المهرجان لتقتل وتصيب وتعتقل المئات من المشاركين .
إن جنون حماس برز أيضاً بعد يوم من مهرجانهم الفاشل على أرض الكتيبة، إذ قام هؤلاء العناصر بمهاجمة جامعة الأزهر مستغلة قرار مجلس إدارة الجامعة من تعليق الدراسة حقناً للدماء وحفاظاً على ضمان سير المسيرة التعليمية. فحماس لم تكتفي بذلك فهي منعت التنظيمات الأخرى على الساحة الفلسطينية من إجراء مهرجاناتها واحتفالاتها حتى تبقى هي السائدة.
إننا نقدم اعتراضنا لكل الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية بأن تحفظ هذه الأموال التي قدمت من أجل دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وليست خدمة لمآرب حزبية وفكرية.
التعليقات (0)