مهرجان ينتقل كل عام من عاصمة إلى عاصمة اخرى و هو خلاصة ما توصل إليه اصحاب القرار العربي من خلال المحافل الدولية للترويج عن الثقافة العربية كجرء من الحضارات العالمية في تاريخها و انجازاتها, و شرع تطبيق فكرة عاصمة الثقافة العربية عام 1996 بناءً على توصية الوزراء العرب في اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية العشرية العالمية للتنمية الثقافية في العاصمة الفرنسية, كذلك في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر وزراء الثقافة العرب بالشرقة في الإمارات العربية المتحدة عام 1998 .
جاءت الفكرة استنادا إلى ان الثقافة هي عنصر مهم في حياة المجتمع و محور اساسي للتنميات الأخرى, لغرض تفعيل المبادرات الخلاقة و تنمية الرصيد الثقافي و المخزون الفكري و الحضاري , من خلال العواصم التي تستظيف فعاليات التظاهرة الثقافية في تنمية دورها الرئيس في دعم الأبداع الفكري و الثقافي تعميقا للحوار الثقافي على ثقافات و حضارات الشعوب و تعزيز القيم , التفاهم و التآخي , التسامح و احترام الخصوصية الثقافية..
لغاية هنا كلنا متفق على هذه الأهداف السامية لهذا المهرجان و الفكرة التي يحاول اصحاب القرار العربي من خلالها ان يغيروا الصورة القبيحة التي افرزتها الممارسات اللاانسانية و اللااخلاقية و اللا حتى الثقافية منها في المجتمع الدولي.. و بالطبع هذا المهرجان الثقافي يحمل فقط الهوية العربية و لم تلصق به صفة الدين , اي ليس له ارتباط بالهوية الدينية كي لا يختلط على القاريء الهدف المنشود من الترويج للثقافة هنا.
منذ عام 1996 لغاية يومنا هذا ماذا قدمت الثقافة العربية للعالم , و قبل ذلك للمواطن العربي بالخصوص؟؟ اصحاب القرار يروجون لثقافة الحاكم , و من هو الحاكم , صاحب ثقافة الحزب الأوحد, او ثقافة الحزب القومي , او ثقافة نتائج انتخاباتها 99و99% , او ثقافة الحاكم الذي لا يتخلى عن كرسي الحكم إلا بأنقلاب او يزيحهُ الموت و اذا مات اورث ابنهُ.... و اذا اردنا الأخذ بالأمثلة على نتائج ما قدمته تلك الثقافة للعرب كي يتبادلها شعوبهم على اساس تعزيز القيم , التفاهم و التآخي , التسامح و احترام الخصوصية الثقافية ,, فلا حرج اولها الأخوة العداء في البلد الواحد على اسس اختلاف الديانات و المذاهب, و الغاء هويات الأخرين في دارفورو و الأمازيغية و الكوردية و حتى الرياضة ابتلت بثقافة اصحاب القرار...
اما على المستوى العالمي فثقافة الأرهاب ملحق اضافي ملصق بجوازات سفرنا العربية و تشهد العواصم العالمية على فضل الثقافة العربية في ترويج عمليات الأرهاب و فضل هذه الثقافة على تطوير قابلياتهم التقنية و تطوير صناعاتهم التي لم يعودا للأستفادة منها سوى في تسويقها لأستهلاكاتنا البشرية ....
بعد كل هذا , هل نحن بحاجة لمثل هذه المهرجانات الثقافية ؟؟؟ اذا كان الجواب نعم .. اعلم لابد لكم من ان تخلعوا البيعة عن حكامكم.......
التعليقات (0)