سننظر إلي الفيل من ناحية الذيل: تقام مهرجانات في بعض الدول ومناسبات وطنية ودينية ترى فيها العجب, آلاف أو مئات الآلاف من الناس يظهرون بمظهر منظم وتنسيق إذا أعرته انتباهك أدهشك كيف توحد هؤلاء في المظهر والكلمة والهتاف وكيف يشكلون فرقة مثل فرق الجيش في عرض عسكري وأنتقل بك أيها القارئ الكريم إلي مظهر الصلاة وعدد المصلين فهل رأيت أعجب وأروع من مشهد الواقفين علي جبل عرفات أو المحيطين بالكعبة يحتضنونها مصلين وطائفين ثم أنتقل بك مرة أخري إلي مشهد عرض عسكري في كوريا الشمالية إن الجنود في هذا العرض العسكري كأنهم لعب خشبية صنعت علي نمط واحد متطابقة في الحركة بشكل مذهل فماذا يعني كل ذلك: يعني أن هناك من نظم وأعد المكان وأصدر التعليمات بكيفية التجاوب مع القائد أو الإمام وكيف يكون الهتاف دون خلل ولا نشاز وكيف يكون الانضباط فلا تتضارب الأصوات وتسود الفوضي والسؤال: من الذي يستطيع السيطرة علي جموع الناس؟ إن السيطرة في حالة الصلاة في الحرم أو في ميادين الصلاة في العيدين أو الصلوات الجامعة تنسيق نبوي كريم وسنة متبعة ولكنها في باقي الأحوال التي ذكرنا تنسيق بشري يجب أن نحترم من أعده ونظمه ونتأكد أن الشعب الذي يصنع هذا شعب متحضر متجانس منظم قادر علي تنظيم صناعته وزراعته وسياسته وقدرته العسكرية وأنه شعب لا يغلبه معتد ولا يرهبه مستعمر ولا يخضع إلا لإرادته الذاتية فقط. وأخيرا هناك شعوب ودول لا تتمتع بمثل هذا التنظيم ومن ثم فلا مهرجانات ولا نظام
التعليقات (0)