مواضيع اليوم

مهازل ومباكي الحياة المصرية..صحافة مصر اليوم ..!!!

نور حمود

2009-01-10 11:21:13

0

المسيحيون يطالبون الفلسطينيين بوحدة الصف.. سوزان مبارك تعلن استعدادها لمساعدة الفلسطينيين.. مطالب بمقاطعة امريكا اقتصاديا
مؤتمرات الحزب الحاكم تهاجم حماس. وصف من يخوف المصريين من الفلسطينيين بالفجرة والكفرة
10/01/2009

كانت الاخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف الصادرة امس عن تلقي الرئيس مبارك اتصالا هاتفيا من الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، الذي ابدى تقديره للمبادرة المصرية ورد مبارك عليه بطلب وقف الهجوم ضد غزة. وحديث السيدة سوزان مبارك لصحيفة الفيغارو الفرنسية. واستمرار اسرائيل في عدوانها الوحشي ضد اشقائنا الفلسطينيين وتزايد اعداد الشهداء - الى جنة الخلد - وعشرات من الجرحى - تمنياتنا لهم بالشفاء ليعودوا لمقاتلة اسرائيل. وقيام سائقي القطارات ومساعديهم بتنظيم وقفة احتجاج داخل محطة القطارات في رمسيس بالقاهرة، للمطالبة بصرف الزيادة في مكافأة الكيلومتر الواحد الى خمسة وعشرين قرشا. وتقدم عضو مجلس الشعب وزميلنا بجريدة الوفد محمد عبد العليم داوود باستجواب ضد رئيس الوزراء الدكتور احمد نظيف عن اسباب عدم تنفيذ حكم محكمة القضاء الاداري بمجلس الدولة بمنع تصدير الغاز لاسرائيل. وتشييع جثمان الشيخ عبد الله السماوي احد القيادات البارزة للجماعات الاسلامية الذي توفي اول امس. وقرار محكمة جنح قسم السيدة زينب بالقاهرة تأجيل النظر في الدعوى المقامة من النيابة العامة ضد خمسة من الصحافيين بجريدتي الوفد والمصري اليوم، من بينهم رئيسا تحرير الجريدتين الى جلسة الثاني والعشرين من الشهر الحالي بتهمة خرق قرار حظر النشر في قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم. وقرار النائب العام المستشار محمود عبد المجيد عدم اتخاذ اجراءات ضد المتعثرين من عملاء بنوك التنمية والائتمان الزراعي ومد المهلة حتى آخر شهر آذار/مارس - القادم.
و الى معظم ما لدينا في نهاية الاسبوع واما البواقي والفضلات، فنستخلص منها في التقارير القادمة.

روزاليوسف
تهاجم انقسام الفلسطينيين

و نبدأ تقرير اليوم باستمرار المعارك التي سببتها المذابح الاسرائيلية ضد اشقائنا الفلسطينيين في غزة وازعجت صديقنا السياسي والكاتب القبطي جمال اسعد عبد الملاك فقال عنها حزينا في جريدة روزاليوسف يوم الاربعاء: هل يليق بحركات مقاومة لتحرير ارضها من الاحتلال ان تتحارب سويا على سلطة وهمية لا وجود لها على ارض الواقع؟ هل يحق للفلسطيني ان يريق الدم الفلسطيني تحت اي مبرر؟ وهل تحررت فلسطين حتى تستعد حماس باقامة مقاطعة دينية في غزة في مواجهة رام الله؟ وهل يليق في هذه الظروف الصعبة واللاانسانية ان تستغل لتصفية الحسابات؟ وما علاقة خطاب السيد حسن نصر الله بالجيش المصري الوطني الذي بذل الدم لفلسطين وشعبها؟ ولماذا المزايدة على الشعب المصري وعلى مصر؟ وهل عزل مصر سيكون لمصلحة العرب وفلسطين؟ كما انه لا يصح دبلوماسيا وفي ضوء قتل الابرياء والشارع العربي يغلي ان يخرج وزير الخارجية ليلقي المسؤولية على حماس، الشيء الذي جعل الرئيس مبارك يوضح الموقف في خطاب بداية العام فأين الاعلام والدبلوماسية حتى يقوموا بدورهم فمصر كانت وستظل امل العرب.
وهكذا انفتح الباب للمزيد من اشقائنا المسيحيين المؤمنين بعروبتنا حماها الله وهو ما دعانا للتوجه فورا الى مجلة آخر ساعة، لنقرأ للكاتب مدحت بشاي وهو من المؤمنين بعروبته، قوله: اليوم ونحن نعيش اجواء ذكرى ميلاد السيد المسيح اعجبني قول البطريرك صفير في احدى رسائله لمواطنيه لتهنئة الشعب اللبناني بالمناسبة (ان هذا النجم الذي رآه المجوس ليدلهم على مكان ميلاد السيد المسيح هو الضمير الذي يهدي الناس في سبيل الخير، ويضيف اجل تبقى للاعياد بهجتها، وبخاصة الاعياد الدينية التي ترفع القلوب والعقول اليه تعالى لنكتشف ارادته فينا لنعمل بها طائعين عندما نفسح له المجال لإسماع صوته الينا، وعندما نخنق فينا المطامع الدنيوية لنرهف السمع اليه تعالى، ما احوجنا كعرب لرؤية النجم الهادي، حيث حالة التوهان والضياع غير المسبوقة والسائدة على الارض العربية قد باتت تتصاعد عبر منازلات عربية بداية من احاديث النخب الثقافية والعربية على الفضائيات والصحف العربية وصولا الى احاديث بعض القادة والزعماء هنا وهناك وكأننا قد فقدنا بوصلة الارشاد والتوجه على الارض العربية.
وهنا يتم الحديث عن النجم الهادي الذي يشير اليه البطريرك صفير ليس من منطلق اتكالي استسلامي تعييبي لقدرات الانسان العربي الذي يقوم بتوليف اشارات دينية للحركة والفعل الانساني الايجابي، ولكن المقصود هنا ان تتحرك الضمائر بوازع مسؤول مسؤول وعبر وعي بمصالح الناس في كل موقع وطني باعتبار ان ذلك يعد من تكليفات عامة تبثها الاديان للقادة والرعاة تجاه شعوبهم، ان المقاومة حق مشروع لأي شعب يقع تحت نير الاحتلال ولقد رفعت حركة حماس في بدايات تأسيسها شعارات المقاومة وقبل السعي الى كراسي السلطة معبرة الى حد كبير عن تطلعات شعب يسعى الى الاستقلال وانشاء دولة مستقلة.
الا ان توجه قادة هذه المنظمة في هذا الظرف التاريخي الخطير لتحقيق حلم تكوين امارة دينية بتوجيهات من خارج الحدود قد باعد بين حماس والهدف القومي النبيل لشعبنا في فلسطين.
واقول لدعاة الانتماء العربي والقومي دون ان يقدموا واجبهم الفعلي ازاء امتهم سوى الاصوات المرتفعة وتوجيه السباب والشتائم الرذيلة، يا سادة، القوميون لا يخونون ولا يخونون، انها غزة وطن الكارثة التي نعيشها جميعا الان والتي عادت لدعاة القومية بفضل الدعم المصري، وهل تناسوا مشهد دخول مبارك وابو عمار للمدينة بعد عودتها لأهلها؟!.

الانبا يوحنا حزين جدا على وضع العروبة

لا. لا. لم ننس، ولن ننسى ما دام مدحت ومن قبله جمال اسعد يؤكدون على عروبتهم مثل الانبا يوحنا قلته الذي قال في نفس عدد مجلة آخر ساعة: وتنتاب الحيرة كل مخلص لوطنه وعروبته، كيف الخروج من هذه الازمة الطاحنة، كيف ننقذ ابناء شعبنا، كيف يصمت هدير السلاح ونزيف الدماء، ان البحث عن حل جار على قدم وساق ومصر لا تدخر وسعا في انقاذ الوقت ولن نتخلى عن فلسطين فهي ليست قضية سياسية فحسب بل هي قضية استراتيجية تمس الوجدان الديني والتاريخي ومستقبل المنطقة العربية كلها، ولكن نتساءل كيف نجد حلا دون التأكيد على امرين:
الامر الاول: لا بد ان تكون للفلسطينيين مرجعية واحدة، او قيادة واحدة وليختاروا هم من يرونه اهلا لذلك، فمهما حدث من اختلاف في الرؤى، وتضارب في الرأي لا بد ان يكون في النهاية (صوتا واحدا) دون هذا التوحد من العبث بالتنبؤ بسلام حقيقي ثابت، ان اصغر قبيلة في اي منطقة من العالم لها مرجعية واحدة، واي مجتمع سوى متحضر له مرجعية واحدة والا ساد العبث والفوضى عالمنا.
الامر الثاني: لا بد للاخوة الفلسطينيين الخروج من دائرة الحاضر والعبور الى المستقبل، بمعنى ينبغي ان تخطو الى الامام فلن يدوم الاحتلال الاسرائيلي الى الابد، هذا وهم وهراء اسرائيلي فالدولة الفلسطينية قادمة لا شك في ذلك وانحسار المد الاسرائيلي امر محتوم بلا تردد وعلى الاشقاء الفلسطينيين ان يمسكوا بالمبادرة بأيديهم، ان ينطلقوا بعد ان يتخلصوا من كل عائق اقليمي او محلي، احتفظوا باستقلالكم الداخلي حتى تنتزعوا استقلالكم الكامل، وليكن القرار منكم فقضيتكم انبل واسمى قضية، وليس المستقبل الا ما نصنعه في الحاضر، ان السلام ليس مستحيلا اذا كان اساسه العدل والارادة للحياة والمستقبل.
وهكذا تهب رياح العروبة من اشقائنا المسيحيين لتثبت لمجموعة المساكين من دعاة الفرعونية ومهاجمة القومية العربية - حماها الله ايضا - ان لا مستقبل سياسيا لهم بيننا وان اقوالهم الخائبة لا معنى لها وكشفها يوم الخميس زميلنا بـالمصري اليوم اسامة غريب بقوله عن هكذا مساكين واقلية حاقدة: هل بدأت الدنيا مع صواريخ حماس؟ أم أنه فى البدء كان الاحتلال وكان الحصار؟
هل يجوز اليوم أن يكون وقف الصواريخ مقابل وقف العدوان، أم ينبغى أن يكون وقف الصواريخ مقابل وقف الحصار؟
من المفهوم أن نسعى الآن فى طلب التهدئة لوقف شلال الدم ومنع مزيد من الدمار، لكن هل يكون من العدل أن تكون التهدئة بالشروط الإسرائيلية هى مطلبنا الدائم؟ أى أن تنعم إسرائيل بالأمن ويكون لها الحق أن تضرب بالطائرات أهدافاً تنتقيها بهدوء وعلى مهل وبشكل يومي دون أن يكون من حق الفلسطينيين مجرد إطلاق صواريخ التململ! هل التهدئة المطلوبة هى الحق فى قتل الفلسطينيين بالقطّاعى (بدون مذابح جماعية) ومحاصرتهم ومنع الغذاء والدواء والوقود عنهم؟
إننى أحتار فيمن أعلنوا كفرهم بالعروبة وسخريتهم من حكاية الشقيقة الكبرى ورغبتهم فى أن نتفرغ لمصر، وسبب حيرتى هو أن هذا قد حدث بالفعل ولثلاثين عاماً دون انقطاع، فما معنى أن يقوم من خرج من المباراة وعاد للبيت، فأكمل متابعة الماتش فى التليفزيون، بالتهديد بأن يترك الملعب؟!
وما معنى أن يقرروا التفرغ لمصر وهم الذين تفرغوا منذ زمن لنهب مصر! وما حكاية سيناء التى يهدف الفلسطينيون إلى احتلالها وسكناها، تلك المقولة الفاجرة التى يرددها الفجرة ويُكذبها تشبث الفلسطينيين بأرضهم والموت دونها، ولو كانوا يرضون بأى قطعة أرض ما تمسكوا بحق العودة ولتركوا إسرائيل تنعم بالأرض المسروقة.
إنني لا أنكر على أحد حقه فى أن يأخذ ما شاء من مواقف، بشرط ألا يتردد فى إعلان مواقفه على الناس، لا أن يعلن عكسها. من حق حكومة مصر أن تنصاع لإسرائيل وتغلق معبر رفح، أو أن تغلقه لأن ذلك يحقق أمنها، لكن هل يحق لها أن تعلن أن المعبر مفتوح بينما هو مغلق؟.

البديل: لماذا لا يشرح
النظام موقفه الحقيقي لنعذره؟

وما ان نطق اسامة بذلك حتى اسرع اليساري الحاقد على رئيسنا بارك الله لنا فيه - واسمه ابراهيم السايح ليقول في نفس اليوم - الخميس - في البديل: الصدق فقط قد يضفي على موقفنا الرسمي من قضية فلسطين شيئاً من المنطق والموضوعية لو تخلى النظام المصري عن الكلام الدبلوماسي وأعلن موقفه الحقيقي وإمكانياته الحقيقية ونواياه الصادقة فسوف يعذره الكثيرون ويتوقفون عن اتهامه بالعمالة والسلبية والجبن.
براءة مصر من دم فلسطين ثمنها خطاب علني من السيد الرئيس يقول فيه إن البلد واقعة ولا تستطيع في الوقت الراهن خوض أية مواجهات عسكرية ضد إسرائيل، وأن مصر ليست زعيمة ولا رائدة ولا يحزنون ولكنها إحدي أكثر دول العالم الثالث بؤساً وفقراً وتخلفاً، وأنها في الأصل دولة فرعونية لا علاقة لها بالوطن العربي ومشاكله المزمنة.
براءة مصر من دم فلسطين ثمنها أن يتوقف النظام المصري عن استثمار القضية في استرضاء أمريكا وإسرائيل والحصول على تأييدهما لاستمراره في حكم مصر مقابل دوره الاستراتيجي في تمرير المصالح الصهيونية والأمريكية في فلسطين وسائر الدول العربية الأخرى.
براءة مصر من دم فلسطين ثمنها إقامة جدار عازل بيننا وبين الأراضي الفلسطينية وإغلاق حدودنا بالكامل دون جيراننا العرب إلا لو كانوا من كبار المستثمرين مثل الأمير ابن طلال أو أي ملياردير آخر يستطيع المساهمة في كفالة الشعب المصري وحكومته ونظامه!
الناس في مصر وغيرها معذورون في الاتهامات والشتائم التي يوجهونها للنظام المصري، فقد قلنا لهم إننا أكبر دول عربية واننا أقدم دول العالم واننا أكثر خلق الله تضحية من أجل فلسطين واننا لن نسمح بضياع حقوق الشعب الفلسطيني واننا أصحاب الضربة الجوية الأولي التي كسرت أنف إسرائيل وحطمت خط بارليف وأحالت جيش الدفاع الإسرائيلي إلي المعاش المبكر!! الناس الذين صدقوا هذا الكلام هم الذين يشتمون مصر هذه الأيام، وحتى نجبرهم على السكوت لا بد أن نصارحهم بالحقيقة ونعترف لهم بأننا لا نملك ثمن الكلام الكبير الذي صدعنا رؤوسهم به.

الحرب تدق ابواب مصر

ونقطة ضعفي الوحيدة نحو هذا الحاقد هو ايمانه بالعروبة مثلي بالضبط ومثل زميلنا وصديقنا والكاتب عبد العال الباقوري الذي قال في نفس العدد بدون احقاد على بارك الله لنا فيه: فلسفة الزمن الرديء، زمن العجز العربي الشامل وأنظمة الحكم الخائرة، بدأت بمقولة الرئيس السادات وحرب أكتوبر المجيدة في ذروتها أنا ما قدرش أحارب أمريكا، وهي حرب لم يدع أحد إليها عندئذ، ولا قبلئذ ولا بعدئذ، وإلى اليوم، وها هي الحرب تدق أبواب مصر، تندلع عند بوابتها الشرقية. ومصر الشعب ثائرة هادرة، والمقاومة صامدة قادرة ويكفيها ما فعلت ولكن مصر الرسمية عجزت عجزاً كاملاً حتى عن اتخاذ مواقف مثل تلك التي اتخذها بلد مثل تركيا أو إعلان موقف مثل موقف رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد.
بدلاً من هذا، راحت القيادة المصرية تصدر نداءات لا تسمن ولا تغني من جوع، وتدعو ولا يستجاب لها إلىوقف العدوان فوراً، وتكرر هذا عدة مرات إلى أن تفوقت هذه القيادة على نفسها فتحدثت عن إدانة الهجوم العربي بـ أقوى العبارات، حسب بيان أصدرته رئاسة الجمهورية.
ما هذا الكلام؟ لقد خدعني الباقوري في البداية؟ ولو كنت اعلم ما الذي سيقوله في النهاية لما اشرت الى كلامه ابدا فلا ثقة بعد اليوم في اي باقوري وانما في كل سلامة مثل زميلنا بـالاهرام والمحلل السياسي الكبير سلامة احمد سلامة وقوله يوم الخميس ايضا: بعبارة بسيطة موجزة، شرح الرئيس مبارك مشكلة معبر رفح وأجاب عن تساؤلات الألوف في المظاهرات التي عمت العالم العربي، سواء من جانب الذين هاجموا مصر أو دافعوا عنها، والإجابة واضحة، ومعناها أن مصر ليس لها سلطان على معبر رفح، وذلك عكس ما كان مفهوما وشائعا من قبل، ولذلك فإن مصر ليست طرفا موقعا على اتفاقية المعبر، وفي المرات التي سمحت فيها مصر باستخدام المعبر لأسباب إنسانية، فقد تم ذلك وسوف يتم بعد الحصول على إذن من إسرائيل حتى لا تعترضها الآليات الإسرائيلية.
ودعونا نعترف بأن مصر أخذت على عاتقها مسؤوليات ما كان لها أن تتحملها، حين ادعت أن لها سيطرة على معبر رفح،. وأعطت الدبلوماسية المصرية انطباعا خاطئا حين توسطت لعقد اتفاقية للتهدئة بين حماس وإسرائيل، دون أن تحصل على ضمانات دولية بعدم انتهاك إسرائيل لتعهداتها، ففقدت التهدئة قيمتها وجدواها قبل وبعد انتهاء موعدها،. فما الذي يمكن أن نتوقعه من القاء اللوم على حماس لأن إسرائيل شنت حربا عليها؟! ومع ذلك فقد حدث ما حدث، ووقعت حماس في المصيدة.
أن إسرائيل هي المستفيد الوحيد، ولن تخرج من غزة إلا بعد أن تنتهي من هجومها بتصفية قيادات حماس وتدمير منصات الصواريخ ومخازن الأسلحة، وإزهاق ألوف أرواح الشهداء، ولن يجني الفلسطينيون والعرب الذين التزموا الصمت ووقفوا يتفرجون على هذه المذابح شيئا.
مصر بقدرها ومسؤوليتها التاريخية، لن يكون أمامها من حل غير أن توقف هذا العبث، وتعود إلى سياسات لم الشمل، وإعادة الثقة بين الدول العربية، وإجبار الفلسطينيين على توحيد صفوفهم بعد كل ما ذاقوه من كوارث على يد إسرائيل وأمريكا، بدلا من تبادل الاتهامات وحملات التخوين التي تضعف العرب جميعا وليس مصر وحدها!.

الاهرام تقود معركة ضد حسن نصرالله

ويبدو ان كلام سلامة شجع الاهرام لأن تقول في تعليقها على الخطاب الاخير لحسن نصر الله مهاجمة له: ايها الشيخ تنبه، فقد نجح مبارك في تقديم مبادرة لقيت قبول المجتمع الدولي بأسره، ووافقت عليها دولة الاحتلال اسرائيل لوقف اراقة الدماء ووقف العدوان على الفلسطينيين، مبارك الذي يرأس دولة مصر العظيمة الضاربة بجذورها في التاريخ قدم للعالم امس الاول نتائج جهد ايام طويلة قضاها في خدمة القضية الفلسطينية، مبارك يعلم ومصر كلها تعلم لمصلحة من تعمل، العالم كله يعلم من يمدك بالاموال لكي تتجرأ على مصر العظيمة، بدلا من ان تنضم لجهود الدولة اللبنانية بحثا عن الاستقرار، كفى خداعا للشعوب، لقد كشفت الغمة الاخيرة وجهك الحقيقي، المصريون جميعا يعلمون الآن نواياك الايرانية، وجدول اعمالك وواجباتك، المصريون جميعا لن يسمحوا لك ولا لمن يقف خلفك بالمساس بأي مواطن مصري.
مصر ايها الشيخ قدمت الاديان الكبرى للعالم، مصر ايها الشيخ اشاعت نور الاسلام في العالم بسماحتها وكرمها وعلمها وفضلها. افق من سباتك وتعلم ادب الحديث عندما توجه الكلام الى مصر.
طبعا. طبعا. فهذا مما لا ريب فيه ولا شك، ومن حسن نصر الله الى حماس التي قال عنها في نفس العدد زميلنا احمد السيد النجار - ناصري -: حماس تعاملت بجهالة سياسية حقيقية وباستهتار بقواعد النظام الديمقراطي التي تفرض الاحتكام للشعب من خلال انتخابات حرة عندما يستحيل التعاون بين رؤوس السلطة التنفيذية والتشريعية، فرفضت توجهات وقرارات رئيس السلطة ولديها الحق الديمقراطي في ذلك، ورفضت ايضا اجراء انتخابات مبكرة وليس لديها اي حق في ذلك، كما مارست على ابناء الشعب الفلسطيني المنتمين لتيارات سياسية مختلفة معها سياسة بوليسية غاشمة ونوعا من البلطجة التي تنذر بنموذج فاشستي في حالة تحكم مثل هذا التيار السياسي بأي سلطة سياسية أو دنيوية عموما، كما بادرت بانهاء التهدئة مع إسرائيل مع زفة اعلامية لا ضرورة لها وساعدت إسرائيل على افتعال مبررات لعدوانها الاجرامي على شعبنا الفلسطيني العربي في غزة.
وايا كانت الظروف والتعقيدات المحيطة بالعدوان الغاشم على غزة، فان الواقعة وقعت فعليا والأهم من البحث عن اسبابها ومن يتحمل مسؤولية مايجري، هو البحث عن كيفية ايقافها واستخدام كل الأوراق الموجودة بحوزة الشعوب العربية والحكومات.
والحقيقة ان تصعيد الحملة الفعلية والاعلامية بشأن المقاطعة الاقتصادية الشعبية العربية لكل ما هو إسرائيلي وامريكي وهو احد الاسلحة التي تملكها الشعوب، كما ان حديث المصالح المنفصل عن ارادة الأمة ومصالحها العليا، وهو حديث لا يمكن قبوله ولا يردده الأمريكيون أو الأوروبيون بشأن مصالح بلادهم. كذلك فان هناك ضرورة لمقاطعة كل ما يمكن مقاطعته من السلع والخدمات الأمريكية في الاسواق العربية وهو أمر سهل في ظل وجود بدائل عالمية لها، والمهم هو ان تشعر الإدارة الأمريكية والشركات الأمريكية ان الشعوب العربية قررت معاقبتها على دعمها المطلق للكيان الصهيوني وتسليحه حتى الاسنان ومشاركتها أو تواطؤها معه فيما يتعلق باعتداءاته على الشعوب العربية.
ايضا نشرت الصحف امس تصريحا لمصدر رسمي مصري قال عن تصريحات حسن نصر الله:
انها تعبر عن (جهل مركب) بحقائق الاوضاع وتكرس مأزقا كبيرا يواجه مندوب ايران الاول في لبنان.
ان نصر الله الذي لم يقدم الى غزة حتى الآن سوى مجموعة من الخطب الرنانة امام كاميرات الفيديو ومتشيعية بدا وكأنه تحول من امتهان مقاومة اسرائيل الى امتهان الخطب والشعارات البالية وراح يطلق من مخبئه سهاما مسمومة باتجاة مصر لا تصدر الا عن حاقد او مأجور.
انه من المؤسف ان يعلن امين الحزب صراحة عداءه لمصر بشكل فج يكرس عمالته الواضحة للدولة الاسلامية الثورية التي تسعى للتأثير على بلده من خلاله. ان مصر لا تلتفت ابدا الى عداوات الحاقدين الجهلة الذين ورطوا بلادهم في حروب خاسرة ثم ندموا بعد ذلك في مشهد مخز على ما فعلوه بعد ان تسببوا في قتل ودمار بلادهم ومواطنيهم.
وصفة غير
سياسية لتهديد امريكا

اما بالنسبة للدول العربية فان هناك العديد من الطرق التي يمكنها من خلالها ان تقدم دعما حقيقيا للقضية الفلسطينية مثل الاعلان من خلال الجامعة العربية عن انها ستقوم بتسوية كل معاملاتها البينية والدولية باليورو أو الفرنك السويسري أو الين او اي عملة حرة غير الدولار، اذا لم تضغط الولايات المتحدة لوقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من غزة فورا وبدون قيد أو شرط، علما بأن هذا التحول سيؤدي إلى اضطراب نقدي ومالي لا تحتمله الولايات المتحدة المأزومة في الوقت الراهن، كما ان الاعلان عن دراسة اجراءات التحول عن تسعير النفط بالدولار إلى تسعيره بسلة عملات.
وحدثت استجابة سريعة لدعوة النجار اعجبت زميلنا وصديقنا بـالاخبار ونقيب الصحافيين السابق جلال عارف وقال عنها: كل التحية لأبنائنا طلبة الجامعة الامريكية الذين بدأوا حملة لمقاطعة البضائع الامريكية استنكارا للموقف المخزي من الادارة الامريكية في دعم العدوان الاسرائيلي على غزة وحمايته والمشاركة فيه. هذه المقاطعة واجب وطني على الجميع. فكل قرش يدفع في بضاعة امريكية يتحول الى قنبلة ذكية تفتك بأطفالنا الابرياء في فلسطين ولتمتد المقاطعة لبضائع كل دولة تشارك في دعم العدوان، بالصمت او المساندة السياسية او العسكرية.
يوم 20 كانون الثاني/يناير سيكون يوما تحتفل به شعوب العالم كله بمن فيها الشعب الامريكي بخروج بوش من البيت الابيض لكنه سيكون احتفالا ناقصا لن يكتمل الا بمحاكمته واركان ادارته باعتبارهم مجرمي حرب حقيقيين مثلهم مثل النازيين الجدد من حكام اسرائيل.
ما لنا نحن وبوش هذا انه لم يعد يهمنا الآن انما نحن مهتمون بالمبادرة المصرية التي قال عنها - ولا زلنا في يوم الخميس - زميلنا وصديقنا محمد ابو الحديد رئيس مجلس ادارة مؤسسة دار التحرير التي تصدر الجمهورية: مظاهرات الشوارع في العواصم العربية، لم تقدم حلولا قابلة للتطبيق.
حصار السفارات المصرية في بعض الدول العربية والاجنبية، لم ينقذ فلسطينيا واحدا، او يوقف غارة اسرائيلية. حملات الاعلام المحمومة، والمدفوعة الاجر التي انطلقت ضد مصر، تكيل لها الاتهامات، مرة بالتواطؤ مع المعتدي، ومرة بالتخاذل في مواجهته، لم تحرك واقعا في شبر واحد على الارض، ولم يأخذها احد مأخذ الجد.
مصر وحدها التي لا مصالح ذاتية لها، مصر وحدها التي مصلحتها الذاتية - ان صح التعبير - هي سلامة وامن فلسطين والفلسطينيين، وهي ازالة الاحتلال الاسرائيلي، وهي اقامة الدولة الفلسطينية المســــتقلة، لأن ذلك جــــزء مهــــم من امن مصر القومي، ولذلك ترفعت مصر عن الصغائر، لم تنجر للمهاترات، تركت الحملات الاعلامية لأهلها وتفرغت قيادتها لاجراء الاتصالات وبذل الجهود مع كل الاطراف المؤثرة والفاعلة من اجل التوصل الى مخرج عملي ومشرف ومقبول يحقق الهدف الرئيسي الذي لم يغب عن انظار مصر لحظة واحدة طوال الازمة، وهو وقف العدوان وحقن دماء الفلسطينيين.
و هكذا ولدت المبادرة المصرية وسوف تحتفل مصر فقط حين تنجح هذه المبادرة في تحقيق هدفها، وحين يبدأ الانطلاق منها لاعادة وضع القضية الفلسطينية مرة اخرى على الطريق الصحيح.

اخر ساعة تخون موقف الاخوان

طبعا. سنحتفل وحدنا بهذا النجاح ولن تدعو اليه مرشد الاخوان المسلمين خفيف الظل محمد مهدي عاكف لأنه اغضب زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة اخر ساعة محمد الشماع واجبره على ان يقول عنه: تفتق ذهن مهدي عاكف مرشد الجماعة المحظورة عن تحليل سياسي لاذع اتهم فيه مصر بالتواطؤ مع محمود عباس واسرائيل على ضرب حماس. ومن حق المرشد الذي فاز ببيعة اتباعه في غزة ان يدافع عنهم وليس غريبا عليه ان يتفوه بهذا الكلام ضد مصر لأن توجه الجماعة لا يؤمن بالوطن فأرض الله واسعة وهو الذي قال من قبل في حوار صحافي قولته الشهيرة (طز في مصر) واذا كان الامر هو طز في مصر فاننا نفهم بالتأكيد لماذا يجازف الشيخ بهذه الادعاءات الغريبة! اما قولك عن مصر الضعيفة فهي ليست كذلك بل هي اكبر واقوى، مكانة مصر في الشرق الاوسط ليست بالقوة ان كنت لاتفهم المعنى الصحيح لها، ولكنها فوق القوة بالمكانة والتأثير والتحريك للأحداث.
نريد ان نعرف من تواطأ مع اسرائيل في عملية اغتيال الرنتيسي والشيخ ياسين، وتواطأ مع اسرائيل في قانا حتى يتواطأ معها الآن؟ يا من تفكر ابحث في جذور واعماق المشكلة من البداية والسلوك والدوافع قبل ان تتحدث في السياسة واذا كانت مصر كما تدعي (طز فيها) فلماذا تعيش على ارضها وتريد ان تحكمها بالباطل؟ فلماذا لا تذهب الى مكان اخر تباشر فيه اطماعك الفاشية والتي كثيرا ما ضاعت ارواح وسفكت دماء ونهبت اموال من ورائها؟.

سفير سابق يستهجن
حرب سورية الكلامية

وقبل الانتقال الى مكان اخر وراء هذه المعارك تذكرت انني نسيت في الاهرام السفير السابق لمصر في الصين الدكتور محمد نعمان جلال الذي ادهشنا بالقول: إلى متى تصر دولة عربية معينة على عدم إطلاق طلقة واحدة عبر حدودها وأراضيها المحتلة ضد إسرائيل، وفي نفس الوقت تطالب غيرها بفتح الحدود والمعابر بلا ضوابط ولا قيود؟ وإلى متى تصر دولة إسلامية تدعي أنها أصبحت قوة ضاربة على عدم إطلاق صواريخها بعيدة المدى ضد إسرائيل التي تقول مرارا وتكرارا إنها يجب ألا تكون على خريطة المنطقة ويقف قادتها ورجال الدين فيها ينددون بالعدوان بحناجرهم دون صواريخهم ويحرضون ضد مصر؟
إن عملية خلط الأوراق في العالم العربي كثيرة وعملية الأوهام أكبر وأخطر، وعملية النضال بالميكروفون والصوت مأساة وملهاة. إنها مأساة لأنها لا تقدم شيئا وملهاة لأنها تخدع الجماهير العربية المغلوبة على أمرها وتجعلها تعيش الأوهام وكوابيس الأحلام.
لسنا في حاجة للحديث عن مصر وشهدائها بسلاح إسرائيل المعتدية أو بسلاح الفلسطينيين الأشقاء، أو حتى بسلاح دول عربية دافعت عنها مصر عبر السنين، فلا منة وليس ذلك من سمات مصر ولا من سمات شعبها.
بقيت كلمة نقولها وندعو إليها أيها القادة العرب والمثقفون العرب والجماهير العربية كفى خلطا للأوراق وتشويها للحقائق وندعوكم للفهم العقلاني، والحوار العقلاني وعدم تصور الصديق عدوا والعدو صديقا، فلكل منهما مصالح استراتيجية، ولشعب فلسطين الشقيق: إن قلوب مصر وحبها لكم لن يتراجع مهما حدث، فالمصير مشترك وواحد ويجب ألا تنخدعوا بالشعارات حتى لا تزداد الأمور تفاقما.
وفي حقيقة الامر فلم اعرف ماذا يقصد بكلامه هذا عن شهدائنا الذين سقطوا برصاص الفلسطينيين ودول عربية دافعت عنها مصر عبر السنين ويساوي بينها وبين اسرائيل؟!
واذا كان مفهوما انه يقصد الفلسطينيين بمن سقطوا من جنودنا وضباطنا اثناء اقتحام حدود رفح فالذي لا نعرفه من هي الدول العربية التي دافعنا عنها عبر السنين وقتلت ابناءنا؟
هذا كلام لا يجب ان يقوله من كان في مثل منصبه وعلمه. حتى لا يذكره احد بالهجوم المصري ضد ليبيا عام 1975 او المشاركة في الحرب ضد العراق لتحرير الكويت.
واما في الوفد فقد اخذ عضو الهيئة العليا لحزب الوفد مصطفى الطويل يصيح باعلى صوته وهو في غاية الشماته في مهاجمي مصر امس: أين أنتم يا أسود الحناجر والمنابر من بعض قادة العرب؟ لا أسكت الله لكم صوتاً . منذ أيام ملأتم الدنيا صياحاً وهجوماً على مصر، وحرضتم شعبها على قيادتها . ولما دقت طبول الحرب خرستم واختفيتم في مخابئكم . إنهلتم على مصر بالاتهامات والسباب . وكأن مصر هي التي تحول بينكم وبين الحرب مع إسرائيل .
ويا ليتكم كنتم في موقف المتفرج فحسب، وإنما تزايدتم من صراخكم وعويلكم ومهاجمتكم لمصر وتغليب شعب مصر على قيادته أملاً في أن يلتف الشعب العربي من حولكم . اعلموا يا من ملأ الحقد قلوبكم على مصر، أن مصر كانت وما زالت وستظل بإذن الله هي نبراس الأمة العربية كلها، وهي وحدها القادرة على الدفاع عن القضية العربية الإسرائيلية سواء أكان ذلك في وقت الحرب أم في السلم .
نحن لا ننكر أن المقاومة الفلسطينية واجبة، كما لا ننكر أبداً أن التفاوض بدون مقاومة للمحتل أن يؤتي بثماره . ولكن العقبة الشديدة هي أن الشعب الفلسطيني انشق على نفسه وبمساعدة البعض منكم . انشقاق الشعب الفلسطيني على نفسه هو دسيسة إسرائيلية أمريكية، تهدف إلى تفتيت العالم العربي كله، حتى يسهل القضاء عليه .
مصر منذ عهد السادات علمت بهذه الحقيقة واكتفت بما قدمته، وآثرت الصلح مع إسرائيل . وأنتم ما زلتم تضحكون على أنفسكم وعلى شعوبكم.
أفيقوا أيها الحاقدون على مصر . واعلموا أن الذين ادعوا منكم، كذباً وافتراء أن لديهم صواريخ عابرة للقارات وقوات تسحق إسرائيل، ولما أتت الساعة تلاشت هذه الأكاذيب.
لكن في نفس العدد كان عضو اخر في الهيئة العليا للحزب وهو زميلنا وصديقنا بـ الاهرام الدكتور وحيد عبد المجيد حذر النظام في مصر من اخطاء كثيرة منها: ينبغي أن تنتبه مصر الرسمية إلى أن الهجوم الحالي عليها يختلف عن أي حملات سابقة تعرضت لها، وأن مواجهته تقتضي عملا جادا أكثر مما تتطلب ردودا كلامية عنيفة . ولعل هذا هو ما قصده الرئيس مبارك عندما أعلن أن مصر ترتفع فوق الصغائر. ولكن هذه الرسالة لم تصل بعد إلي معظم المتحدثين باسم مصر الرسمية سياسيا وإعلاميا . ولذلك دخلوا في حرب كلامية لا تليق بمصر ولا تفيدها، خذ مثلا مسألة العلاقة مع حركة حماس التي تمثل سلطة أمر واقع في قطاع غزة . فتدهور هذه العلاقة ليس في مصلحة حماس بالتأكيد، ولا يفيد قضية فلسطين بل يزيدها ضياعا . ولكنه ليس في مصلحة مصر أيضا ودورها الإقليمي لأنه يجعلها حليفاً ضمنيا على الأقل لفريق فلسطيني ضد آخر، ويضعف بالتالي تأثيرها في الساحة التي استثمرت فيها سياستها الخارجية أكبر قدر من الوقت والجهد في الأعوام الأخيرة . وإذا حدث ذلك، فهو ينطوي على مخاطرة بتراجع هذا الدور في الساحة الفلسطينية على نحو ما حدث في الازمة اللبنانية . فلا تستطيع مصر مواصلة دورها في السعي إلي مصالحة فلسطينية إلا اذا احتفظت بمسافة شبه متساوية بين كل من حركتي (حماس ) و(فتح). فالامر يختلف هنا عن الأزمة اللبنانية التي لا تقوم مصر بدور مباشر فيها ولذلك لم يفقدها اقترابها من معسكر 14 آذار على حساب خصومه دورا تباشره فعليا، إنما اضعف قدرتها على السعي إلي استعادة الدور الذي تخلت عنه قبل نحو 30 عاما عندما رفع الرئيس الراحل أنور السادات شعار ارفعوا أيديكم عن لبنان وبادر برفع يد مصر بشكل كامل تقريبا .
و من الوفد الى مجلة المصور ورئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبد القادر شهيب وتقييمه التالي لما يحدث: الاسرائيليون غير معنيين الان بالقضاء على حركة حماس او حتى بانهاء سيطرتها على غزة، بل ربما كانوا راغبين في استمرار هذه السيطرة لأنها تكرس الانقسام الفلسطيني الراهن الذي تحول احيانا الى اقتتال فلسطيني، فهم يستثمرون هذا الانقسام جيدا ويتهربون من اي ملاحقات دولية او عربية لتقديم اي شيء للفلسطينيين سوى مجرد تصريحات تتحدث عن دولتهم الموعودة التي ما زالت حلما مستحيلا حتى الان في ظل استمرار اسرائيل في بناء مزيد من المستوطنات انهماكها في تهديد القدس العربية. كل ما يهم الاسرائيليين الان هو اسكات الصواريخ التي تطلق على بعض مدنهم ومستوطناتهم في اطار هدنة طويلة.
وهكذا، مصر تسعى لانقاذ غزة اولا، وتسعى لانقاذ فلسطين كلها ثانيا، ولذلك تترفع على الصغائر حتى تنجز هذه المهمة غير انها مع ذلك لن تسمح لأحد بالمتاجرة بدماء الفلسطينيين وبسط نفوذه في المنطقة على حسابنا، ويتعين على هؤلاء المتاجرين بدماء الفلسطينيين ان يفهموا ذلك.

معارك عنيفة ومتواصلة ضد قناة الجزيرة

واستمرت الهجمات ضد قطر بسبب قناة الجزيرة وبرامجها التي اغضبت زميلنا وصديقنا كرم جبر رئيس مجلس ادارة مؤسسة روزاليوسف، فصاح امس - الجمعة - باعلى صوته في جريدة روزاليوسف مناديا وزير الاعلام العراقي ايام الغزو الامريكي - البريطاني لبلاده:
اين انت يا صحاف واين علوجك؟ نحتاجكم في مجزرة غزة لتخففوا علينا في حجمها كما سهلتم احتلال العراق، الفضائيات اصبحت الان كثيرة ولكن علوجك استلذوا العيش في قناة الجزيرة وامثالها. كيف ننساك يا صحاف وصوتك يهتف الان بان العلوج يتم سحقهم سحقا وبينما كانوا بالالاف يسقطون تمثال صدام من قاعدته كنت تضحك وتصرح (هذا بغرض اعمال الصيانة الدورية)، لا تحزن يا صحاف فعلوجك استوطنوا الان قناة الجزيرة، ومنحوا فريقا من العلوج العرب والمصريين تأشيرة اقامة بشرط واحد هو ان يهاجموا مصر لأن اميرهم الساذج يحلم بخطف سلطانية العروبة.
ودخل الى حلبة الهجوم ضد الجزيرة زميلنا وصديقنا بمجلة صباح الخير اكرم السعدني، وهو ابن عمنا الكبير وزعيم الساخرين محمود السعدني - شفاه الله - بالقول في الدستور في نفس اليوم - الجمعة -: أثبتت عبر تجارب عديدة أنها حصان طروادة في المنطقة العربية، فكانت أول محطة عربية تقيم علاقات مع أركان الكيان الصهيوني وتفتح لهم على شاشاتها وتدخل بمراسليها إلى قلب الكيان الصهيوني وبعد ذلك كله فإنها تهيل التراب على وجه مصر العربي وتفتح أبواقها للشاتمين في أنحاء العروبة، لكي يسبوا شعب مصر، وجيش مصر وبالمناسبة نحن في مصر نختلف مع الرئيس أي رئيس سواء كان السادات أو مبارك ولكننا نحترم رئيسنا ونقدره ونعتبره رمزاً لمصر تماما كالعلم المصري وأي إساءة لرئيس مصر - الذي نختلف معه داخل حدودنا - لا نسمح للآخرين بها، لأنها تمس مصر بكاملها.

الحزب الوطني يهاجم انقسام الفلسطينيين

وفي نفس الوقت واصل الحزب الوطني الحاكم عقد مؤتمرات في عدد كبير من المحافظات لتوضيح موقف مصر من الاحداث الجارية والرد على الاتهامات الموجهة اليها، ونشرت الجمهورية تحقيقا عن بعضها جاء فيه: في العريش قال د. نبيه العلقامي: تسعى مصر مع القوى الفلسطينية الوطنية لبناء الدول الفلسطينية وان الدروس المستفادة من جنرالات المقاهي السياسية والمعارك الوهمية وصناعة البطولة تؤكد عدم الرشد والمراهقة السياسية. وان المبادرة المصرية التي اعلنها الرئيس مبارك لحل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي هي مرحلة من مراحل بناء الثقة لحل يراه ابناء فلسطين الشرفاء مرحلة لتحقيق حلمهم في وطن سالت فيه دماء الشهداء من الاطفال والسيدات وبعض رجالات العمل الوطني، اكد المؤتمر الجماهيري رفضه لأي محاولات من قبل اسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وللفصل بين الضفة وقطاع غزة والتنصل من مسؤوليتها كدولة احتلال. نظم الحزب الوطني بالاسماعيلية مؤتمرا جماهيريا حاشدا للتضامن مع ابناء غزة وشارك فيه 1500 مواطن من كوادر واعضاء الحزب ونواب الشعب والشورى. دعا حسن عدس امين الحزب المواطنين الى التبرع من اجل انقاذ شعب يحتضر تحت قصف همجي اسرائيلي واعلن عن تنظيم الحزب لحملة التبرع بالدم وجمع التبرعات وتوصيلها الى ابناء غزة بالتنسيق مع الهلال الاحمر المصري ورفض عدس ما وصفه بالمزايدات التي يحاول البعض ترويجها ضد مصر من اجل مصالح شخصية ضيقة واستنكر الهجوم الذي يشنه بعض الموتورين على مصر ورموزها.
اما الدستور. فنقلت الاتي عن هذه المؤتمرات: في الفيوم استنكر عدد من اعضاء الحزب الوطني ما جاء في المؤتمر الذي نظمه الحزب في هجوم قاس على المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بحسب الزميل احمد سيف النصر - وقال احد الاعضاء انه لم يصدق انه كان يجلس في مؤتمر لنصرة غزة بل ظن انه يجلس في مؤتمر لنصرة اسرائيل، فيما اشار عضو اخر الى تحول المؤتمر من دعم غزة الى دعم الموقف المخزي للحكومة المصرية والتخبط في السياسة الخارجية التي ادت الى تراجع الدور المصري حتى اللافتات التي تم تعليقها كانت تدعو الى تأييد المواقف الحكيمة للقيادة المصرية وتجدد دعمها لموقف الرئيس مبارك تجاه غزة.
اقام الحزب الوطني بأسيوط مؤتمرا حاشدا مساء امس الاول تحت عنوان (انقاذ غزة) بحضور قيادات الحزب بالقاهرة وعلى رأسهم ماجد الشربيني عضو لجنة السياسات والامانة العامة بالحزب وقد تفرغ المؤتمر للهجوم على القوى الاقليمية وحركات الجهاد الفلسطينية. واشار الدكتور محمد ابراهيم منصور رئيس مركز دراسات المستقبل بجامعة اسيوط الى ان حركة حماس منظمة ارهابية مغتصبة للسلطة الفلسطينية وان هناك حملة هجوم خارجية ممولة من ايران لمحو الدور المصري بالمنطقة.

سوزان مبارك لـفيغارو: انها جريمة حرب

لكن السيدة سوزان مبارك - بارك الله في مجهـــــوداتها - مشغولة بالاتي كما جاء في حديثها مـــع صحيفــــة لوفيغارو الفرنسية - نقـــلا عن الاخبار: كل يوم نقوم بارسال عشرات من حافلات المساعدات القادمة من ليبيا وقطر وتركيا ومصر بطبيعة الحال في كل مرة تكون هناك تهدئة ويكــــون باستطاعتــــنا تحقيق ذلك تمر الحافلات الا اننا نواجه مشكلات هائلة في ايصالها حيث ان القـــتال يدور قريبا جدا من المعبر الذي يربط بين مصر وقطاع غزة، ان لدينـا حـــاجة لطــــــرقات انسانية وممرات آمنة حتى يتسنى لنا الاستمـــرار في عملنا، انادي بوقـــــف انســـاني لاطلاق النار أن العمليات الجوية والقصف اديا الى ازمة حادة اول ضحـــاياها هم المدنيون وتحديدا الاطفال وذلك في خرق لمعاهدات جنيف، استخدام القـوة غير متناسب واسرائيل تقترف جرائم حرب فكيف لنا ان نصف بشكل مغاير مقتل عشرات الاطفال الابرياء او قصف المدارس؟ نحن نعد لحظة طوارئ لمواجهة حالة طوارئ قصوى يوم السبت سأقوم بالاجتماع بالصليب الاحمر والوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة، علينا تجميع مواردنا المالية واللوجستية حتى نكون مستعدين في حالة ما اذا كان على مصر مواجهة نزوح للفلسطينيين هربا من القتال فليعملوا انه سيحسن استقبالهم، مستشفياتنا تعالج بالفعل مائتي جريح ونحن نستعد لاستقبال ما يزيد على ذلك بكثير الا ان المجتمع الدولي عليه ان يتحمل مسؤوليته بانقاذ غزة من كارثة انسانية.
القاهرة - القدس العربي - من حسنين كروم:
qpt26

عادل - والله لانريد ان تقتال مصر الصهاينة ولا نريد السلاح منها لكن .....
اولا كافة المقالات ووسائل الاعلام وعامة الناس لم يهاجموا مصر كشعب بل هاجموا الحكومة المصرية. ثانياً لا يوجد احد طالب الحكومة المصرية بالقتال او مد الاسلحة. وللأسف تم خلط الاوراق وغيروا فى الكلام واوهموا الناس والمواطن البسيط ان كل الدول ولاعلام يطالب مصر بالقتال ،وخدعوا المواطن المصرى والعربى البسيط ،ولكن كان غظب الاعلام والمواطن العربى من التأمر واعطاء الضوء الاخظر للصهاينة واستقبال لفنى و وتهديدها من وسط قاهرة المعز ،ولامر الثانى غلق المعبر فى وجه المساعدات والجرحى وقد تم فتخه فى اليوم الثالث من العدوان تم قفله، والامر الاخر فى تعطيل وصول المساعدات وخاصة الليبية فى الدخول الى غزة،ورد المساعدات القطرية بحجج واهية. واذا كان الامر بالقتال وفتح المعبر للسلاح فلماذا لم يتم مهاجمة الاردن من قبل الاعلام والمواطنين العرب والتى هى على حدود الصهاينة ويربطها بالاحتلال معبر؟

hashim Hussein - الخيانة لها وجه واحد
كما كتب أحدهم يوم أمس في القدس فالخيانة لها وجه واحد وإن تبدى في عدة صور ... الكلام الذي كتبه الصحفي في البديل قصد به السخرية ولكنه كبد الحقيقة فقد تعبت مصر من الحروب من أجل فلسطين خاصة وإن نتيجة حروبها كانت ضياع ما تبقى من فلسطين ثم ضياع سيناء والجولان واستعادة سيناء بشروط خير منها الاحتلال ولكن أن تتعب مصر لا يعنى أن تتنكر لشهدائها وتاريخها وتكون عقبة أمام من يدعو لتحرير فلسطين وإلا فيحق لنا أن نسمي هذا بالخيانة

الحاكم المصري - الحاكم المصري
إذا كان يعتقد النظام الحاكم المصري وحبت الشرامذة الذين يلقون بالتهديدات والوعيد لأهالي قطاع غزة .بأن أهل غزة هم الشعب المصري واهم وبل هو يحلم وحلمه كحلم إبليس بالجنة وبل هو يرى السراب فعلا وحقيقة ماء .مع إحترامي للشعب المصري وبساطته ولكن هناك فرق بيننا وبينهم فنحن بدون مفاخرة ومكابرة ولدنا من رحى الموت لا نخشي أحد وكرامتنا فوق كل شيء وإسأل التاريخ أقولها لك من واقع أنا عشته نحن لا يجمعنا الطرب ولا يفرقنا العصى كما عهدتم الشعب المصري فنحن يجمعنا الموت وعصانا أكبر وأقوى وأشد من عاصاكم .إن كنت تطلقون كلاما وهباءا منتثور فنحن نطلق أفعالا وإسأل التاريخ عن ألوية الناصر صلاح الدين وأساله عن القسام وأسال إسرئيل عنا وإن كان كبرك العمر يا مبارك قادك للجنون فأسال عمر سليمان ماذا قال عندما وجه له سوال لمدة رفضتم إرسال خمس مائة ضابط مصري لتدريب جيش أنطوان لحد محمود عباس إسألوا الإعلام ماذا أجاب قال كي نستلمهم في أكياس ثاني يوم

حسين .الجزائر - المسيحيون يطالبون الفلسطنيين .........
حركة المقاومة الإسلامية حماس بقيادة محمود الزهار وإسماعيل هنية أقوى من هذه المؤمرات الرخيسة التي يقوم بهاالنظام المصري

سهيل اليماني-صنعا - بالمختصر
التحيه لشعب مصر العظيم ولمواقف مصر عبد الناصر رحمه الله تجاه العرب0أتابع وسائل الاعلام الرسميه المصريه وهي تغطي العدوان الصهيوني علي الشعب الفلسطيني ولسان حالها يقول(كاد المريب ان يقول خذوني)



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !