استهدفت مجموعة مسلحة نقطة أمنية مصرية مساء يوم السبت 11/8/2012م، وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة عشر جندياً مصرياً وجرح سبعة آخرين، وقام المهاجمون بالاستيلاء على مدرعتين عسكريتين وقاموا باقتحام الحدود الإسرائيلية، وحسب الرواية الإسرائيلية أن طائرة إسرائيلية قصفت المدرعتين وقتلت سبعة من المهاجمين.
وهذا يطرح تساؤلاً حول هوية الجهة التي تقف خلف الهجوم الإرهابي...؟
ربما أتوافق إلى حد كبير مع السيناريو الذي يقوم على أن إسرائيل هي العقل المدبر الذي يقف خلف العملية بأدوات مصرية وفلسطينية وتحت مسميات وهمية تنسبها لتيارات إسلامية جهادية تكفيرية، والإسلام منها براء.
وما يجعل وقوف أجهزة المخابرات الإسرائيلية خلف العملية الإجرامية أمراً وارداً، هو حسابات الربح بالنسبة لإسرائيل من وراء تلك العملية وهي بالمناسبة كثيرة، ومنها:
1- زعزعة الاستقرار في مصر، والبقاء على حالة الضعف المؤسسي والترهل الأمني مما يعيق المشروع النهضوي لمصر الذي يقوده الرئيس مرسي وخاصة في منطقة سيناء.
2- قد يشكل جهاز المخابرات الإسرائيلية خلايا جهادية تعمل بإمرته ويقودها أحد العملاء بتجنيد مجموعة من الشباب المضلل فكرياً، للقيام بتلك العملية وقد تكون تلك الخلايا خرجت من قطاع غزة، وهذا يحقق لإسرائيل إفشال نتائج زيارة إسماعيل هنية لمصر والتي تمخض عنها اختراق مهم في ملف الحصار على قطاع غزة، وبذلك تكسب إسرائيل من وراء ذلك إعادة الحصار وتدمير الأنفاق ووقف تهريب السلاح للقطاع، وإثارة حالة من العداء بين الشعبين الشقيقين المصري والفلسطيني.
3- ضرب موسم السياحة في محافظة شمال سيناء، بل في جميع محافظات الجمهورية لصالح السياحة في إسرائيل.
4- خلق رأي عام مصري ضاغط على الحكومة المصرية لكبح جماح الجماعات المتطرفة التي تقوم بتفجير خطوط الغاز وتهديد المنطقة الحدودية الممتدة بين مصر وإسرائيل.
5- لفت الأنظار عن الحراك الاجتماعي الذي يدور في إسرائيل وأسفر حتى اللحظة عن حرق مواطنين إسرائيليين أنفسهم ويشكل ذلك تهديد لمستقبل الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتانياهو، ومن خلال تطور الأحداث الأمنية على الحدود الجنوبية لإسرائيل فإن حدة الحراك الشعبي تتراجع.
6- خلق ذرائع ومبررات للتدخل الأمني في منطقة سيناء مستقبلاً.
وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمية، تبقى هناك مسئولية وطنية ملقاه على الجميع من أجل إعادة صياغة العلاقات الأمنية المصرية الفلسطينية بما يحقق الاستقرار والأمن المشترك، لأن انعكاسات تلك العمليات تؤثر على الجميع، وبذلك لابد من مراحل متقدمة من التنسيق الأمني بين الأشقاء في مصر وفلسطين لمعالجة تلك الظواهر الطارئة على مجتمعاتنا، بدلاً من الحملات الإعلامية التي تقودها جهات مشبوهة للتحريض على كل ما هو فلسطيني، فالمصاب جلل على المصريين وعلى الفلسطينيين لطبيعة العلاقات التاريخية والحضارية والثقافية والاجتماعية التي تربط الجانبين المصري والفلسطيني.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)