قام متطرفون يهود باقتحام استفزازي للاقصى لإخراج المعتكفين فيه منذ السبت الماضي، فيما واصلت قواة الاحتلال منع المقدسيين وفلسطينيي ال 48 من الوصول إليه لمن تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً، بينما استقدمت مرتزقة من “المسيحيين الصهاينة لدعمها في تهويد المدينة. وعززت قوات الاحتلال انتشارها المكثف بآلاف من عناصر شرطتها وممن يسمون “حرس الحدود” في شوارع وطرقات وأحياء وبوابات البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى وحائط البراق. واندلعت مواجهات في عدد من أحياء المدينة القريبة من أسوار القدس، مثل أحياء جبل الزيتون وراس العامود ووادي الجوز، رشق خلالها طلبة المدارس جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، بينما أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية، خاصة وان الدراسة تعطلت في العديد من المدارس بسبب إجراءات الاحتلال.
وقام الآلاف ممن يسمون “المسيحيين الإنجيليين” القادمين من جميع أنحاء العالم بمسيرة في المدينة للتعبير عن دعمهم ل “إسرائيل” بمناسبة عيد المظلة اليهودي. وقالت الانكليزية روزي سميث التي غطت جسدها كله بالعلم “الإسرائيلي” ل “فرانس برس” “يجب ان يدرك الناس أن الأرض المقدسة أعطاها الله لليهود. ونحن مسيحيون مؤيدون ل “إسرائيل””. وكان المطران عطا الله حنا قد أكد أول أمس براءة المسيحية من هؤلاء الذين وصفهم بأنهم مسيحيون صهاينة.
ودعت الهيئة الإسلامية العليا في القدس الفلسطينيين القادرين إلى الوصول إلى الأقصى إلى مواصلة “شدّ الرحال إليه للدفاع عنه والحفاظ عليه”. وأكد مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين أن ما يجري في القدس هو احتلال جديد في ظل تحويلها لمدينة مشلولة ومغلقة ومليئة بالحواجز فيما تكتظ أبواب الأقصى بقوات الاحتلال. وأوضح خلال لقاء مع عضو “الكنيست” مسعود غنايم من الحركة الإسلامية الشق الجنوبي داخل أراضي 48 أن كل ما يريده الفلسطينيون هو ممارسة حريتهم في الصلاة والعبادة في “الأقصى. وتابع إن قوات الاحتلال اعتدت على الناس والمصلين والمرابطين داخل الحرم ومحيطه، وطالب بفك الحصار وإتاحة المجال للمسلمين للوصول إلى الأقصى والصلاة فيه. وقال غنايم إنه وصل الأقصى بصعوبة بعد أن عبر الكثير من الحواجز، رغم أنه عضو “كنيست”. وقال “إن حلم الجماعات اليهودية هو تدمير المسجد الأقصى”.
ووصف رئيس دائرة شؤون المفاوضات وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.صائب عريقات، ما تقوم به “إسرائيل” في القدس المحتلة بأنه “إشعال الكبريت”. وحذر من أن “الوضع خطير جداً”. وأكد أن المسجد الأقصى نقطة الاشتعال المستمر.
وقال نائب رئيس الوزراء “الإسرائيلي” سيلفان شالوم للإذاعة “الإسرائيلية” إن “المعركة بدأت لفرض السيادة على القدس وبشكل خاص جبل الهيكل”، التسمية التي تطلقها “إسرائيل” على المسجد الأقصى. ودعا الى حظر الحركة الإسلامية في الداخل واعتقال رئيسها الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال الخطيب. وقال للإذاعة “الإسرائيلية”، إن الحركة الإسلامية تعمل على تحريض الجماهير العربية وان السلطة تنضم إليها للسيطرة على القدس.
وفي وقت لاحق، اعتقلت شرطة الاحتلال رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح في القدس المحتلة واقتادته إلى التحقيق.
وكرر جهاز المخابرات “الإسرائيلي” (الشاباك) تحذيراته من نشاط حثيث تمارسه السلطة “للسيطرة” في القدس. ونقلت صحيفة “يديعوت” اليومية “الإسرائيلية” عن مصادر في “الشاباك” قولها إن نشاط السلطة ليس سياسيا وحسب، بل هي ضالعة في الحياة الاقتصادية وفي التغلغل الخفي لأجهزتها الأمنية في المدينة، وفي إبعاد رموز “إسرائيل”” عن المدينة
التعليقات (0)