مواضيع اليوم

من يصدق أكاذيب المعارضة السودانية؟

مصعب المشرّف

2010-05-01 07:46:32

0

من يصدق أكاذيب المعارضة السودانية؟

كأفراد ومواطنين منضبطين بسطاء وبعيدين كل البعد عن الأجندة الحزبية الضيقة للحاكمين والمعارضين المنهجيين الملتزمين ، والأطماع المادية الرخيصة وشبهات التكسب الحرام من وراء السياسة والوظيفة العامة . وحيث لا يهمنا في المقام الأول سوى مصلحة السودان. ولا نرغب سوى في وجهه . فإنه يتوجب على كافة منسوبي الأحزاب والمنتمين إليها وأولئك الذين نصبوا أنفسهم وبمحض مزاجهم الخاص قادة لما يسمى بتنظيمات المجتمع المدني المجهولة الأصل ؛ الإحاطة بالآتي:

1) أن لا يتوقع أحد من الأحزاب كافة ؛ أوالمرتزقة في تنظيمات المجتمع المدني . أن عامة الشعب غبي وأمّي وعاطفي مندفع ومجرد قطيع . أو يظنون أنهم وحدهم الفهلوية والأذكياء الذين يبيعون الهواء في زجاجات فارغة ويلعبون بالبيضة والحجر.

2) وإتساقا مع أعلاه فإنه يجب على هؤلاء بمن فيهم ما يسمى يتنظيمات المجتمع المدني أن لا يتوقعوا أنهم قادرين على توجيه الرأي العام شمالا ويمينا وفي الإتجاهات الأخرى المتبقية وفق ما يحلو لهم ويرضي اسيادهم ومخدميهم ، ويملأ جيوبهم وخزائنهم ومطابخهم وأيدي نسائهم وصدورهن بالحلى والمشغولات الذهبية أو يلف أجسادهن بفاخر الفساتين والتياب على قفا ما يعتقدون أنها "سـذاجة" شعـب.

3) ومن ثم فإنه يُـثار في وجه البعض من هؤلاء الذين كانوا يخططون لإنتفاضة شعبية مستنسخة من أبريل 85م . ثم جنحوا حين فشل مخططهم إلى لطم الخدود والصراخ والعويل وشق الجيوب موزعين الإتهامات بالتزوير ذات اليمين وذات اليسار ....

عليه فإنه يثار في وجه هؤلاء الأسئلة والتساؤلات الآتية:

أ‌- أنه إذا كان البعض من أعمدة المعارضة قد إنسحبوا من الإنتخابات على كافة صورها وأشكالها فلماذا يعودون الآن ليتهموا المفوضية بالتزوير؟ .........

ب‌- ماذا ستزور المفوضية ! ....... هل تــزوّر الفراغ ؟؟

على أية حال فإنه وإذا كانت المعارضة الشمالية والحركة الشعبية تتحدث بأدبارها ؛ فعليها أن تعلم أن الشعب يفكر بدماغه.

الإتحادي الديمقراطي الأصل:

من ناحية أخرى وحيث خاض الحزب الإتحادي الديمقراطي الخديوي الأصل الإنتخابات ؛ فإننا ومن صفوف المصاطب الشعبية نرغب أن نذكّر الناسي والغافل بأن التاريخ المعاصر الموثق يؤكد أن "حزب الشعب الديمقراطي" (المسمى السابق للإتحادي الديمقراطي الخديوي الأصل) التابع للطائفة الختمية ومصر. والذي كان برئاسة "علي عبد الرحمن" على عهد السيد "علي الميرغني" ..... هذا الحزب لم يكن من أحزاب القمة التي تتنافس على المقدمة طوال مسيرتها في ظل الديمقراطيات السودانية الثلاث .......
تاريخ السودان المعاصر يشهد بأن "حزب الأمة" على عهد السيدين عبد الرحمن المهدي والصديق المهدي وكذا "الحزب الوطني الإتحادي" بزعامة الأزهري والشريف حسين الهندي ؛ كانا دائما فرسان الرهان في كافة الإنتخابات السودانية التي جرت وفق النظام السياسي الديمقراطي الليبرالي سواء قبيل الإستقلال وبعده .
وكذلك إستمر الحال حتى بعد إنقسام حزب الأمة إلى جناحين ثم عدة أجنحة عقب ثورة أكتوبر 1964م وبعد إنتفاضة أبريل 1985م على التوالي .......
ثم وأنه لولا إتحاد "حزب الشعب الديمقراطي" مع "الحزب الوطني الإتحادي" لمواجهة حزب الأمة في حياة الزعيمين الأزهري والشريف حسين الهندي قبيل إنقلاب مايو 1969م ؛ لما ذاق الشيخ "علي عبد الرحمن" أو أي من زعماء حزب الشعب الديمقراطي الآخرين طعم الوزارة أو الوكالة أو السفارة....

المرحوم إسماعيل الأزهري

وبالطبع ما كان الحزب الوطني الإتحادي بزعامة الأزهري والهندي ليلجأ إلى الإتحاد مع هذا الحزب الطائفي السافر بديلا عن التحالف الغير معلن معه ، إلا خوفا منهما أن يفوز إمام الأنصار وقتها "الهادي عبد الرحمن المهدي" برئاسة الجمهورية بعد نذر التقارب التي لاحت في الأفق مع إبن أخيه غير الشقيق "الصادق الصديق المهدي" زعيم حزب الأمة جناح الصادق وقتها.... حزب الأمة القومي لاحقا.

المرحوم السيد علي الميرغني

وبناءا على ما ذكر من حقائق تاريخية معاصرة داحضة دامغة ؛ فإنه وإذا كان هذا هو حال الحزب التابع للدائرة الميرغنية الختمية. وخلال حياة زعيمها الكاريزمي المقدس المرحوم علي الميرغني .... أيام كان عامة الشعب وأتباع الطوائف من الأميين والبسطاء وأنصاف المتعلمين خاصة يحملون في أعماق وجدانهم قناعات لا تتزعزع بقداسة زعماء الطوائف وخلفائها وشيوخها وكهنتها في الشمال ؛ فماذا سيكون حاله الآن وسط القواعد الشعبية والجماهيرية السودانية من الأجيال الجديدة؟
كيف يكون حاله الآن بعد أن تغير الحال على هذا النحو الذي عليه الآن من زيادة نسبة التعليم وثورة المعلوماتية وخبرات الإغتراب والهجرة والفضائيات وستة عشر عاما من حكم جعفر نميري ثم عشرين عاما إضافية من حكم الإنقاذ . ونشأة أجيال جديدة لم يسمع معظمها بحزب الشعب ولا تعرف الكثير عن محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي والهندي ناهيك عن آبائهم وأجدادهم؟
وبحسبان أن رئيس حزب الشعب الديمقراطي(علي عبد الرحمن) كان هو الآخر كاريزميا من مشاهير ومؤسسي مؤتمر الخريجين قبل الإستقلال ولم يفلح رغم ذلك في وضع حزبه في المقدمة التي يمكن أن تنفرد وحدها بتشكيل وزارات ...... فهل يأتي "حاتم أفندي السر" الآن ليقنعنا أنه كان بالإمكان أو الظن والخيال أن ينتخبه الشعب لرئاسة الجمهورية . أو أن يصوت لقائمة الإتحادي الديمقراطي الخديوي الأصل في كافة الأشكال الأخرى من ولائية ومركزية؟........
حقاً وصدق من قال: "رحم الله إمريء عرف قدر نفسه".

في معسكـر الحركة الشعبية:

وفي أدغال الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان لاحظنا خروج نفس الإدعاءات من أفواه الجنوبيين وخداديمهم الشماليين من أمثال ياسر عرمان وغيره من المضحوك عليهم والضالين ......
خرجت هذه الإدعاءات بالتزوير في الشمال .... أو كأنّ الإنتخابات التي جرت في أدغال وغابات ومستنقعات وأوحال وأكواخ الجنوب الكائن في حلق أفريقيا السوداء وعلى مرمى حجر من خط الإستواء . وشارك فيها شعبه ذو الأغلبية الأمية الكاسحة على وقع طنين الباعوض وذبابة التسي تسي وفتك الأوبئة وأمراض الإيدز والملاريا والبلهارسيا والنوم .... وزكام روائح أصناف خمور العرقي وأبخرة المريسة ودخاخين الكجور والبنقو ؛ وَيْكَأنّ هذه الإنتخابات قد جرت على نسق ما يجري في لوس أنجلوس وناطحات نيويورك ووفق معايير الشبكة العنكبوتية وإستطلاعات ألـ TIME وكاميرات ألـ CNN وتقنيات وشفافية إنتخابات مجلس العموم البريطاني ، والكونغرس والرئاسة الأمريكية ، ومن حيث ندري ولا ندري..........

وهل تستطيع الحركة الشعبية إدعاء النزاهة والشفافية والعفاف بعد أن فبركت فوز رئيسها سيلفاكير بنسبة 92% المضحكة؟ .... هذه النسبة التسعينية النمطية التي كنا نظن أن بعض الرؤساء العرب هم وحدهم الذين ينفردون بتحقيقها.
لو فرضنا جدلا أن نسبة البقرة الضاحكة هذه صحيحة ؛ فالتفسير الوحيد لذلك هو أن قبيلة الدينكا وحدها هي التي إشتركت في التصويت بولايات الجنوب.
إن على الحركة الشعبية أن تستر عورتها الأمامية المغلظة أولاً ؛ قبل أن تحاول كشف عورات الآخرين الخلفية .... وأنها يجب أن تتعامل وفق المثل القائل: "إذا كانت بيتك من زجاج فلا تقذف الناس بالحجارة".
..................
وطالما أنهم يقولون أن الإنفصال قادم والحاضر يحدث الغائب؛ فالأولى لهم فيما تبقى من شهور قبيل "الإستقلال" رسميا عن الشمال ؛ الأولى لهم أن يهتموا بأنفسهم ويلتفتوا إلى أحوالهم وتوتراتهم الداخلية ولم شتات شملهم القبلي ، ويتفرغوا للإعداد لواقعهم الجديد بعد زوال القاسم المشترك الأعظم "الممثل في العداء للشمال" الذين كان يوحّد بينهم . وذلك بدلا من قتل أوقات فراغهم في نفث سمومهم وبث أحقادهم تجاه الشمال الذي أعطاهم ظهره منذ أمد بعيد وطلقهم بالثلاثة ولسان حاله يردد: " إنشاء الله في 60 "....... والله معانا ما تغشانا.

نـُـكــوص المفعـوص الأمريكي :
وللرد على المبعوث الأمريكي للخرطوم الجنرال المتقاعد إسكوت غريشون . فإنه يجب ملاحظة أن هذا "المفعوص الأمريكي" بات يلعب مؤخرا على الحبلين ويتعامل بوجهين .... فهو في الخرطوم يشيد بالإنتخابات ؛ ثم ينقلب إلى أهله في الولايات المتحدة ليهرطق ويزندق وفق "معايير" المحافظين الجدد وتلمود الصهاينة ......

إسكوت غريشون ..

إذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ..... فهي الشهادة لي بأني كامل

أمام تجمع لمواطني دولة السودان الجديد (الجنوبيين حاليا) في الولايات المتحدة زعم إسكوت غريشون أن الولايات المتحدة تعلم أن الإنتخابات مزورة ولكنها تقبل بنتيجتها رضوخا لأجل إستقلال الجنوب ..... هو العذر الأقبح من الذنب إذن ..... أو كأنّ الشمال يبكي ويندعك بالتراب حزنا وكمدا على إنفصال هذا الجزء الغريب الوجه واليد واللسان عنه .....
ودون إطالة فإننا نقول له:- "أن الأحرار الشرفاء الأغلبية من أهل الشمال يرتضون بنتيجة هذه الإنتخابات ، ويطيرون بها فرحا طمعا وأملا في إتمام إنفصال الجنوب رسميا . وزوال هذا الصداع النصفي عن الرأس الشمالي وإلى الأبد".
وحبذا لو جرى هذا الإستفتاء تحت الإشراف المباشر للأمم المتحدة حتى لا يخرج علينا في الشمال بعد سنين سياسي حزبي أو صاحب بيان رقم (1) مزايدا ً في الفراغ وجاعلاً على رأس أجندته الإنتخابية أو مبرراته الإنقلابية الجوفاء ، أوهام وأحلام "إعادة وحدة الشمال والجنوب" ليدغدغ بها أحاسيس البعض.
نريد لهذا الإنفصال أن يكون فوراً ونهائياً لا رجعة فيه وإلى الأبد.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات