مواضيع اليوم

من يسرق فعلاً الثورة السورية

Hatem Dawoud

2012-12-28 21:19:47

0

 بعد ان قامت الولايات المتحدة و العديد من الدول بالاعتراف بإئتلاف قوى المعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري ، خرجت علينا ابواق القاعدة بفرية تدعي ان الولايات المتحدة و الغرب يحاولون "سرقة الثورة السورية". دعونا نراجع بعض الحقائق التي يعرفها الجميع لتبيان حقيقة من يحاول فعلاً ان يسرق الثورة السورية و يجير زوراً نضال الشعب السوري لصالحه.
لقد شددت الولايات المتحدة و المجتمع الدولي دوماً على اهمية ان يقرر الشعب السوري مصيره و ان لا يملي عليه احد اي شيء، فهذا اصلاً ما قامت الثورة السورية من اجله ، من اجل حرية و كرامة الشعب السوري. و قد ايدنا مطالب الشعب السوري منذ البداية فكان السفير الامريكي في سوريا بين صفوف المتظاهرين في حماة و قام بزيارة مراسم عزاء الناشطين السوريين مثل غياث مطر للتعبير عن تضامنه مع الثورة و الثوار السوريين المطالبين بحقوقهم الديمقراطية المشروعة. فما كان من نظام الاسد الذي ثار غضبه بسبب هذا الموقف الداعم من قبل الولايات المتحدة لتطلعات الشعب السوري المشروعة الا بمهاجمة السفارة الامريكية بمجموعة من شبيحته و لعدة مرات حتى تم اغلاق السفارة الامريكية في دمشق. مع هذا استمر دعم الولايات المتحدة للثورة السورية سياسياً و مالياً و انسانياً حتى وصل الأن حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للشعب السوري في الداخل و الخارج الى اكثر من 250 مليون دولار.
في نفس الوقت، بدأت تتدفق جماعات متشددة تحت مسمى ( جبهة النصرة لأهل الشام) على سوريا و هي تعلن ولائها علانية لتنظيم القاعدة الارهابي و يقودها عناصر من تنظيم القاعدة في العراق من امثال ابو دعاء و غيرهم من الارهابيين الذين كان نظام بشار الاسد الداعم للأرهاب يسهل مرورهم الى العراق ليقتلوا و يخربوا و يفجروا هناك. فجاء هؤلاء و معهم مجموعة من مرتزقة القاعدة من الاجانب و غير السوريين لينفذوا اجندة القاعدة على حساب الشعب السوري و الثورة السورية و مطالبها المشروعة.
فكانوا في الحقيقة نصرة لبشار الاسد الذي استغلهم كذريعة لقتل عشرات الالاف من ابناء شعبه و تهجير مئات الالاف منهم و قصف المدن السورية بالطائرات و المدفعية و الصواريخ. و في الوقت الذي كان الجيش السوري الحر قد انبرى للدفاع عن المدنيين و مدنهم و تأمين مظاهراتهم من هجمات نظام الاسد و الشبيحة ، وجدنا مرتزقة القاعدة يلجؤون الى نفس اساليبهم القذرة من تفجيرات في اماكن عامة وسط المدنيين و داخل المدن بشاحنات كبيرة مملوئة بالمتفجرات لا تفرق حين تنفجر بين من هو شبيح و من هو طفل رضيع او مدني على مقربة من مكان التفجير. و لا تهتم ان كان التفجير في الشارع او يستهدف مستشفى. هذا فضلاً عن تشويه سمعة الثوار السوريين و الثورة السورية النبيلة من خلال ارتكاب الجرائم كالاعدامات الجماعية و القتل الذي يمارسوه هؤلاء المرتزقة الاجانب بشكل اعمى بحق ابناء سوريا من مختلف الفئات و الطوائف.
هنا يحق لكل مراقب موضوعي ان يطرح بعض الاسئلة و الاجوبة عليها معروفة، ليعلم من فعلاً يحاول ان يسرق الثورة السورية و تضحياتها. هل ان من يدعم حق الشعب السوري في تقرير مصيره و اعترف بالإئتلاف كممثل شرعي للشعب السوري و دعمه سياسياً و مالياً هو من يحاول سرقة الثورة ام الاغراب الذين رفضوا ارادة الشعب السوري و رفضوا الاعتراف بإئتلاف قوى المعارضة السورية و وصفوا اعضائه بالعملاء و رئيسه بالـ ( رويبضة) هم من يحاولون سرقة الثورة من اهل سوريا؟
هل السوريون الذين يطالبون بحقوقهم و تقرير مصيرهم و يضحون من اجل بلدهم اولى بهذه الثورة ام مرتزقة القاعدة الذين نسمع يومياً بسقوطهم في سوريا بعد ان جائوا اليها لتطبيق اجندة القاعدة ؟
فهل ان عبد الملك الأحسائي الذي جاء من افغانستان الى سوريا جاء لأجل ان ينعم اهل سوريا بالحرية و حقوقهم الديمقراطية و في ان يختاروا هم من يحكمهم؟




ام هل ان عبد الله عبد اللطيف الحسن جاء الى سوريا ليعزز وحدة الصف السوري و يمنع الفتن بين طوائف و اديان و قوميات سوريا التي تنشط القاعدة دوماً على اثارتها ليستمر القتل و سفك الدماء بين ابناء البلد الواحد؟




لا بل هل ان نعمان ديمولي الذي جاء من كوسوفو او سعيد القحطاني اولى بالثورة السورية من غياث مطر الذي قدم حياته لأجل حرية و كرامة سوريا او اولى من اهل سوريا الذين ضحوا و لازالوا يضحون لأجل بلدهم؟






و اخيراً يخرج علينا زعيم جبهة النصرة بخطاب صوتي و بلهجته العراقية التي لا يخطأها احد بينما يسمي نفسه او محمد الجولاني زوراً و يدعي زوراً بان الولايات المتحدة تحاول سرقة الثورة بينما يطلب هو من السوريين ان يحسنوا معاملة مرتزقة القاعدة الاجانب، الذين جائوا لتنفيذ مخطط القاعدة في سوريا، او على حد وصفه ( المهاجرين).
نعود و نكرر ان الشعب السوري قدم الكثير من التضحيات الغالية من ابناء شعبه لأجل الكرامة و الحرية و حقوقه الديمقراطية و لأن يكون هو سيد نفسه و لا تفرض عليه سياسات او ايديولوجيات قائمة على العنف و تكميم الافواه و كبت الحريات و الاراء فقد اكتفوا من ذلك تحت حكم الاسد و قد ان الاوان لهم ليعيشوا حياة حرة كريمة و يعبروا عن رأيهم بحرية و يمارسوا حياتهم بكرامة بعيد عن القهر و القمع و فرض الرأي بحد السيف و الذي هو من العلامات المميزة للأنظمة القمعية مثل نظام الاسد و نظام طالبان الذي تمجده القاعدة و تعتبره نموذجاً مثالياً للحكم. فهل قامت الثورة السورية لتستبدل مجرم و ارهابي مثل بشار الاسد بمجرمين اشد منه قمعاً و ارهاباً كالملا عمر الذي ينشد له المقاتلين الاجانب من شرفات بلدة بنش او الظواهري خليفة المجرم اسامة بن لادن؟ نعتقد ان الجواب واضح و تاريخ القاعدة في العراق و افغانستان و الصومال و اليمن و مالي و باقي ارجاء العالم خير دليل على ما نقول. فليس العاقل من يجلب الدب الى كرمه . فعلى الشعب السوري ان يعمل بالقول العربي (لا تربط الجرباء جنب صحيحة خوفا على تلك الصحيحة تجرب).

فريق التواصل الالكتروني 

وزارة الخارجية الامريكية.
http://www.facebook.com/DigitalOutreachTeam 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !