تاريخ النشر: الخميس 23/6/2011م الساعة 12:35م
مازالت وسائل الإعلام تتناول تتبعات قرار اللجنة المركزية لحركة فتح بقرار فصل محمد دحلان من الحركة، الحدث الذي أثار ضجة إعلامية واسعة وحراك داخل الكادر الفتحاوي في الأقاليم المختلفة والمنتشرة في ربوع الوطن ، لتعيد النبض من جديد في حياة هذا الكادر للحفاظ على ما تبقى من روح في ذاك الجسم العريق، وعلى الرغم من التخطيط المبرمج من قبل الحاقدين وأصحاب الفتنة الداخلية لحركة فتح والمتمثلة في بعض شخوص حسبت على حركة فتح ومقربة من سيادة الرئيس محمود عباس، إلا أن الكادر ما زال ينظر بعيون ثاقبة لمجريات الأمور وتتبعات ذاك القرار.
حيث تعرضت كوادر من حركة فتح متواجدة برام الله من قطاع غزة إلى ضغوطات مهينة ومجحفة بحقهم، فمنهم من تعرضا لاعتقالات وتصنيفات ومراقبات وتحقيقات من قبل بعض القيادات المستثمرة لتلك الأزمة والمتنفذة في مكتب الرئيس عباس وآخرين من ، وهذا مما يسيء لسلوك وتصرف تلك الفئة على مستوى أخلاقيات حركة فتح ، ولم يقف الأمر على ذلك بل تعداه إلى قيام حماس وبتوجيهات الرئيس من خلال تعميم داخلي وصل لحماس – مصدر خاص - بقرار منع ومحاصرة أي نشاطات تدعم محمد دحلان في قطاع غزة تحت شعار انه فاقد للشرعية وغير رسمي في حركة فتح، وفي حال خروج أي احتجاجات تدعم دحلان سيتم حصر أسماء المشاركين بعد اعتقالهم ورفع أسمائهم لمكتب الرئيس لاتخاذ اللازم بقطع رواتبهم، فيما يتم السماح فقط للنشطاء المؤيدين لابومازن في التمثيل الشرعي في قطاع غزة .
ومن جهة أخرى شن الحاقدون ضد دحلان أبشع الحملات الإعلامية من خصومه سواء من حركة حماس والمقربين من الرئيس عباس وبعض العاملين في وكالات أجنبية بقطاع غزة ، كما رصدت الموازنات الضخمة والأموال الطائلة للنيل منه وتشويه صورته والتأثير علي محبيه، وقد وصل الأمر إلى تلفيق بيان مدسوس يحمل توقيع كتائب شهداء الأقصى والذي يطالب بمصادرة أموال محمد دحلان واعتقاله وملاحقة عدد من كوادر الحركة الموالية له على حد تعبير البيان المزعوم، هذا وقد نفت كتائب شهداء الأقصى في فلسطين الجناح العسكري الرسمي لحركة فتح في بيان لها صلتها بالبيان المدسوس الذي صدر لهذا اليوم ، وحذرت بشـدة وسائل الإعلام من التعاطي مع هذه البيانات المدسوسة التي تحمل إسم الكتائب والتي يسعى بعض الأطراف من خلال إصدارها إلي تأجيج الساحة الفتحاوية وتوسيع دائرة الخلاف الداخلي مطالبة كافة المواقع الإلكترونية الفلسطينية بالإلتزام بأخلاق المهنة الإعلامية السامية.
هذا وتقدم جميع أعضاء المجلس الثوري من قطاع غزة مذكرة احتجاج ضد قرار مركزية فتح بفصل الأخ محمد دحلان من الحركة، كون أن هذا القرار يتعارض مع الأسس القانونية والنظام الداخلي للحركة ، وأنه لا صلاحيات للجنة المركزية بفصل أعضائها وأن هذه الصلاحية حصرية للمجلس الثوري للحركة حسب النظام، حيث أن قرار المركزية الذي جاء بموافقة ثلاثة عشر عضواً فقط هو أقل من ثلثي أعضائها ، وطالب أعضاء المجلس الثوري من قطاع غزة بتجميد القرار فوراً لحين انعقاد المجلس الثوري.
إن الرهان الذي اتخذه بعض أعضاء من اللجنة المركزية وبعض المقربين من الرئيس عباس بالوشاية وبشكل ممنهج ومنظم لقمع شعبية دحلان ومحاصرته وتشويه صورته عبر إلصاقه التهم بين الفنية والاخري وتجريده من حركة فتح ، هو رهان خاسر سوف ينعكس سلبا على حركة فتح وعلى مدى ثقة الكادر الفتحاوي في أعضاء تلك اللجنة حالما تتكشف الأمور، وأن المستقبل لهذه الحركة الفتية هو مستقبل الجيل الصاعد.
فبرسالته البسيطة لكل من يريد أن يغادر الحركة الفتحاوية بصمت وحفظ ماء الوجه سواء بقراره لعدم الترشح من جديد لعضوية لجنة مركزية أو لمجلس ثوري أو وطني أو رئيس وزراء أو حتى رئيس دولة، عليه أن يبقي الحالة الفتحاوية كما هي لا أن يبعثر أوراق قديمة عفى عليها الزمن ، ومجال فتحها ما هو إلا مضيعة للوقت والجهد الفتحاوي .
فالأجدر كان لهذه اللجنة المركزية ولرئيسها الأعلى أن تلقي جهدها وثقلها على واقع قطاع غزة بعد انقلاب حركة حماس، لا أن تفضل صامتة لتجني ثمار 4سنوات لهذا الصمت ، إن الكادر الفتحاوي يثمن جهد كل الأعضاء الذين وقفوا إلى جانهم أهلهم بقطاع غزة ، غير متناسين لكل من وقف منذ اللحظات الأولى ولحتى الآن إلى جانبهم ، ولا يهتموا كثيرا لمن يريد أن يتعافي بشعبيه قطاع غزة له في فترات المصالحة الأخيرة ليبرز له مكاناً بين عمالقة الفتح، لذا الكادر الفتحاوي لا يريد أن تتجه الأمور للأسوأ فهو حريص على وحدة أبناءه في كل مكان ، لهذا وفقاً لرؤيته وتوجهاته بأن الأخ محمد دحلان يعتبر إحدى أهم مكونات ذاك الجسد الفتحاوي فكفى طعنا بشعبية هذا القائد فهذه الطعنات التي يتلقاها الكادر الفتحاوي تزيده قوة وإصرار على التمسك به.
التعليقات (0)