علي جبار عطية
يقال عن موريتانيا انها بلد المليون شاعر ربما للدعابة أو تعبيراً عن كثرة الشعراء فيها وما ادرانا نحن بصحة هذا المدعى وقد تعلمنا ان العراق هو بلد الشعراء والنخيل مثلما تعلمنا ان بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان قبل ان تعرف ان الوطن قطعة ارض يعيش عليها أناس تجمعهم صفات مشتركة حسب كتاب الجغرافية! ويقال عن الجزائر انها بلد المليون شهيد وقد اكتسبت هذه الصفة لتقديمها ضحايا في حرب التحرير للخلاص من الاحتلال الفرنسي لكنها بعد التحرير شهدت مظاهرات ترفع لافتات (عربت خربت)!!
أما العراق فهو مرشح لصفة بلد المليون اعلامي وخاصة بعد اقرار منحة الصحفيين والأدباء والفنانين.
فرغم انها انجاز يحسب لنقابة الصحفيين العراقيين ونقابة الفنانين واتحاد الادباء والكتاب في العراق ببركة دماء شهداء الكلمة فانه وعلى الطريقة العراقية في تسفيه الانجاز زحفت الالاف لتحصل على هوية نقابة الصحفيين حتى قال السيد النقيب قبل نحو شهرين انه لو فتح المجال للانتماء من دون ضوابط لأصبح نصف الشعب العراقي اعضاء في نقابة الصحفيين!
وحدثني أحد الاعلاميين ان النقابة محتارة في المؤسسات الصحفية التي لاتحترم نفسها وتزج باسماء الاداريين وموظفي الخدمات كعناوين صحفية؟ تذكرت أحد الصحفيين الذي استخرج هوية من(نقابة مريدي) تفيد انه (معلم) لتفادي السيطرات الوهمية سنوات صعود الوباء الطائفي وقفز الى ذهني البيت الشعري أنا في الحرب ما جربت نفسي
ولكن في الهزيمة كالغزال !
ونعود الى المنحة أو المحنة التي اشترط الحصول عليها استخراج البطاقة الذكية وقد تطلبت مني مراجعة مصرفين ثلاث مرات فشلت في مرتين ونجحت في الثالثة وقد حدثت مفارقات خلال هذه المراجعات فحسب نظام الدور فان الموظف المسؤول ينجز معاملة المراجع بخمس دقائق وهو يراعي انجاز معاملة لاعلامي ثم ارملة أو متقاعدة فاذا اشتغلت العلاقات الشخصية وانجز معاملة شخصين (بالواسطة) فهذا يعني تأخيراً مضاعفاً لأن الموظف سيراعي أرملتين أخريين!
ومن المفارقات ان يدخل شخص ذو شاربين من نوع ثمانية شباط ويصيح أنا صحفي ويريد ان يتجاوز الدور فلا يحصل من الموظف الا عبارات اللوم والقول ان الصحفي يجب ان يحترم القانون اكثر من غيره فيخرج صاحبنا متذمراً ساخطاً على الزمن الذي ازاح القائد الضرورة!
لقد تفاوتت التقديرات بشأن مبلغ المنحة ولعله لايتجاوز مئة وعشرة دولارات شهرياً وليت الحكومة أعطت مثل هذا المبلغ لكل عراقي كراتب شهري واراحتنا ولتعدها جزءاً من حصة العراقي في النفط كما تفعل الدول الغنية والا فان عدد اعلاميي العراق ربما سيتجاوز عدد اعلاميي جمهورية الصين التي نستعير منها مثلاً ونحوره ليصبح (دع ثلاثين مليون زهرة تتفتح!!(
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)