صرح بن أليعازر ، الوزير الصهيوني السابق ، للإذاعة الإسرائيلية الأربعاء بأنه عرض على مبارك اللجوء إلى مدينة إيلات .
وقال أليعازر موضحاً سبب ذلك : " إن مبارك رجل وطني ولذلك فقد تقدمنا بهذا العرض ."
لم أفهم معنى وطني . فهل هو وطني صهيوني ؟ ، أم وطني مصري ؟ .
السفير الصهيوني السابق لدى مصر ، إيلي شاكد ، قال إن ما يحدث في مصر في هذه اللحظة لا يعبر عن الشعب المصري."
وتابع موضحاً : " لقد اعتادوا على مسامحة القادة على أخطائهم.. ومنذ الثورة وحتى الآن ، أظهر الشعب المصري الرأفة بشأن أخطاء السياسيين.. أما ما يحدث حالياً فهو انتقام وتعذيب ، وربما ينعكس على مشاعر بعض قطاعات الشعب المصري ، ربما العناصر الأكثر تشدداً منهم التي كسبت من هذه الثورة ."
الصهاينة حاكموا رئيسهم السابق موشيه كتساف ،وحكموا عليه بسبع سنين سجن ، وسنتين اخريين مع وقف التنفيذ بعد ادانته بتهمة ارتكاب جرائم جنسية بحق ثلاث نساء عام 1998 حين كان يشغل منصب وزير السياحة .
ومثل كل من ، شارون ، وأولمرت ، ونتنياهو ، ومن قبلهم جولدا مائير وبيغن وموشي دايان ، أمام المحاكم والجهات القضائية الصهيونية بشبهة الفساد والتربح من المنصب ، وهم جميعا رؤساء وزارات ، ورموز كبيرة لدى الصهاينة وكيانهم .
أبناء وزوجات وزراء وأعضاء كنيست كثر مثلوا أمام محققين وقضاة ، فهل معنى ذلك أن الصهاينة أنتقاميين ومتشددين ، وأن مايحدث عندهم من تقديم للمسؤولين الى المحاسبة "لايمثل الشعب الصهيوني " ؟!.
أذكر جيداً شهادة لأحد قادة الكيان الصهيوني " أعتقد أنه كان شامير " ، وردت في فلم وثائقي من أنتاج البي بي سي بعنوان ، خمسون عاماً من الصراع العربي الأسرائيلي ، سرد فيها القصة التالية .
يقول شامير : أن بن غوريون سألني في أحد الأيام عن ما يفعله جمال عبد الناصر في مصر ، فقلت أنه يشتري دبابات من الدولة الفلانية" أحدى البلدان الشيوعية" .
فقال بن غوريون وهو متمدد على كرسيه : طيب .
فقلت : أنه تعاقد على مدافع جديدة وطائرات حربية مع الدولة الفلانية والدولة الفلانية ، وأنه يرسل ضباطه للتدرب على هذه الأسلحة في الخارج .
فقال بن جوريون بعدم مبالاة ، لايهم ، أكمل .
فقلت له أن عبد الناصر يبني مدارس ومعاهد في جميع أنحاء مدن وقرى مصر .
يقول شامير ، فرأيت بن غوريون يستعدل في جلسته وبدأ يستمع الي بأنتباه .
فقلت له مكملا حديثي : وأنه جعل التعليم بالمجان لكل المصريين .
قال شامير : فأذا ببن غوريون ينتفض من مكانه وهو يتأتأ بفمه ، ثم قال .
هذا ليس جيد أبداً ، أن هذا خطير .
ربما تبين هذه الشهادة عن أي خوف على الثورة ، وخوف على الشعب المصري اللذي يتكلم عنه هذا السفير الصهيوني .
أن الصهاينة والغرب ما بنوا حضارتهم ، واعلوا بنيانهم ، وتملكوا على الدنيا ألا بعد أن فعلوا ما اوصى به رسول الله "صلى الله عليه وعلى أله وسلم "من حيث يعلمون أو لا يعلمون .
" إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه و إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد " .
وهاهو الشعب المصري اليوم يحق الحق ، ويقيم العدل اللذي هو أساس الملك ، ويخيف الطغاة وأعداء الأمة اللذين ما أحبوا لنا الخير يوماً .
منظر مبارك في قفص المحكمة لم يكن أقل روعة من منظر زميله في الظلم والقتل والدنائة ، صدام حسين ، فلقد كان منظراً مفزعا للدكتاتوريات من المحيط الى الخليج ،" ولا أعتقد ألا أن طغيان وأجرام القذافي وقابوس وبشار وحمد وصالح وباقي الطغاة سيكون أشرس واٌقوى ، بعد أن رؤا كبيرهم في قبضة الشعب " ، ومفرحاً للأمهات الثكالى اللذين أستشهد أبنائهم في سجون مبارك ، وفي ساحة التحرير ، ويعطي الأمل بالخلاص لكل محبي الحرية والعدل من المحيط الى الخليج .
أما أعداء الأمة فأن كلامهم يفضح فزعهم على مستقبل الطغاة اللذين يبقون شعوبهم في الفقر والجهل اللذي يضمن أمنهم أكثر من كل الجيوش والسلاح اللذي يمتلكونه ، فهم خير من يعرف قوة الديموقراطية وسحرها اللذي ينهض بالأمم .
أذا نصحك عدوك فأعلم أنه يقودك الى الهاوية ، وأذا ذم فعلك فأعلم أن ما تفعله هو الخير ، كل الخير .
أعتقد ان بعد هذا الكلام ، لابد وأن نعرف نوعية وطنية مبارك اللتي قصدها بن أليعازر .
التعليقات (0)