مواضيع اليوم

من يحمي الأسر من عبثية الرجال

soso-n nafee

2009-05-01 18:41:56

0

من يحمي الاسر من عبثية الرجال

من اكثر علامات عصرنا الحديث هى التفسيرات العلمية للكون والتطور والحياة والانسان والتى كان من قادتها نيوتن وجاليليو وبافلوف وابن سينا والببرونى وغيرهم ممن قضوا على كثير من الخرافات التى كانت تبدو للناس كالحقائق الثابتة . لذا كان من اهم علامات الحضارة التى نعيشها ان معظم المفكرين والعلماء والفلاسفة ورجال الدين كانوا رجالا , بمعنى اخر ان كل الافكار التى وصلت ومازلت تصل الينا هى من نتاج اخينا الرجل , لذلك سنجد ان المجتمعات تتعامل من خلال تلك الحضارة مع الفكر الرجولى .

ولو اخذنا احد سمات هذا الفكر وليس كلها وعلى وجه التحديد  شأن المرأة  مثلا سنجد ان من اهم سماته هو امتلاك الرجل لها قلبا وقالبا مع حرية غير محدودة  سواء فى اختياره لها او تطليقها او الزواج عليها ..

ومن منطلق السطر الاخير السابق وحتى اكون اكثر تحديدا سأناقش هنا الزواج بأخرى  ...

ان من اهم القواعد لبناء اسرة سعيدة ان تقوم على المحبة والالفة والتفاهم بين الزوجين مع عدم وجود تنافر فكرى او روحى او مادى لينضوى كل منهما تحت لواء المودة حيث لا موضع للفوضى فى كيان اسرتهما حتى لا تتهدم اسوارها وتتساقط جدرانها فتعصف فيها رياح الاهواء والشهوات ..

ولكن لو نظرنا الى ما يحدث من عبثية التفسيرات فى الزواج باخرى وسوء الاستغلال من جانب الرجال والتى اتاحت لهم تفاسيرهم الخاصة الزواج بمثنى وثلاث ورباع وانحرافهم عن الشريعة  فى هذا الشأن مع خرق شروطها , سنجد مصائب واهوال تجعل من تلك اللبنة " الاسرة " والتى هى اساس للمجتمعات كارثة حقيقية تعصف بشؤون وشجون الاسر  التى اصابها الزواج الثانى فى مقتل لما تبعه من هجر ومحاكم وسوء خلق وعدم مراعاة للعشرة والاطفال  ..

وعلى الرغم من ضرورة وجود شرط العدل وهو اول شرط وكما جاء فى محكم اياته  " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة وما ملكت ايمانكم ذلك ادنى ألا تعولوا" الا ان جاهلية الرجال قادتهم الى تفسيرات شتى لتتيح لهم التمتع بأكثر من واحدة من النساء ناسيين ان الاصل يجب ان تكون زوجة واحدة فقط , حيث انه ومن الواضح ان الله تعالى يؤكد على ضعف الرجل فى استجابته لخاصية العدل الذى هو من اعقد القواعد التطبيقية بالنسبة للانسان فما بالنا بأشياء اخرى كثيرة كل واحدة منها كفيلة بهدم مجتمع بأكمله وليس اسرة واحدة فقط بما يثيره الزواج الثانى من احقاد وضغائن وكراهية بين اطرافه  مع زعزعة كيان المجتمع وفوضى تدب فى بنيان الاسرة  ..

وكى نكون منطقيين فى تناول تلك المسألة وحتى تكون حضارتنا الاسلامية حضارة اخلاقية لا تجعل النساء والاطفال كبوش فداء لاخطاء بعض الرجال الذين استغلوا تلك المنحة الالهية اسوأ   استغلال حيث ينصب تفكير الرجل فى نفسه ومتعته فقط ..

وحتى لا يساء قصدى اعلن هنا باننى لست ضد ما احله الله , كما انى لا احاول الدخول الى منطقة شائكة يموت الرجال دونها ,  ولكن يجب ان نعمل على تطهير تلك العلاقة الشفافة بين الازواج من الكذب والخداع وان نجعلها تقوم على المصارحة والخلو من الاسباب النفعية والاقتصادية  , كما يجب على الرجل ان يبدى اسباب  اقدامه على الزواج بأخرى  وهل تلك الاخرى من العوانس اللواتى يتحجج الرجل بأنهن كثيرات وانه لهن , ام ارامل الحروب الكثيرات  هنا وهناك , ام نساء مطلقات اردن الحماية والدفء فى البحث عن الرجل الكفء فلم يجدنه  !!!! ؟؟؟ ام انه يلهث خلف شبيهات نانسي وفانسي وهيفا ولميا وروبي وحوبي والصغيرة التى ستعيد له شبابه الضائع .

ولو نظرنا الى المجتمعات الاسلامية  التى تضج بالارامل والمطلقات والعوانس وبعض من صاحبات الاحتياجات الخاصة واللواتى  يتشدق الرجال بأنهن كثيرات ويستحقن حياة كريمة  سنجده اذا اراد الزواج بثانية , وياعجبا وقع اختياره على البكر الصغيرة الشابة الجميلة حتى لو كانت " رجله والقبر " على رأى المثل .

وتتوقف دورة الحياة تحت قدميها ليرى الرجل فيها شبابه  الضائع وينسى  كل ماسبق من زواج واولاد وعشرة لأن من حقه الشرعى الزواج حتى الرابعة بدون مراعاة  للشرع اصلا ولا لأية فروق زمنية او عقلية او جسدية بحجة ان الرجل يظل شبابا حتى الموت وتلك ايضا خدعة كبرى  يقع فيها اخواننا الرجال واسألوا الطب واحصائيات مبيعات اقراص " الفياجرا "  .

ما علينا .. فى رأى الشخصى ان الزواج الثانى ان وجد يجب ان يقوم على الحب الصادق وليس على المتاجرة بالنساء الصغيرات وبالحسب والنسب , كما انه من الضرورى ان لا يجعل الرجل ينسى بيته الاول وان يتحلى بابسط قواعد الرجولة  " الشجاعة " ليصارح زوجته الاولى ولها حرية الاختيار فى الاستمرار معه ام الانفصال حتى لا تصبح عبدة لنظام اجتماعى غير انسانى ترفضه روحها قبل جسدها بحجة عدم وجود من يعينها على الحياة هى واولادها , وعلى الرجل ان يستخدم عقله بحرية ومسؤولية من اجل صنع حياة افضل لاسرتة لا ان يفكر فى نفسه فقط , وان لا تتناقض قيمه الدينية ومواعظه الاخلاقية مع ما يقوله وما يفعله لأن الصدق فى العلاقات الزوجية هو الذى  يمنحها  الشرف الانسانى ويحررها من الكذب والمراوغة وعدم القناعة بما كتبه الله ,  واذا كان الاسلام قد اباح الزواج بثانية فليكن هناك شروط وضوابط تحد منه منها على سبيل المثال :- 

 - عدم ممانعة الزوجة الاولى خطيا .

- تكوين لجنة للبحث عن اسباب الزواج باخرى , كما يجب ان يكون لتلك اللجنة الحق فى الرفض او الموافقة بناء على اهمية الاسباب ووضوحها امامهم  .

- مراعاة الحالة النفسية للاولاد واشراكهم فى الموافقة او الرفض اذا كانوا كبارا .

- عدم الجمع بين الاثنتين فى مسكن واحد الا برضائهما معا .

- توفير حياة كريمة للزوجة الاولى واولادها مع ضمان شرط العدل والمساواة بينهما وبين اولادهما فى كل شئ  والتنسيق  مع اللجنة للوقوف على النتائج ومتابعة الموقف .

- فى حال تقديم شكوى من قبل الزوجة الاولى او الاولاد بعدم زياره الاب لهم او متابعه امورهم  واحتياجاتهم وخاصة انه ابقاها فى عصمته  يجب ملاحقته قانونيا .

- على رجال الدين دور مهم جدا فى محاولة  تكريس ضرورة الحفاظ على الاسرة وعدم تشتيتها والصبر على مصاعبها . 

وحيث اننى اتمنى من الله ان يهب الرخاء والمودة لكل الاسر وان يبعد عنها شبح الطلاق او الزواج بمثنى وثلاث ورباع  بدون حاجة اليه وان يؤخذ اجتهادى بعين الاعتبار حتى نحافظ على اعمق كيان اهداه لنا الرحمن " اسرنا الجميلة "  .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !