مواضيع اليوم

من يبكي اليوم على القذافي؟

مصعب المشرّف

2011-03-20 20:10:29

0

 

من يبكي اليوم على القذافي؟

 

تكالبت على ليبيا الدول الأجنبية والعربية وحتى الأمانة العامة للجامعة العربية التي سبق لها أن تكالبت على العراق عام 2003م وأدت إلى إحتلاله وخسارته أرضه وأمنه وأمواله وثرواته البترولية والمعدنية ؛ التي ذهبت جميعها سلفا الآن لتغطية نفقات الحرب عليه . وبعد أن إمتلآت جيوب كبار القادة العسكريين من جيوش الإحتلال بعوائد سرقة وتهريب نفطه وآثاره النادرة.
بالأمس سلطوا الأضواء الكاشفة للماكينة الإعلامية والدعائية الغربية السوبر لتعرية صدام حسين من كل حسناته وحتى سيئاته وعوراته المغلظة تمهيدا لإحتلال بلاده وإقتياده إلى حبل المشنقة .. واليوم يتكرر نفس السيناريو مع ليبيا ومعمر القذافي ...... والبقية ستأتي رويدا رويدا تسونامي وزلزال فوق رؤوس وشعـوب كافة الدول العربية الغنية والفقيرة الأخرى وفق شعار باراك أوباما "التغيير" The Change الذي أطلقه خلال حملته الرئاسية ولم يفطن أحد لمعناه ومقصده وأبعاده وقتها . وعلى زعم من الولايات المتحدة والغرب الأوروبي بأن القضاء على الإرهاب الذي أقلق مضجعهم وغير من نمط حياتهم ، إنما يكمن في إزالة الديكتاتوريات ومسببات الفساد وبسط الديمقراطية على العالمين العربي والإسلامي عبر إنتفاضات شعبية.
يتكرر إذن سيناريو صدام حسين مع القذافي . ولكن مع إختلاف بسيط وهو أن القذافي وعلى العكس من صدام حسين كان وسيظل زعيما كاريكاتوريا بلا قضية . وقائدا عسكريا بلا معركة ، وفيلسوفا بلا حكمة لا يقرأ كتبه ومؤلفاته الخضراء أحد .. وكل إسهاماته أنه أضحك شعوب العالم على الليبيين والعرب . وأضاع أموال نفط بلاده على مغامرات لا طائل من ورائها . ولم تأتي لبلاده سوى بعواقب وخيمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
هل تستطيع المعارضة السياسية لنظام القذافي أن تملأ الفراغ الناتج عن غياب القذافي؟
وما هو الدور الذي ستلعبه القاعدة في بلاد المغرب العربي في ليبيا بعد غياب القذافي؟
أم هل سيكتفي التحالف الغربي الفرنسي البريطاني الأمريكي بتقسيم ليبيا إلى دولتين غربية عاصمتها طرابلس وشرقية عاصمتها بنغازي ، مع الإبقاء على القذافي إلى حين قبل القبض عليه وتسليمه لحبل المشنقة؟
كل الإحتمالات تظل واردة . وكل الأبواب ستظل مشرعة ....
.................
وفي السودان كانت ولا تزال لدينا مع القذافي ذكريات مؤلمة منذ عام 1969م . إكتوى بناره الجميع بسبب تقلباته الطفولية المزاجية الغريبة من نوعها ما بين الحكومات المتعاقبة من جهة وحركات التمرد من جهة أخرى بدون مقدمات ولا أسباب معروفة .. بل ويبدو أن مواقفه ووجهات نظره تجاه الغير تتوقف على من يكون الباديء باللجوء والشكوى إليه من الأطراف المتنازعة بغض النظر عن مشروعية موقفها.
حاول القذافي عام 1976م غزو السودان ففشل . ولكن بعد أن أزهقت جراء ذلك العديد من أرواح السودانيين العسكر منهم والمدنيين الأبرياء ..... .. ثم أرسل طائرة لتضرب مقر الإذاعة السودانية والبرلمان السوداني عام 1983م ففشلت محاولته ... والفشل ليس غريبا عليه ... ثم غضب القذافي مؤخرا بسبب تجاوز السودان له بالذهاب إلى الدوحة القطرية في محاولة إيجاد حلول لمشلكة دارفور . فإذا به يفعل المستحيل بما في ذلك الضغط على الرئيس السابق حسني مبارك لا لشيء سوى إفشال المساعي القطرية والعودة بمأساة دارفور إلى المربع رقم واحد.
من يبكي اليوم على القذافي؟
الإجابة: لا أحد.
من يبكي اليوم على ليبيا؟
الإجابة : كلنا نبكي على هذا البلد العربي والجار الشقيق الذي شارك أبناء السودان خلال الحرب العالمية الثانية في الدفاع عنه ضد النازي الألماني وأستشهدوا في سبيله بالآلاف في منطقة وواحة الكفرة الشهيرة شرق ليبيا . والتي سجلها الشاعر السوداني الرائد عسكري محمود أبوبكر (الذي شارك في معارك الكَـفـْْرَة الليبية) وتغنى بها المطرب الراحل أحمد المصطفى. والتي يقول فيها وبما يسرد رحيل هذه الجيوش السودانية في طريقها نحو واحة الكفرة الليبية :

قالوا له القـطــار تقــدم
و كفرة نيرانها زي جهنم
حــنّ قلبه دمعـه سال
هـف بالشوق قال و قال
كلموه ألموه علموه الإنفعال
أرخى سمعه وأجرى دمعه
البرق سمعه .. كال و هال
كم تألم .. ما تكلم
إلا تــمتــم بالمقال

.................................
وتعد هذه الأغنية من بين أغاني الرواد في تاريخ الأغنية السودانية الحديثة التي يعتبر المطرب أحمد المصطفى أبرز معالمها ومبدعيها ومرحلة قائمة بذاتها صوتا ولحناً وأسلوبا متفردا عن من سبقه بالغناء.
وهذا هو نص الأغنية كاملا: وهي بعنوان "زاهي في خدره"

زاهي في خدره ما تألم
إلا ّ يــوم كلموه تكلم
حــنّ قلبه دمعه سال
هـفّ بالشوق قال و قال
.................................

باهي كل ما قال له كلمة
خـتّ كلمة كالنبال
لو تراه .. في سماه
النور كساه الجمال
كنت تعلم .. كيف جهنم
تحرق الجنب الشمال
..................................

قالوا له القـطــار تقــدم
وكفرة نيرانها زي جهنم
حــنّ قلبه دمعـه سال
هـف بالشوق قال و قال
كلموه ألموه علموه الإنفعال
أرخى سَمعه وأجرى دمعه
البرق سِمعه .. كال و هال
كم تألم .. ما تكلم
إلا تــمتــم بالمقال
..................................

زي لسان الرضيع كليمه
كلام مجوهر وسط بسيمه
يـــاتو في الجوهر الماقال
هف بالشوق قال وقال
فمه خاتم في مكاسم
لولي ناعم في ظلال
في جبينه في عيونه
في سنونه الموت حلال
...............................

صدره رمان فيه عايم
وطرفه ساهي و حزامه خاتم
وجسمه من نقش ثوبه سـال
هف بالشوق قال و قال
قلبي دايره كيف أسايره
في مسايره نجمي ضال
إيدو عندم ريقه زمزم
طهر مريم في المثال



المطربان الراحلان أحمد المصطفى (يمين) وحسن عطية (يسار) خلال زيارتهما في الشتاء للجنود السودانيين بمنطقة الكفرة الليبية خلال الحرب العالمية الثانية وإحياء حفلات غنائية ترفيهية هناك




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات