نفذ العتاد مني بعد قتال عنيف دام لساعات ، ساعات لم اسمع خلالها سوى صرخات الالم ولم ارى فيها سوى تطاير الاشلاء ، وفي كل لحظة كنت اغمض عيني تحسباً واستعداداً للموت .
انظر الى زملائي وارى في اعينهم اعظم ايات الخوف لكن ليس من الموت لانه حق علينا جميعاً ، انما الخوف من فراق الاحبة والعودة اليهم محمولين عبر صناديق تصنع من خشب واحيانا من حديد مغطاة بعلم وطننا الجريح .
كنت اعيش في عالم سيطرت فيه لغة الحديد والنار ، عالم بعيد عن نسائم الحب والسلام ، عندما تكون في عالم كهذا تنسى كل شيء يتعلق بالوطن والقضية التي تحارب من اجلها ، تنسى كل الشعارات التي ملؤوا بها رأسك منذ الصغر ، تنسى انك الابن البار لهذا الوطن ، ستنسى كل شيء عندما تفكر للحظة واحدة انك تقاتل وتشترك في هذه الحرب الملعونة لانك مجبر على تحمل اخطاء الحكام ، ستقول اي وطن هذا يدفع بأبناءه وهم في قمة العطاء نحو ساحات الجحيم ، اي وطن هذا يحمل ابناءه اخطاء غيره ، وما هو المقابل من كل هذا ، اهي قطعة ارض سندفن فيها ؟ ام حياة كريمة تؤمن لنا عندما نعود معاقين لا نقوى على القيام بأي شيء ؟ .
راميار فارس الهركي
كاتب وصحافي من العراق
التعليقات (0)