موقع ويكيليكس وكما جاء في موسوعة ويكيبيديا تأسس في يوليو تموز/2007م، من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الإنترنت من أنحاء متفرقة من العالم مدفوعين بحرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، وبذلك هو مخصصا لحماية الأشخاص الذي يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت.
نشر موقع ويكيليكس أكثر من أربعمائة ألف وثيقة تكشف أسرار الحرب على العراق، ومصدر تلك الوثائق هو الجيش الأمريكي، وهذا يثر علامات استفهام حول عدم مقدرة البنتاغون ورئاسة الأركان الأمريكية من حفظ هذه الكمية الهائلة من الوثائق؟
وهذا يطرح عدة سيناريوهات حول الجهة التي تقف وراء تسريب الوثائق وأهدافها:
السيناريو الأول: الولايات المتحدة الأمريكية
قد تقف الولايات المتحدة الأمريكية وراء تسريب الوثائق لموقع ويكيليكس رغم شجب واستنكار السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للتسريب، كونه يؤثر على الأمن القومي الأمريكي، ويعرض أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية للخطر، ولكن ربما تكون مصلحة الولايات المتحدة في تسريب الوثائق تفوق ما ذهبت إليه هيلاري كلينتون، وهذا يعكس أخلاق الولايات المتحدة في تعاملها مع حلفائها، وبذلك تحقق عدة أهداف سياسية من وراء التسريب منها: 1- إطلاق رصاصة الرحمة على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
2- تؤجج الصراع السني الشيعي في المنطقة.
3- تؤسس لبيئة سياسية تقوم على المذهبية والطائفية، من أجل ضرب أي مشاريع وحدوية، وما دفع الولايات المتحدة لذلك هو طبيعة التقارب الإيراني التركي، وخشية واشنطن من تأثير هذا التقارب على الوضع الداخلي في العراق، وبذلك دفعت أطراف من وزارة الدفاع الأمريكية بتسريب تلك الوثائق إلى موقع ويكيليكس كونه موقع دولي ومتخصص بهكذا قضايا، ولا أحد يستطيع حجبه عن الشبكة العنكبوتية (الانترنت).
4- من خلال الإجرام الكبير للجيش الأمريكي، تريد الولايات المتحدة الأمريكية إعادة هيبة تلك القوات والتي بدأت هيبتها بالانحسار والانكسار في العراق وأفغانستان.
السيناريو الثاني: موقع ويكيليكس نفسه
ربما يكون هذا الموقع العالمي استطاع تحقيق اختراق لشبكات الحاسوب الخاصة بالبنتاغون، أو شراء ذمة أحد موظفي وزارة الدفاع الأمريكية، للحصول على الكم الهائل من الوثائق، ولكن هذا السيناريو لم يكن قوياً انطلاقاً من خشية أصحاب الموقع الالكتروني على حياتهم من جبروت المخابرات الأمريكية.
وبذلك نستطيع القول أن السيناريو الأول هو الأكثر واقعية، ويأتي استكمالاً لضرب نفوذ إيران في العراق بعد فرض حزمة العقوبات الجديدة على طهران، وهذا يندرج ضمن إستراتيجية تقليم الأظافر، وهي إستراتيجية يبدو أنها جديدة في الفكر السياسي الأمريكي، وتقوم على أساس ضرب كل أوراق القوة في المنطقة التي تمتلكها إيران، وربما يكون تأجيج الصراع المذهبي في الشرق الأوسط أكبر عائقاً أمام تمدد نفوذ إيران في المنطقة، وهذا يصب في مصلحة المشروع البديل وللأسف هو المشروع الصهيو أمريكي، كوننا كعرب لا نمتلك أي مشروع آخر لحتى اللحظة.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)