مواضيع اليوم

من وراء "عكشنة" قناة الفراعين ؟!

هشام صالح

2012-08-23 00:37:32

0

  كتبت هذه الكلمات وهى ما بين القوسين منذ أشهر عديدة وها أنا أقولها بالفم المليان أن وزارة الإنتاج الحربى وراء المدعو توفيق عكاشه فهى التى تحتكر الإعلانات على قناته ولو أردنا أن نعرف من وراء توجهات "الإعلام" فلنبحث عمن وراء دافعى ثمن "الإعلان" ، فتوفيق عكاشه يلعب فى منطقة مصب آسن تتلاقى فيه مصالح مؤسسات أفسدها مبارك وفلوله .

(( قلت ضاحكاً "طول ما إنت بتشوف قناة الفراعين وبتصدق توفيق عكاشة يبقى أنا غير مطمئن على مصر" ، فرد آخر "بس بيقول حاجات صح" ، فضحكت قائلاً " فعلاً هو بيقول بعض الحاجات صح والبعض التانى مشكوك فيه وهو إنت متعرفش إن نقطة مركزة من السم ممكن تفسد برميل عسل نحل !" ، لقد ورثت الثورة المصرية نفس تركة مبارك ومما ورثته ذلك الإعلام المشكوك فيه والمُسبح بحمد من يمسك السلطة أياً ما كان ، وبعد الثورة ظهرت قنوات جديدة تَضاف إلى القديمة ولكن ـ على ما يبدو ـ  هدفها الأساسى ـ قبل الربح ـ هو أجندات سرية لأجهزة ومؤسسات وأشخاص بغرض محاربة أشخاص أو جهات أخرى بضربهم تحت الحزام ، والمضحك أنهم يظهرون لنا ما يفعلونه على أنه وطنية عميقة والآخرين الذين ينتقدونهم يفتقدوا للوطنية والمعلومات ، ومع سيولة الوضع فى مصر بعد الثورة نجد أن هناك أيضاً سيولة فى إعلام جميع القنوات الفضائية ، وهناك مثال صارخ ليس له مثيل وغامض أمامنا ويتمثل فى قناة الفراعين والتى يملكها ويديرها ومتحدثها الأساسى سواء على الشاشة أو على التليفون السيد توفيق عكاشة ، ولا يحتاج المشاهد لتلك القناة لكثير من الذكاء ليتشكك فى أهدافها ، فكل فترة يردد صاحب القناة أنه يستدين لكى يدفع تكاليف بث القناة لدرجة أنه يدعو الناس من أجل الإيداع لقناته وإختار رقم حساب على مكاتب البريد على مستوى الجمهورية ! ، ونتساءل وما الذى يجبر صاحب القناة على تلك الخسارة وتضييع ـ كما يقول ـ ميراثه من والدته ، وحقيقة أحيانا أشاهد تلك القناة عندما تنتهى جميع البرامج فى القنوات الجاده ، فلا أجد مفر فى تلك الحالة فى أن أختم ليلتى بدقائق أمام هذا الخبير الفذ ، فصراحة أسلوبه يُنسينى إكتئاب حوارات البرامج الجادة وكآبة الوضع السياسى والتعامل مع ثورة يناير، وكنت قد كتبت تلك الملاحظات من فترة طويلة وعندما رأيتها مرة أخرى تذكرتها وكنت قد كتبت فى تلك الورقة بعض الأشياء الغريبة ومنها مثلاً أن هناك مذيعة ـ على ما يبدو تركت القناة ـ جنسيتها عربية تُقدم برنامج ـ على ما يبدو ـ مشبوه ، فمثلاً فى يوم الإستفتاء على التعديلات الدستورية كان برنامجها يتحدث عن موضوع المادة الثانية من الدستور وعن حذف تلك المادة أو إبقاءها مع أن هذا الموضوع ليس له مناسبة للحديث فيه فى هذا التوقيت إلا لتزداد البلبة والريبة والشك .

وفى حلقة أُخرى مع شاعر إسمه أبو النجا وأتحفنا هذا الشاعر بصور ولقطات تليفزيونية لشخص يعمل لدى الموساد الإسرائيلى وصور ملتقطة فى ميدان التحرير لهذا الشخص ، ثم  تصويره الأمر ـ للبسطاء ـ على أن الموساد وراء الثورة المصرية وزعم وشكك وتطاول على كثيرين  ويهمز ويلمز بالنشطاء دون ادلة وقال مما قال أن زكريا عزمى إبن عم نجيب ساويرس (!) ، وقال أن الدكتور يحيى الجمل كتب مُذكرة وسلمها لزكريا عزمى ليعطيها للرئيس السابق  ويطالب فيها بحذف المادة الثانية من الدستور (!) .

وقال إن ضابط الشرطة الهارب فى واشنطن عمر عفيفى متهم بقتل المحجوب ، وقال أن أم أحمد عز يهودية (!) ، وأظهر صور لعميل الموساد مع الأخوانى سعد الحسينى ومع الخبير الأقتصادى د. أحمد السيد النجار وهو فى مبنى الأهرام .

فالصور هناك إحتمال كبير أن تكون صحيحة ولكن المشكلة هى خلط أشياء بسيطة صحيحة  ـ كالصور ـ مع أشياء أكثرها من الأكاذيب والإفتراءات من وثائق مزورة ، وبناء قصور من الأوهام على أشياء تافهه أو غير صحيحة وتفسيرها تفسير مغلوط مقصود ومُتعمد ، وبالتأكيد هذا الشاعر ومن قبله المذيع وراءهما مؤسسة أو جهه تمده بالمعلومات المخلوطة بأكاذيب ليروجها ، فهل يستطيع ذلك الشاعر الإجابة عن كيفية حصوله على تلك المعلومات الخاطئة ؟! أم أنه يحمى مصادره بتعريض الكثير لتطاولاته وأكاذيبه ، فعلاً "من أمن العقوبة أساء الأدب"  )) .

وأخيراً تم كشف بعض الغموض حول بعض الواقفين خلف هذا العُكاشه حيث نشر الصحفى مجدى أحمد حسين فى جريدة الشعب التى تم مصادرة عددها وتأخير نزوله للسوق لأكثر من يوم كامل نص ما كتبه رئيس أركان القوات الجوية اللواء طيار يونس السيد المصرى رئيس شعبة العمليات الجوية فى نوفمبر الماضى والذى جاء نصه كالتالى " بناء على تعليمات رئيس أركان القوات الجوية .. برجاء التكرم باتخاذ اللازم نحو قيام القادة على كافة المستويات بالتنبيه على السادة الضباط – صف الضباط- الجنود بضرورة مشاهدة قناة الفراعين، حيث تتصف برامجها بالحيادية والموضوعية وتفضيل مصلحة الوطن على أى مصالح أخرى  ".

أفضل مصطلح تم إستنساخه فى الفترة الماضية هو ما ذكره الصحفى وائل قنديل وهو مصطلح " العكشنة " فقد تحدث مثلاً عن "عكشنة الجيش" ونتمنى أن تتوقف تلك "العكشنة" بإقالة طنطاوى وعنان ، فقد كتبت منذ أشهر أننى لا أثق فى أن يحمينى مجلس عسكرى يؤمن بما يقوله هذا العكش ، فقد سمعت مثلاً أحدهم وهو يكيل الثناء على وطنية هذا العكش وصِدق هرتلاته ! .

" إننا نفتقد قيادة فكرية مُلهمة " هذا ما قاله وزير الدفاع الجديد منذ شهور بمكتبه قبل أن يتولى منصبه الجديد والذى هو مكتب الفريق الشهيد عبد المنعم رياض فى حواره مع الصحفى عبدالله السناوى ، فهل ستتخلى أجهزة الدولة العميقة عن أساليبها العبيطة فى نشر البلبلة والأفكار الشاذة وإستخدام مرضى نفسيين فى الترويج لتلك الأكاذيب ؟! .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !