أدعو حزب العُمال الكُردستاني إلى إطلاق سراح جميع الناشطين الذين قام بإختطافهم و على رأسهم جميل عمر أبو عادل و آزاد عطا و بهزاد دورسن و غيرهم دون قيدٍ أو شرط و الأعتذار لهم عن جرائمه بحقهم، و ذلك كخطوة أولى على طريقٍ طويل من الإعترافات بسلسلة جرائم قام بإرتكابها بحق الشعب الكُردي، و الكشف عن المسؤولين عنها تمهيداً لتقديمهم لمحاكمة عادلة يطلبون فيها الصفح من الضحايا و أهاليهم و الشعب الكُردي.
إذا كان صالح مسلم قد دعا جميع الأحزاب و الهيئات الكُردية إلى إجتماعٍ غداً للبحث في مستجدات الوضع الكُردي فأقترح أن يكون البند الأول على جدول الأعمال هو إطلاق قوات مسلم الملثمة النار على مظاهرة كوباني المعادية للنظام و التي نجم عنها إستشهاد شابين و جرح آخرين على أن يتم التحقيق معه بشأن مسؤوليته الشخصية المباشرة عن دماء هؤلاء الضحايا الأبرياء و غيرهم.
أتوجه بالشكر الجزيل إلى ذلك العنصر المحسوب على الجيش الحر الذي تشاجر مع الشاب الكُردي الذي كان يحمل علم كُردستان فوجه لهُ كلاماً في الصميم، لأنه إستطاع بتصرفه ذاك أن يجمع أكبر عدد من الكُرد حول قضية ما و الدفاع عنها، و ذلك بصرف النظر عن رأيي في تصرفه السئ الذي لا يمثل بالتأكيد وجهة نظر الجهة التي يقاتل تحت لواءها أو وجهة نظر معظم المعارضة السورية، هذا كله دون نسيان أن أحداً لم يفكر في كلامه بالشكل المطلوب.
و إذا صحت تلك الرواية (و قد صحت فعلاً) التي تقول أن أحد الأفراد المحسوبين على الجيش الحر قد تصدى لمواطنٍ كُردي رفع علمه، و تطاول عليه بكلامٍ بذئ فهذا العمل يستحق الإدانة الشديدة، رغم أن ذلك الشخص غريب عن المنطقة و يجهل حقيقة الوضع الكُردي.
أما أن يقوم مسلحون كُرد ملثمون بإنزال العلم الكُردي في كذا مكان من المنطقة الكُردية و حرقهُ و دعسهُ، و كذلك إطلاق النار على مواطنين كُرد متظاهرين ضد النظام و قتل بعضهم و جرح آخرين، فهو تصرف مرحب به و يستحق الشكر، بإعتباره شأناً داخلياً بين أهل البيت الواحد، طلقات بعضهم الحنونة غازلت فقط أجساد بعضهم الآخر و كانت مثل النسمة رغم أنها إقتلعت أرواحاً كان أصحابها في منتهى السعادة و هم يتحولون إلى جثثٍ هامدة.
الحسابات العبقرية لحزب العمال الكردستاني تدفعه إلى الإعتقاد بأن الجيش الحر سيقوم بتسليمه مدينة سريه كانْيه و المدن الكُردية الأخرى على طبقٍ من ذهب بعد تحريرها أسوة بما فعله النظام عندما سلمه بعض المؤسسات الهامشية و التي دخل الحزب على أثرها في حفلة طبل و زمر بمناسبة ما أسماه تحريره للمناطق الكُردية، هذا الزمر الذي لم يتوقف إلا منذ بعض الوقت عندما دخل الجيش الحر إلى سريه كانْيه و ما أسفر عنه ذلك من إنكشاف حقيقة وجود النظام و خاصةً المخابراتي منه في كل مكان.
إذاً، ينتظر الحزب العمالي ما ستفسر عنه المواجهة المرتقبة بين الجيش الحر و كتائب النظام و قد غير من لهجته في إعتبار الجيش الحر طائفي ـ عرعوري ـ أردوغاني إلى محاولة التحالف مع هذا الجيش للحصول على ثمار العملية، و ليعلن قيامه بالتحرير مرةً أُخرى..
لجان الحماية الآبوجية أصدرت بياناً قبل أيام قليلة تعلن فيها عدم تابعيتها لأية هيئة سياسية و عدم إستعدادها لتلقي الأوامر أو تنفيذها من الهيئة الكُردية العليا.
بالأمس أصدرت تلك اللجان بياناً تعلن فيه إستعدادها للتحرك إلى سريه كانْيه إذا أصدرت تلك الهيئة أوامراً لها بذلك (كذا).
السؤال الذي يطرح نفسه بمناسبة هذه التكويعة الجديدة: هل السبب فيها هو تأكد تلك اللجان بأن لا أحداً في الهيئة العليا سيجرؤ على إصدار مثل ذلك الأمر، فتكون بذلك قد ضربت فرشاة دهان أبيض على تاريخها الأسود، و تصيب بذلك عصفورين بحجر بيانها: تقدم نفسها أولاً بمظهر الحمل الوديع المطيع، و تحصل ثانياً لنفسها على براءة ذمة و تغطية لسلسلة إنتهاكاتها في المنطقة الكُردية.
بالمناسبة، من هم هؤلاء الملثمون؟ من الذي صنعهم و من الذي يقودهم؟ و إذا حصل و قام هؤلاء بخلع قناعهم و الإندساس بين الناس، فلمن يمكن أن يتوجه من تعرض لأذاهم، بدءاً من الجرائم الصغيرة وصولاً إلى الخطف و قتل الناشطين الذين كان ولات حسي آخرهم، أمس؟
كان يردد دئماً بأنه لو جاءه (خوجيه خضر) يوماً فسيكرمه أيما تكريم. طال إنتظاره للولي خضر دون جدوى.
و في ليلةُ عاصفة ممطرة شديدة الظلام قرع أحدهم في منتصف الليل باب بيته الواقع على أطراف القرية، فتح الباب مُكرهاً تحت إلحاح طرقات من يقف خارجاً، عندها فوجئ بعجوزٍ بائس المنظر، غسله المطر، يرتجف من البرد و هو يرجوه السماح له بالدخول لقضاء ليلته في بيته المتواضع، لكنه دفع الرجل بفظاظة و أغلق بابه في وجهه قائلاً له: و هل هذا هو الوقت المناسب لإزعاج الناس!؟ لكنه قبل أن يتم إغلاق الباب سمع الرجل يقول مبتعداً: إذاً أنت تبحث عن (خوجيه خضر) ناشف. و هنا أعاد فتح الباب ليركض خلف الرجل الذي إختفى في غياهب الظلام، في محاولةٍ متأخرة للإعتذار منه و إدخاله إلى بيته، و لكن كان الأوان قد فات.
هذا هو حاول بعض من كان يتحدث عن مكرمات الجيش الحر، و اليوم عندما أصبح وجوده حقيقة واقعة تراه العين المجردة بدأ يتذمر من فقدان دفأ المكان و من أن ينافسه عليه.
التعليقات (0)