مواضيع اليوم

من وحي الاربعين

نجم الدين ظافر

2010-07-19 16:20:37

0

للكاتب دكتور ايمن الجندي بجريدة المصري اليوم .
بتاريخ اليوم 19-7-2010

طيلة حياتى كنت أعتبر أن وجودى فى هذا الكون بديهى ومتصل. صعب أن يهضم المرء فكرة أنه كائن مؤقت وتستمر الحياة من بعده وكأنه لم يوجد قط.

حينما كنت أنام كان لا يخامرنى شك أننى سأستيقظ فى الصباح التالى، ولم أحاول أن أفهم معنى وجودى أو أعى نفسى. هذه الأشياء المُعضلة كانت بعيدة عن تفكيرى، لأننى كنت موجودا وأتوقع أن يستمر وجودى. لكنى منذ أن بلغت الأربعين لم تعد الأمور بنفس الوضوح بالنسبة لى. حينما أستيقظ تصيبنى الدهشة كونى مازلت حيا. فى تلك اللحظة التى أسترد فيها الوعى أشعر بفرحة جامحة. وأتذكر نومى بالأمس وفقدان وعيى بنفسى. وأتوقع أن يحدث الموت بنفس الطريقة.

منذ أن صار وجودى هو الذى يدهشنى وليس العكس، وصار الموت هو الزائر الذى أتوقعه فى كل وقت، صرت أعيش يومى وكأنه اليوم الأخير. صارت الساعات ثمينة، والحياة نعمة قصوى. وشعرت بالأسف على أيامى الطويلة التى أنفقتها فى اللاشىء. المنحة التى بددتها وكأنها لا تنتهى. صرة الدنانير التى أنفقتها فى سفاهة. للأسف لم أُول - العلم الاهتمام الكافى باعتباره أجمل شىء فى الوجود. علوم كثيرة ضاعت من ذاكرتى: الرياضيات التى هى لغة الكون، ووسيلة التفاهم التى سيفهمها أى كائن فضائى مفترض.

الفيزياء أم العلوم التى ندين لها بالحضارة. الكيمياء تلك الروح الغامضة المنبثة فى جماد يهمس لنا بأسراره، تاريخ ذلك الكائن المحير الذى يدعى الإنسان، وجغرافيا ذلك الكوكب الأرضى الذى لا يكف عن التعاسة والدوران. حزين لكل معلومة ضاعت من ذاكرتى ولم أعرف - وقتها - أنها خبز الإنسان. وحزين أيضا على شباب ولّى ولم أمارس فيه الرياضة البدنية. وأوشك أن أقتنع أن الإنسان يحتاج حياة أخرى يتدارك فيها أخطاءه.

.........................

أشياء كثيرة تحيرنى وأنا أعيد اكتشاف الكون. هل أنا روح سكنت جسدا؟ أم أن عقلى هو نتاج العمليات الحيوية لهذا الجسد؟. وما المعجزة التى تجعل هذا العقل يشعر بنفسه ويفكر ويعرف أنه يفكر؟ أليس محزنا أن تحدث هذه العبقرية من أجل حياة عبيطة نعيشها، وتُعزف تلك السيمفونية الربانية الهائلة من أجل لحن ردىء!.

والمخ، ذلك السيد المستبد الذى يحصل على احتياجاته دون مبالاة برعاياه مثل أى ملك ردىء من ملوك الأرض، لكنه– بخلافهم– لا حياة لهم بدونه. القلب يضخ الدم لكل خلية لتحصل على ما يلزمها من الطاقة والغذاء، والجهاز الهضمى وظيفته معروفة وكذلك البولى، والرئة لا تكف عن استخلاص الأوكسجين. كل هذا من أجل (السيد المخ) الذى يمنح العقل والوعى والوجود والكينونة. وبدونه لا تفهم مما يدور حولك شيئا رغم بقائك حيا.

أليس معجزا أن تُضمر المعجزة الربانية فى كتلة هلامية هى سر الأسرار وقدس الأقداس ومجلى الأسرار العلوية.

آمنت بربى وسجدت له.

______________________________

وتعليقي التفكير في الكون اعلى من قدرات عقل الانسان. فالانسان اكثر من 97 %من مخه معطل ...بعضنا يتذكر دقائق الامور وبعضنا ينسى بشكل مستمر . طبعا يرجع ذلك لتنشيط الذاكرة .
لكل منا مخزون في الحياة في بنك الحياة ..المهم نستفيد من الاخطاء نعدلها قدر الامكان لكي لانقع فيها مرة اخرى هذه مانسميها تجارب الحياة..
أما نحن  جميعا فسائرون في قطار الحياة كل سينزل في محطته التي لايعرفها
.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !