عالمنا العربي عالم جميل حضاريا وتاريخيا وجغرافيا ومناخيا فمن الناحية الجمالية تبهرك حقول دمشق وجبال لبنان ومياه أرض الرافدين والجزيرة العربية بصحرائها الجميلة وشواطئها الساحرة المطلة على البحر الهندي الدافئ والبحر الاحمر واليمن السعيد وفي الشمال الافريقي حوض نهر النيل الخالد والبحر الأحمر وجبال الأطلس و الصحراء الكبرى وحوض البحر الأبيض المتوسط المحيط بالعالم العربي والمحيط الأطلسي . أما من الناحية الحضارية والتاريخية فالمنطقة العربية أم الحضارات والاديان جميعها التي عرفها التاريخ وتتوسط العالم جغرافيا مكونة بؤرة العالم وتتمتع المنطقة بطقص معتدل بديع لا هو بالبارد ولا هو بالحار كله وأحيانا أتساءل ماذا تركنا لبقية العالم ليفاخر به . والأمة العربية اليوم بوثقة إمتزجت فيها عرقيات عديدة وورثت صفاتها كلها وأختلطت بدمائها فجعت منها أمة جميلة وقوية وذكية وجمعتها لغة واحدة وثقافة واحدة وتاريخ مجيد مشترك ومصير واحد ويتعذر أن تجد لها مثيلا بين الامم والشعوب . ولا شك أن لكل هذه الحسنات والمزايا صدى حسد من الاخرين لها حاولوا أن يتصدوا للامة العربية خلال التاريخ الطويل من حروب لا تنقطع وإحتلال وإستعماروإستغلال ولا زالت في المرصاد يخطط الغرب لاحتوائها وإستمرارالسيطرة عليها ومنعها من الأنطلاق من جديد . ولكن معدن الأمة العربية كان وبقى صلبا ولا زال . والشئ الذي نخافه اليوم هو فقدان الثقة بأنفسنا ونسيان تاريخنا ودورنا بين الأمم وجعل غيرنا قدوة وتخاذل حكامنا وغرقهم في خضم سلطان أجوف ونعيم فاسد وحبهم للحكم ونسيان شعوبهم وإذلالهم وخضوعهم لأعدائهم وفقدان سيادة بلدانهم وكرامة تاريخهم وموقعهم في العالم مما عجل بغروب شمس العرب بعد إشراقها من جديد. وإلى يوم جديد تشرق فيه شمس الأمة العربية . وأمة تتمتع بالمزايا والأمكانيات غير المحدودة المذكورة أعلاه لن تستطيع قوى العالم السيطرة عليها الى الأبد . وللموضوع إستئناف وبقية .
التعليقات (0)