مواضيع اليوم

من هيأتك أعرفك!

علي جبار عطية

2009-04-08 08:15:16

0

علي جبار عطية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

aliatia123@yahoo.com


كنت في مجلس عزاء جرى قبل ايام مضطراً الى النهوض والجلوس في مكاني عشرات المرات خلال ساعة لوصول وفود من الناس جرياً على التقاليد اذ ما ان يقول القادم (السلام عليكم) حتى تبدأ عملية المصافحة (الاجبارية) مع حشد المعزين لينال العزاء الحاضرين جميعاً ! اقول : خطرت لي فكرة ان اتعرف الى مهن هؤلاء الناس من خلال اشكالهم اذ ان المرء لا ينفصل شكله عن مهنته وقد تذكرت لقاء نهاية سنة 1989 جمعني بالمصور الشهير (جان) صاحب ستوديو (بابل) وهو مشهور بتصوير الرؤساء والشخصيات البارزة في المجتمع فسألته عن سر براعته فقال : انني اعمل ثلاثة ايام من اجل ان تظهر مهنة الشخص الذي أصوره من دون تعليق أي يظهر الممثل ممثلاً واللاعب لاعباً والفنان فناناً . وقد انتبهت الى وجود علاقة شبه وثيقة بين طبيعة المهنة وهيأة ممتهنها فمن النادر ان تجد شخصاً ذا كرش من دون ان يكون قصاباً او دلالاً للعقارات او بائع طرشي ! واذا وجدت شخصاً نحيفاً كعود البخور فلا بد من ان يكون اما شاعراً واما مصاباً بفقر الدم ! واذا رأيت شخصاً قد طال شعر رأسه فأما ان يكون رساماً او ممثلاً يتطلب دوره ذلك وعلى النقيض من ذلك فان الاصلع يمكن ان يكون لاعباً او حلاقاً ويعطي من يرتدي نظارات طبية الانطباع لدى المقابل انه طبيب او مهندس او مدرس جامعي واذا وجدت خلاف ذلك فربما يدل الأمر على وجود طارئ على المهنة او ان الاخ خريج جامعة مريدي المفتوحة !! وتظل هناك مهن بحاجة الى لوازم اضافية لمعرفة ممتهنيها مثل المحاماة التي تدل الحقيبة السوادء على مهنة صاحبها وتدل الحقيبة الصغيرة على امكانية كون صاحبها صحفياً او مصوراً فوتوغرافياً وتشير الحقيبة الدبلوماسية الى (تجارة) حاملها و (شطارة) صاحبها او ربما كونه مختصاً بختان الاطفال !

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !