في التاريخ السياسي العراقي توصيفات لرؤساء حكوماته منذ تولي الباشا نوري السعيد زمام الإدارة الحكومية، وحتى أخينا المتفائل جدا حيدر العبادي، ومن أبرز تلك التوصيفات ( نوري السعيد قوندرة وصالح جبر قيطانه ) التي ضربت عصفورين بحجر واحدة، تلتها في العهد الجمهوري توصيفة الرئيس المؤمن لعبد السلام عارف، ثم جاء طاهر يحيى وهو من جنرالات الجيش ليتم توصيفه ربما ظلما بـ ( حرامي بغداد )، وفي نفس الحقبة – الستينيات - ظهرت توصيفة أخرى ليهودي عراقي اسمه عزرا ناجي زلخا، سمي في حينها بـ ( ثعبان بغداد ) ثم على ذمة مريدي ميشيل عفلق ( جاسوس بغداد ).
ودون الخوض في تفاصيل التوصيفات ومدى مصداقيتها، إلا أنها تحولت إلى متداولات شعبية أصبحت فيما بعد تسبق الاسم كحرف الدال الذي يستقتل عليه اليوم نواب وسياسيو أشهر فساد في العالم، تكثف في عاصمة هارون الرشيد، وسواء صدقت تلك التوصيفات أم لم تصدق إلا أنها صارت لصيقة بأسماء أصحابها، وهنا دعونا وسط هذا الطوفان من الحرامية الذي اغرق حكومات بغداد وبرلمانها منذ إسقاط نظام الرئيس صدام حسين وحتى يومنا هذا، أن نجد مكروسكوبات ضوئية للبحث عن امكانية وجود كائنات نزيهة في خضم تلك الطوفانات، التي ربما ستبرئ المرحوم طاهر يحيى من ذلك التوصيف، وأنا كلي ثقة بأنه سيخرج بريئا نضيف اليدين مقارنة مع ( المعممين والمؤمنين والتقاة جدا ) من حاكمي العراق وبرلمانه الطاهر إلى العظم، وإذا ما فشلنا في إيجاد هكذا مجاهر متطورة، سنحتاج إلى أجهزة فائقة لكشف الكذب، ولان الكذب كما يقولون أبو الخبائث، ولان شعبنا تشيطن بالتراكم الهائل للحرامية والكذابين فقد أصبح ( يلكفها وهي طايره ) بمعنى انه يفهمها بمجرد أن تخرج من بين شفاه المدعي.
وفي طوفان آخر للكذابين يحتار المرء من يستحق أن يكون ( كذاب بغداد ) بجدارة، خاصة وان هؤلاء الذين حطت بهم طائرة الأقدار السيئة على ظهور العراقيين يتنافسون في صناعة الكذب وجودته، حتى ( عَبر ) على الكثير من السذج، فمنحوهم أصواتهم في انتخابات العشائر والفتاوى والسحت الحرام، ولكي نترك للقراء حرية اختيار اللقب المميز لمجموعة المضللين، سنذكر هنا أهم التصريحات المضلِلة، وخاصة تلك التي تنطلق بصواريخ حديثة جدا أطلق عليها أسم الدستور، حاملة معها مجاميع من الفيلة إلى كواكب أخرى!
- في قًسم توليه الحكم قال: انه سيحل المشاكل مع إقليم كوردستان خلال ثلاثين يوما، وبعد اقل من أربع سنوات ضربت المشاكل في مئة!
- وقال أيضا: وجدنا خمسين ألف فضائي ويقصد كائنات خرافية تتقاضى معاشات في أول غزوة ضد الفساد، أصبح العراق بعد أقل من أربع سنوات من افسد دول العالم!
- يقول: نحن ندفع معاشات موظفي " محافظات شمال العراق " لأنهم من شعبنا الكوردي، وندقق قوائم أسمائهم، وحكومة شعبه الكوردي تنفي إنها سلمته تلك القوائم!
- وفي نفخة أخرى: يجب أن نسيطر على الحدود بالدستور، علما إنه هناك ثلاثة ألوية من حرس الحدود التابعين للسلطة الاتحادية إدارة ورواتباً وأسلحة واوامراً، تنتشر على طول الحدود مع تركيا وايران من جهة كوردستان!
- بعد اجتياح كركوك من قبل الحشد الشعبي أعلن إن نفط كركوك بالكامل أصبح ملك العراقيين، على أساس شعبه الكوردي من المريخ، ويتم تصديره بالتنكرات إلى ايران لصالح الحشد الشعبي ولمن سهل اجتياحهم لكركوك من أشقاء الكواليس!
- حضر الطيران من والى مطارات كوردستان بدعوى إنها خارج سيطرة سلطة الطيران الاتحادي، علما بأنه لا يمكن لأي طائرة أن تقلع أو تهبط إلا بموافقة بغداد منذ افتتاح تلك المطارات، ولا يمكن لأي أجنبي أن يدخل من خلالها إلا بفيزا من السفارات العراقية!
نكتفي بهذا العدد الصغير من الفيلة ونترك الحكم للقارئ..
التعليقات (0)