أكاد أجزم أن انتخابات الرئاسة المصرية لعام 2012م هي من أكثر الانتخابات في العالم إثارة وتدخل خارجي، وأضيف أن معظم مراكز الدراسات والأبحاث وصناعة القرار التي تعمل لصالح دول أو منظمات دولية تضع على رأس أولوياتها المعترك الانتخابي المصري، وهوية الرئيس القادم لجمهورية مصر العربية...
نقطة الالتقاء بين الدول المتقدمة ودول العالم الثالث هو وصول رئيس ضعيف لمصر لا يمتلك مرجعيات حزبية أو مؤسساتية أو شعبية، وتتمنى تلك الأطراف عدم وصول رئيس ينتمي للتيارات الإسلامية، ومن هنا تبدأ العقلية الغربية بمساندة المال الخليجي، وبدعم داخلي مصري من قبل فلول النظام المصري الأسبق والذين ما زالوا يسيطرون على معظم مرافق الحياة والنفوذ بالنظام السياسي المصري، بالإضافة إلى بعض الليبراليين أو اليساريين، والذين يتمنون عدم وصول الإسلاميين لسدة الحكم في مصر.
نتائج ما سبق بدأت تظهر تباعاً، حيث استبعدت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية -مستندةً على مبررات قانونية- كلا من خيرت الشاطر المرشح الأقوى في جماعة الإخوان المسلمين، والمرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، وتسع مرشحين آخرين ينتمون على تيارات مختلفة.
استبعاد حازم صلاح أبو إسماعيل تم استثماره من أجل توحيد موقف الدعوة السلفية للوقوف خلف مرشح آخر، وكانت حظوظ خيرت الشاطر في نيل ثقة الدعوة السلفية ممثلة بحزب النور السلفي الذي حصل في انتخابات مجلس الشعب من خلال القوائم على 96 مقعداً، ومن حيث عدد الأصوات سبعة ملايين ونصف المليون صوتاً، وبعد استبعاد خيرت الشاطر وترشيح د. محمد مرسي مرشحاً لجماعة الإخوان المسلمين، دفع العديد ممن يهمه الأمر إلى ممارسة نفوذه على الدعوة السلفية لأن تقف خلف مرشح آخر، فوقع الاختيار على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.
فمن هو إذاً رئيس مصر القادم...؟
من يحق لهم التصويت في مصر 53 مليون مواطن، وكانت الدعوة السلفية قادرة على حسم الانتخابات من جولتها الأولى في حال دعمت مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، فمجموع الأصوات التي منحت الثقه على مستوى القوائم في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة لحزبي الحرية والعدالة وحزب النور السلفي هي: 15.138.134 (الحرية والعدالة)+7.534.266 (حزب النور السلفي)= 22.672 مليون صوتاً، من أصل 53 مليون مواطن يحق لهم التصويت، وحسب آخر انتخابات (انتخابات مجلس الشعب) فإن نسبة المشاركة هي 60%، ولو أسقطنا تلك النسبة على من يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة القادمة فالرقم سيكون 32 مليون ناخب...
خلاصة القول أن د. محمد مرسي في حال دعمه حزب النور سيحصل على نسبة 68% من أصوات الناخبين.
وهذا بالتأكيد دفع العديد من الأطراف الخليجية والغربية بأن تضغط على الدعوة السلفية بأن تدعم المرشح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وهذا سيؤكد سيناريو عدم الحسم من الجولة الأولى، وهنا ستتوزع أصوات الإسلاميين بين محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد سليم العوا.
ويبقى الفيصل في موقف المجلس العسكري وهوية المرشح الذي يقف خلفه، وربما نرى في الأيام المقبلة تحالفات للقوى الليبرالية والقومية بتشكيل مجلس رئاسي قد يضم كلا من حمدين صباحي وعمرو موسى وأحمد شفيق، وهذا الائتلاف في حال تفرقت أصوات الإسلاميين سيكون له فرص وحظوظ قوية، ولكن يبقى الخيار للشعب المصري، وتبقى فرص الإسلاميين أكثر صعوبة، ولكن ما زالت الفرص سانحة من أجل دعم مرشح إسلامي واحد وتشكيل ائتلاف رئاسي يضم كلا من محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح ومحمد سليم العوا، وبذلك من الممكن أن يحسم الإسلاميون كرسي الرئاسة في مصر من الجولة الأولى.
ولكن في حال استمرت الأمور على حالها، فإن السيناريو الأقوى هو عدم الحسم من الجولة الأولى وربما يتنافس كلاً من عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي على كرسي الرئاسة في جولة الإعادة وحينها ستكون احتمالات فوز أبو الفتوح اقوي كونه سيحصل على دعم الأحزاب الليبرالية واليسارية بالإضافة إلى حزب النور السلفي، وستسانده بعض الماكينات الإعلامية في داخل مصر وخارجها، وذلك بهدف إسقاط مرشح جماعة الإخوان المسلمين.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)