من هو الفريق مصطفى الدابي؟
الفريق "محمد أحمد" مصطفى الدابي
قفز إسم ورسم الفريق العسكري السوداني بالمعاش السيد محمد أحمد مصطفى الدابي إلى صدارة الأحداث بعد تعيينه رئيسا لبعثة المراقبين الموفدة من قبل الجامعة العربية إلى سوريا.
ومحمد أحمد هو إسم مركب يستخدم لدى أعراب السودان كإسم لشخص واحد عادة.
والدابي هو لقب أو "إسم قــَـفـُـرْ " كما نقول له . ومعنى الدابي في اللهجة السودانية هو الثعبان ويقال له أيضا دبيب ...
وسيشهد يوم 19 من شهر يناير الجاري النهاية المحتومة لبعثة "الدابي" العربية هذه ، التي شابها الكثير من اللغط والأخطاء والشكوك في قدراتها وخبراتها ومدى فعاليتها ...
تعثر مصطفى الدابي خلال أداء مهمته بحادثة إستقالة أحد أعضاء بعثة المراقبين وهو الضابط العسكري الجزائري السابق "أنور مالك" . الذي لم يحفل الدابي كثيرا بأمر إستقالته وقبلها منه بأسرع مما ينبغي . وهو الأمر الذي منح هذا الجزائري "النشيط" أنور مالك زخما وإهتماما إعلاميا قوميا وعالميا منقطع النظير جعل منه ضيف الفضائيات المفضل . وعلى نحو مكنه من خطف الأضواء من الدابي ؛ وقلب الطاولة على الجامعة العربية والنظام السوري وبعثة الدابي في آن واحد . ولن يكون من مناص بعد الحملة الإعلامية التي يقودها "أنور مالك" من تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن.
ونحن كسودانيين لا نشك في أمانة مواطننا الدابي وطيب أصله وفصله ونقاء سريرته ومعدنه لأننا نعرفه أكثر من غيرنا طوال أربعين عام .....
ولكن يبدو أن قلة الكلام ، والهدوء ، وعدم الرغبة المتأصلة في مواجهة الإعلام ؛ من صفات إتسم بها الفريق الدابي ؛ هي التي زادت الغموض الذي شاب شخصيته وسيرته الذاتية ... ومنحت الجزائري أنور مالك الفرصة الذهبية كي يخطف الأضواء في عالم وواقع يعيش حرب الكلمة وسطوة المعلوماتية ؛ وكاريزمية الإطلالة والتحدث من خلال وسائل الإعلام.
ثم يبقى حظ الفريق الدابي العاثر متمثلا في أنه قبل أداء مهمة مستحيلة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى......
سيرفع الدابي في 19 يناير الجاري تقريره النهائي إذن إلى الأمين العام للجامعة العربية . ويغلق ملف البعثة مسجلا فشلا ليس بالغريب ولا بالجديد على الجامعة العربية التي ينبغي أن يعصف بها الربيع العربي هي الأخرى مثلما عصفت الحرب العالمية الثانية بعصبة الأمم.
ولكن يتبقى بعد ذلك وللتاريخ رصد السيرة الذاتية للفريق معاش مصطفى الدابي بعد أن أوشكت مهمته على الإنتهاء.
السيرة الذاتية:
ولد الدابي في مدينة بََـرْبَـر في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم في فبراير1948، تخرج من الكلية الحربية في أمدرمان والتحق في العام 1969 بالعمل في الجيش السوداني ضابطا برتبة ملازم ثاني.
في 30 يونيو 1989م تولى الدابي إدارة الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني . وظل في هذا المنصب حتى 21 أغسطس 1995.
في يوليو 1995م تقلد منصب مدير الأمن الخارجي بجهاز الأمن السوداني.
في نوفمبر 1996 حين عين نائبا لرئيس أركان الجيش السوداني للعمليات الحربية. وبقي في هذا المنصب حتى فبراير 1999، وهي فترة تزامنت مع بعض أشرس المواجهات في الحرب بين شمال السودان وجنوبه.
بين شهري فبراير وأغسطس 1999 عمل الدابي ممثلا للرئيس عمر البشير بولايات دارفور مسئولا عن الأمن فيها مع تفويضه صلاحيات رئيس الجمهورية قبل اندلاع التمرد في الإقليم عام 2003م.
بعد إحالته للتقاعد عن الخدمة العسكرية عين الدابي عام 1999م سفيرا في دولة قطر وظل في منصبه هذا حتى عام 2004م .
عاد الدابي من قطر إلى السودان حيث عين مساعدا لممثل رئيس الجمهورية في إقليم دارفور الذي كان يشهد هو الآخر أزمات إنسانية معقدة نتجت عن عمليات عسكرية متداخلة ما بين عصابات النهب المسلح وحركات تمرد عسكري مدعومة من جمهورية تشاد و ليبيا القذافي.
وعقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1591 الذي فرض عقوبات على عدد من المسئولين السـودانيين المطلوبــين لمحــكمة الجنايات الدولية بتهمة «ارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور» وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير، عين الدابي «منسقا وطنيا» للحملة السودانية المناهضة لهذا القرار.
في العام 2007 تولى الدابي منصب مفوض الترتيبات الأمنية لدارفور عقب توقيع الحكومة السودانية اتفاق سلام ابوجا مع حركة تحرير السودان جناح " ميني أركو ميناوي " إحدى حركات دارفور المتمردة.
وجاليا يشغل الدابي منذ أغسطس 2011 منصب سفير بوزارة الخارجية السودانية.
وعلى الرغم من عمل الفريق مصطفى الدابي في دارفور وفق المرصود أعلاه . لكنه لم توجه له إتهامات بإراكاب جرائم حرب في دارفور .ولم يدرج إسمه في قائمة المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية.
التعليقات (0)