مواضيع اليوم

من هو الحسين بن علي ومن قتله ولماذا ؟ للعلامة السيد محمد علي الحسيني

-1- عائشة الحربيِّ /المملكة العربية السعودية.

س – شيخ محمد علي الحسيني اللبناني سؤالي لك من هو الحسين بن علي ؟.

-ج-أختي السائلة نذكر لكِ بعض المعلومات الشخصية السريعة عن الإمام الحسين بن علي {عليهما السلام}.

هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب {عليهما السلام}  سبط رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- وريحانته من الدنيا، وأشبه الناس به، وكان فمه الطيب مهوى شفتي رسول الله –صلى الله عليه  وآله وسلم-.

جدته لأمه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين .جدته لأبيه فاطمة بنت أسد.
أمه فاطمة الزهراء البتول المطهرة سيدة نساء العالمين، والبضعة النبوية عليها السلام .أخوه لأمه وأبيه الإمام الحسن {عليه السلام}أخواته لأمه وأبيه زينب الكبرى، أم كلثوم عليهما السلام. 
ولد بالمدينة في الثالث من شعبان  سنة أربع للهجرة، ولما ولد جيء به إلى جده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاستبشر به، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وحنكه بريقه، فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً.

نشأ في ظل جده الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته. قال النبيّ عنه وعن أخيه  : {الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة}.كنيته أبو عبد الله. أولاده الإمام علي زين العابدين، علي الأكبر، جعفر، عبد الله.

فالإمام الحسين بن علي {عليهما السلام} سيدنا وإمامنا وابن نبينا، نحبه ونتولاه، ونعتقد أن حبه من أوثق عرى الإيمان، وأعظم ما يتقرب به إلى الرحمن، مصداقاً لقول جده –صلى الله عليه وآله وسلم-:"المرء مع من أحب".

وأنه من أحبه فقد أحب النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-، ومن أبغضه فقد أبغض النبي –صلى الله عليه وآله وسلم-

فجاء في صحيح ابن ماجه : في فضائل الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أبي هريرة ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني ، و من أبغضهما فقد أبغضني .
و رَواه أحمد بن حنبل في مسنده : 2 / 288 .
وفي مستدرك الصحيحين : 3 / 166 : رَوى بسنده عن سلمان .
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم يقول : الحسن و الحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، و من أحبني أحبه الله ، و من أحبه الله أدخله الجنة ، و من أبغضهما أبغضني ، و من أبغضني أبغضه الله ، و من أبغضه الله أدخله النار .
قال : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .

صحيح الترمذي : 2 / 307 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً .حسين سبط من الأسباط .

والحمد لله ربّ العالمين

محمّد عليّ الحسينيّ

-2- محمد الغامدي / المملكة العربية السعودية.

-س- فضيلة الشيخ محمد علي الحسيني لماذا قتل الحسين بن علي ومن قتله ؟.

 -ج- الأخ السائل للإجابة عن سؤالك نحتاج لبحث مطوَّل لكننا نجيب بالمختصر المفيد إن شاءالله.

لايخفى على أحد أن الإمام الحسين بن علي{عليهما السلام}ليس بشخص عادي بل هو إمام المسلمين والراعي للمسلمين حامياً ومراقباً لحفظ الشريعة ولعدم الزيادة والنقصان فيها أو التحريف ،وعندما توفي معاوية، وبايع الناس يزيد بن معاوية، فكتب يزيد للوليد وهو والي المدينة: (أن ادعُ الناس، فبايعهـم وابدأ بوجوه قريـش، وليكن أول من تبدأ به الحسيـن بن عليّ، 
فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي ، فأخبره بوفاة معاوية، ودعاه الى البيعة ليزيد، فقال الإمام الحسين{ع}:{إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومـختلف الملائكة ومهبط الرحمة، بنا فتح الله، وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل نفس معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة}.رأى الإمام الحسين (ع) أنَّ مواصفات الحاكم تنتفي من شخصية يزيد رفض حكم يزيد وأعلن الثورة عليه، وكشف عن الأسباب التي دفعته إلى إعلانها:{أيُّها النّاس من رأى إماماً جائراً يحلّل حرمات اللّه وينقض عهد اللّه من بعد ميثاقه ويُخالف سنّة نبيّه، ويحكم بين عباد اللّه بالإثـم والجور، ولـم ينكره بلسانه وعمله، كان حقّاً على اللّه أن يكبّه معه في النّار}.
{أيُّها النّاس إنَّهم أطاعوا الشيطان وعصوا الرحمن وأفسدوا في الأرض وعطّلوا السنن والأحكام واستأثروا ببيت أموال المسلمين وحلّلوا حرمات اللّه، وحرّموا ما أحلّه اللّه، وأنا أحقّ النّاس بالإنكار عليهم}. و ما صرّح به الإمام الحسين {عليه السلام }عند القيام بثورته: ((إني لم أخرج أشراً ولا بَطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّةِ جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ أصبر حتى يحكم الله واللهُ خيرُ الحاكمين)).استشهد الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) يوم الطفّ عاشوراء بأمر من يزيد بن معاوية بن أبي سفيان  ، بعد ملحمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، و بعد مقتل أهل بيته و أصحابه ، فسجَّلوا بذلك واحدة من أنبل ملامح الشهادة و التضحية و الفداء .
نعم لقد ضحى الحسين ( عليه السَّلام ) في حادثة الطف الخالدة بنفسه و أبنائه و خاصة أصحابه من أجل الحفاظ على الدين الإسلامي ، و قابل مخططات طاغية عصره يزيد بن معاوية الذي كان يريد قلع شجرة الدين الإسلامي من جذوره ، و قلب مفاهيمه و أصوله ، فوقف ( عليه السَّلام ) بوجه هذا الخطر العظيم و أفشل تلك المُخططات الشيطانية الأثيمة ، و قدم نفسه و أبناءه و أصحابه فداءً للإسلام .
مدفنه : كربلاء المقدسة / العراقفشهادة الإمام الحسين بن علي {عليهما السلام}كانت من أجل الحفاظ على شريعة جده رسول الله وسنته{ص}ونحن المسلمين نعتقد أنه قتل مظلوماً مبغياً عليه، فنبرأ إلى الله من كل فاجر شقي قاتله أو أعان على قتله أو رضي به، ونعتقد أن ما أصابه فمن كرامة الله له، وأنه رفعة لقدره، وإعلاء لمنـزلته – عليه السلام-، مصداقاً لقول جده –عليه وعلى آله الصلاة والسلام-:"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". فبلغه الله بهذا البلاء منازل الشهداء، وألحقه بالسابقين من أهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء في أول الدعوة النبوية فصبروا، وهكذا الإمام الحسين{عليه السلام} ابتلي بعد وصبر، فأتم الله عليه نعمته بالشهادة، لأن عند الله في دار كرامته من المنازل العلية ما لا ينالها إلا أهل البلاء والصبر فكان الإمام الحسين{عليه السلام} منهم.
ونعلم أن المسلمين لم يصابوا منذ استشهاد الإمام الحسين{عليه السلام} إلى اليوم بمصيبة أعظم منها، ونقول كلما ذكرنا مصيبتنا في الإمام أبي عبد الله {ع}ما أخبرت به السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين –وكانت شهدت مصرع أبيها- عن أبيها الحسين عن جده –صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال:"ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعاً إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب" فنقول:"إنا لله وإنا إليه راجعون" رجاء أن نكون ممن قال الله فيهم "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".

وفي صحيح الترمذي : 2 / 306 ، في مناقب الحسن و الحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن سلمى .
قالت : دخلت على أم سلمة و هي تبكي ، فقلت ما يبكيك ؟
قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ـ تعني في المنام ـ و على رأسه و لحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول الله ؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفاً .

وفي صحيح البخاري : في كتاب بدء الخلق ، في باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، رَوى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : أُتيَ عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليهما السلام فجعل في طست ، فجعل ينكت ، و قال في حسنه شيئاً .

مستدرك الصحيحين : 3 / 176 ، رَوى بسنده عن شداد بن عبد الله عن أم الفضل بنت الحارث ، أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فقالت : يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة . قال : و ما هو ؟ قالت : إنه شديد . قال : و ما هو ؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت و وضعت في حجري . فقال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم : " رأيت خيراً ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك فولدت فاطمة سلام الله عليها الحسين عليه السلام فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم . " . فدخلت يوماً على رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم فوضعته في حجره ,ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) و سلم تهريقان من الدموع . قالت : فقلت : يا نبي الله بأبي أنت و أمي ـ ما لك ؟ قال : أتاني جبريل فاخبرني أن امتي ستقتل ابني هذا . فقلت : هذا ؟ فقال : نعم ، و أتاني بتربة من تربته حمراء . قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين .

وَ روى الحاكم في مستدرك الصحيحين بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه ( و آله ) و سلم ) : " إن أهل بيتي سيُلقون من بعدي من امتي قتلاً و تشريداً ، و إن أشدَّ قومنا لنا بغضاً بنو أمية و بنو المغيرة و بنو مخزوم " ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

والحمد لله ربّ العالمين

محمّد عليّ الحسينيّ - لبنان - بيروت




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !