البني شنقول ترجع بعض الروايات اصولهم الي المجموعات العربية التي هاجرت الي اقصي جنوب النيل الازرق الي اقليمهم الحالي ثم تزاوجوا من القبائل المحلية (1) وعرف جزء منهم باسم الوطاويط وهم المجموعات التي هاجرت الي اثيوبيا والمنطقة الحدودية في فترة متاخرة 0
ويعتقد ان قبائل البني شنقول هم سودانين فروا امام الغزو التركي الذي سيره محمد علي باشا لجمع الذهب من جبالهم (2) والرجال لبناء جيشه وقد مارس الاتراك ابشع الاساليب في تنفيذ اهدافهم مما دفع العديد من القبائل ان تفر امام جيوشهم التي كانت تستعمل السلاح الناري (2) وعند هروبهم في اتجاه الاراضي الاثيوبية مارس فرسان البني شنقول العنف ولم يرضخوا الي سلطان ملوك الاحباش 0
لعب البني شنقول دورا مهما في حرب الطليان وذلك بدعم الجيش الانجليزي وثاروا علي الوجود الطلياني في الحدود السودانية وتم تدريب (180) من البني شنقول (3) ثم ترفيعها الي 350 فرد وعرفوا باسم (باندا فونج ) وكانت مهامهم تتركز علي حماية الحدود مراقبة التسللات للقوات الايطالية وجمع المعلومات للانجليز 0
يجدر بالذكر ان سياسة المناطق المقفولة التي تبعتها السلطات الانجليزية تهدف الي عزل التجمعات القبلية الوثنية في السودان وجنوب النيل الازرق بصفه خاصة قبائل (الادك والمابان والجمجم والانقسنا والبرون) وهي قبائل شبه وثنيه ، سعي الانجليز الي عزلها ومنعها من التداخل مع الوطاويط والبني شنقول والتي ضمت بعد مطالبات الملك منيك بضرورة اتباع هذه المنطقة الغنيه بالذهب (اقليم بني شنقول ) وشعر الانجليز بضرورة ان يحتفظوا بالنيل الازرق في مقابل تنازلهم لاثيوبيا عن اقليم بني شنقول 0
بعد سقوط ام درمان بواسطة القوات المصرية والانجليز تدخلت اثيوبيا واحتلت منطقة فازوغلي والروصيرص ولكن الانجليز بقيادة الميجور بارسونيز ادار مفاوضات مع الملك منيك وخرجوا باتفاق بموجبه يحتفظ الملك منيك الثاني باقليم بني شنقول ذو الاغلبية المسلمة الذين يتحدثون اللغة العربية ، وان يسحب قواته الي منطقة جنوب
فازوغلي والروصيرص عند منطقة( باردا – بمبدي) والتي هي المدخل الشرقي للنيل الازرق في الشريط الحدودي وان يسحب قواته (الاحباش) الذين هاجموا منطقة القلابات وتسلم الي السلطات المصرية الانجليزية علي اعتبار انها اراضي مصرية 0
بعد اعلان ضم اقليم بني شنقول الي الامبراطورية الحبشية لم يجدوا الترحيب الكافي من السلطات الامبراطورية واعتبروا مواطنين من الدرجة الثانية وفي بداية عام 1931م بدا اول تمرد رسمي علي السلطات الامبراطورية في اديس ابابا (4) وكانت مطالبهم متمثلة في الاتي :-
1- العودة باقليمهم الي الاراضي السودانية علي اساس ان اراضيهم وشعبهم جز لايتجزاء من السودان وقوبل هذا الطلب بالعنف وعدم القبول من قبل السلطات الامبراطورية (5) 0
2- المطالبة بحكم ذاتي في اطار الدولة الاثيوبية وهذا المطلب قوبل بالقوة والرفض خلال حكم منيك هيلاسي لاسي منقستو ، استمر النشاط المسلح لعناصر البني شنقول0
هوامش
1- سير جيمس روبرتسون ، السودان من الحكم البريطاني الي فجر الاستقلال ، تعريب مصطفي عابدين الخاجي ، دار الجيل بيروت ،1996م ، ص 1010
2- نفس المرجع السابق ص 103 0 3- نفس المصدر السابق ص 120 0
2- الملف الدوري ،النزاعات في القرن الافريقي واثرها علي الامن القومي السوداني بروفسور احمد كاني والسفير ابراهيم مطر ،مركز دراسات الشرق الاوسط العدد رقم (20) نوفمبر – ديسمبر 0
التعليقات (0)