إبراهيم الكوني ، هو كاتب وروائي ليبي ، إشتهر بالقصص الأسطوري ، وأبدع في تصوير البيئة الصحراوية ، وفي نقل يوميات الطوارق وعاداتهم ، وتقاليدهم ، وطقوسهم ، وقصص عشقهم .. وكل ذلك بأسلوب أقل ما يُقال عنه .. أنه رائع !..
01 ـ التّبـر :
-3-
هذه ليست المرة الأولى..
سبق له أن ورّطه في فضائح أفظع ..
فقد تعود أن يقوم بغزواته العاطفية الليليّة إلى النجوع المجاورة على ظهر الأبلق . يسرجه بعد المغيب وينطلقُ إلى ديارالمعشوقات ، فيصل بعد منتصف الليل . يوثقه بالعقال في أقرب الأودية ، ويتسلل في الظلمات إلى خِيَم الحسان . يتغازل ويتسامرُ ويختطف القبلات حتى ينفلق أفق الصحراء عن الضوء ، فيتسلل إلى الوادي ويقفز فوق السرج وينطلقُ عائداً.
تكررت الغزواتُ حتى إكتشف أن أبلقهُ قد وقع في غرام ناقة حسناء تملكها قبيلة تعودت أن تقضي الربيع في وادي "إينغر" واعتاد هُوَ أن يزورَ فاتنة من بنات تلك القبيلة النبيلة . يتركه يرتعُ في قاع الوادي مع الإبل ، ويذهبُ إلى فتاته في المضارب . ولم يغفل عن مشاعر مهريه العاطفية . فقد لاحظ هيامه بالناقة البيضاء منذ زياراته الأولى . وازداد يقيناً بعدما رأى كيف يطير الأبلقُ إلى "إينغر" ويحترقُ شوقا للسفر الليليّ . فكان يشاكسه ويقول:
- لماذا تخبئ عني؟.. إعترف أنك تطيرُ إلى محبوبتك ولا تطير بي إلى محبوبتي . إعترف أن لا فضلَ لك في العدو هذه المرة !.. الأنثى هي السبب !.. هي السبب دوماً !..
فيرد عليه متمايلاً ، ينثر الزبد ، ويمضغ الرسن في عدوه السعيد :
- أو _ ع _ ع _ ع ....
فيضحكُ (أوخيّد) ويستمرّ في مداعباته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)