من نحن وماذا نشكل ضمن هذا العالم وهل نحن مستهدفون كما يحلو للبعض أن يفسر كل حدث عالمي بالمؤامرة التي تحاك ضدنا وهل نحن نشكل رقماً ضمن المعادلة الدولية بحيث أن الأنظار تتجه حولنا لتعرف ردات فعلنا تجاه الأحداث العالمية أو ما يحيط بنا أم أننا نبالغ في تقييمنا لإنفسنا دون وعي و أدراك لمستوى ما وصلنا إليه من تأخر دون إقرارنا بذلك التخلف وكيف أننا أصبحنا لا نشكل و لا نعبر عن شيء في الميزان الدولي كي يتطرق العالم أو ينظر إلينا وهل وهل ضمن عشرات ومئات الأسئلة التي لم نجد أو نحاول أن نجد لها جواباً أو حلا معقولاً أو مقبولا.
إن سؤالنا حول من نحن والإجابة عليه سوف يجيب على كثير من الأسئلة التي تدور في فلك دائرة تفكيرنا ذلك لإننا أصبحنا مجتمعات بلا هوية فنحن أقرب للآخر في تفكيرنا و في طريقة نظرتنا لبعضنا البعض مما يشكل أزمة في فكرنا الذي أصبح منغلق ومنفتح في آن واحد ومتحرر ومقيد بقيود لا تمت لواقعه وثقافته بشيئ ما. نعم نحن منغلقون في بيوتنا منفتحون في شوارعنا منغلقونا في ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وبيوتنا مفتوحة الثقافة شكليا منغلقة ممارسة و سلوكاُ وإدارة وتفكيراً فلكل انفتاح يحكم قيوده ويباشر عملية تقييده و يمنعه من الانطلاق والإنبعاث مما يجعل بيوتنا بؤرة من بؤر التخلف التي تمنعنا من الإنطلاق في عالم أوسع مداركٍ وأكثر حرية ووعي.
نعم نحن منفتحون أصوليون في انتماءتنا ومنغلقون متغربون في تفكيرنا ، لم يعد ما يحدد ما نحن وإلى ما نسير ندعي الإنفتاح ونحن منغلقون على ذواتنا منفتحون على بعضنا ومنغلقون في فكرنا منفتحون في تطبيقاتنا لهذا الفكر ، نتحدث عن الإنفتاح ونمارس الكبت والتعقيد والإنغلاق في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، نقبل الآخر البعيد المخالف ونبتعد عن القريب الموالف منفتحون فكراً منغلقون سلوكياً.
ليس هناك حدود في انغلاقنا كما أنه ليس هناك حدود في انفتاحنا الشكلي والذي يُعد إنفتاحاً قشرياً في مظهره منكمش في جوهره، نعم لقد اضعنا بوصلة التوجيه في تحديد نوعية و ماهية هويتنا وثقافتنا لذلك أصبحنا نضرب يمين ونحن نقصد الشمال و نتوجه شرقا و مقصدنا نحو الغرب ، ليس هناك ما يحدد أو ينظم عملية توجهنا أو ثوابت تحدد و تمنهج عملية التوجهات المختلفة والمتغايرة والمتوافقة في آن واحد.
لقد حيرنا وأحترنا واحتارت الجهات في تحديد وجهة نظرنا ولو كان هناك وجهة من الجهات جديدة لم نكتشفها لكنا أول من يتبناها ويتوجه نحوها ، ذلك لإننا لمن نحدد وجهة نظرنا بعد أو لم نتشكل أو نشكل ذواتنا ضمن إطار معرفي أو ثقافي يؤسس ويؤطر كثير من الروئ والمفاهيم التي نعتقد بصحتها أو نعتقد بإنتماءنا لها فلا أساس لمن ليس له أساس.
نحن نتكلم عن الثوابت و المتغيرات في الوقت الذي لا يحدد و لا يحد تفكيرنا حدود معروفة ننطلق من خلالها للإبحار في بحار الثقافات المختلفة التي ترد إلينا وعلينا من مختلف الدول والمنظمات والتي حددت أهدافها وأنطلقت في ضمن أطر معينة ووسائل ممنهجة كي تؤسس وجودياتها ضمن كل الوجوديات المختلفة
من نحن سؤال يجب أن نجيب عليه كي ندرك ونعي موقعنا و موقفنا من الإعراب ضمن هذا الخليط والتمازج الثقافي والمعرفي الذي يغرقنا و نغرق في بحار توهجه وتموجه أمام ناظرنا دون الوعي بمتطلبات المرحلة التي نعيشها ونتعايش معها.
التعليقات (0)