مواضيع اليوم

من ميدان التحرير أكتب (3)

أجمل ما في الميدان أنه جمع مصر كلها في مكان واحد، إنك تستطيع أن ترى في الميدان مصر بعد أن ينكشف عنها غبار الظلم والاستبداد، وكأن الميدان يعطيك صورة حية لمصر بعد رحيل مبارك..
شعور عجيب تحسه بعد دخول الميدان، ويستطيع حدسك أن يدرك الفرق الشاسع بين خارج الميدان وداخله..


ففي الميدان ترى الوحدة الوطنية في أجل صورها، لا الوحدة الوطنية بين المسلم والمسيحي، ولكن الوحدة الوطنية بين كل أطياف المجتمع وطبقاته، مما لا يمكن أن يجمعهم شيء أو مكان خارج هذا الميدان، بلا فوارق أو حواجز نفسية..


هل يستطيع شاب ثرى أن يلتقي بشاب فقير في مكان ما دون أن يكون بينهما شعور بالفوقية والدونية يمنع التواصل الجيد بينهما؟.. أنت في الميدان ترى أن كل ذلك قد تلاشى..


ففي الميدان الشباب والشيوخ، والرجال والنساء، والفتيان والفتيات، والكبار والصغار، كما فيه الأثرياء والفقراء، والأميون والأدباء، واللاعبون والفنانون، والمسلم بيده المصحف يعانق المسيحي المتوسم بالصليب..


الفقير يأكل ويرمى تحت قدميه، والغنى يمسك المكنسة والجاروف ويلتقط ما تحت الأقدام في بشر وسرور..


إذا أحسست بالجوع وجدت الطعام، وإذا شعرت بالعطش جاءك الماء قبل أن تنطق..


في الميدان الكل في خدمة الكل، توحد الجمع على هدف واحد، فانكسرت الحواجز، وذابت الفوارق، وأصبح الكل لا يشعر إلا بشعور واحد، أنه مصري وفقط..


في الميدان تجد التعاون والحب والألفة، فلا تجد تدافعا على كثرة الأعداد، ولا تحرشا على كثرة الدواعي والمثيرات، ولا سرقة على تهيؤ الظروف..


ففي ميدان الحرية " التحرير" تجد أشتات الأجساد، أجماع القلوب، فالمجتمع الذي يجتمع على هدف عظيم، تظله ظلال الحرية الوارفة، يصنع أخلاقا عظيمة، وسلوكيات أعظم ..وهذه مصر ما بعد مبارك..


وإلى لقاء آخر من قلب الميدان..

محمد عبد الفتاح عليوة
ostaz_75@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !