مواضيع اليوم

من مقالاتي...حكومة التوافق الفلسطيني..العوائق و الرهاتات

البشير عبيد

2010-06-29 16:18:45

0

من مقالاتي المنشورة

 

حكومة التوافق الوطني الفلسطيني:

العوائق و رهانات التجاوز                                                

بقلم البشير عبيد     

اتفقت الفصائل الفلسطينية مؤخرا على تشكيل حكومة توافق قبل نهاية شهر مارس الجاري و يعتبر هذا الاتفاق بحد ذاته "حدثا تاريخيا " بعد شهور من الانقسامات و الاقتتال و التراشق و الحملات الإعلامية المركزة على مفردات التخوين و العمالة. و يبدو أن الشارع الفلسطيني قد سره الخبر و ساد شعور عميق بالارتياح في كل المناطق و الجهات، في الداخل و الشتات، أملا في طي صفحة الماضي و تأسيس هدنة حقيقية و إبرام اتفاق " سلام" يجمع كل الحركات و التيارات الفكرية و السياسية على أرضية صلبة موحدة تخاطب الرأي العام العربي و الإقليمي و الدولي بلغة سياسية واحدة قطعا للطريق أمام حكومة الكيان الصهيوني الغاصب المزمع تشكيلها في الأيام القادمة و التي من المفترض أن تضم في صفوفها وزراء يطالبون بتهجير أهلنا في الضفة الغربية و قطاع غزة. و معلوم أن الساحة الفلسطينية بعد تشكيل حكومة مارس لن تكون خالية من الجدل الساخن و المقاربات المتضاربة بين معظم الفاعلين في المشهد السياسي، خاصة بين حركتي فتح و حماس.و ليس خافيا على أحد أن تشكيل حكومة توافق و تكليفها بإجراء انتخابات تشريعية و رئاسية، لا يعني آليا أن الخلافات بين الفصائل قد انتهت، لأن المصالحة الحقيقية لم تبرم بين جميع الأطراف لتجاوز برتوكولات المصافحة و العناق بين القيادات و الدخول فورا إلى صلب الموضوع المتمثل في المصالحة و إثبات حسن النية بشكل جدي و التسريع بإبرام اتفاق تاريخي يجمع كل التيارات الفكرية و الحركات السياسية و الشخصيات الوطنية و جمع" الكل" المناهض للاحتلال الصهيوني في " كتلة تاريخية" تكون مهمتها صد العدوان و قيادة الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه المشروع في إقامة دولته الديمقراطية المستقلة و عاصمتها القدس الشريف، علما بأن هذه المهمة العسيرة تتطلب مجهودات جبارة من جميع القيادات و توفر روح وحدوية تتجاوز الحسابات السياسية الفئوية و الحزبية و الانصهار كليا في خانة العمل الوطني لطي صفحة الانقسامات و التشرذم و الاقتتال و التخوين و التكفير، لأن اتفاق القاهرة يمثل فقط بداية المنعطف و الحجرة الأولى في بناء الوحدة و المصالحة الفلسطينية التي لم تقطع بعد الأمتار الأولى من طريق شاقة و طويلة ومتشعبة المسالك و متعددة المقاربات.                                                                                                      

قيادات وحسابات

ما من شك أن العدوان الدموي الأخير على قطاع غزة شكل منعرجا حاسما للقضية الفلسطينية، فبقدر ما بين عنصرية و همجية كيان الاحتلال و أكد بشلالات الدماء و الأجساد المحترقة صمود المقاومة و الشعب ووحدتهما أمام الامتلاءات الصهيونية، أثبت هذا العدوان هشاشة الرؤية السياسية و قصورها لدى قيادات حركة فتح و رموزها في السلطة التي أمعنت في سلك طريق "مفاوضات عبثية"، طالما سمعنا أصوات من هنا و هناك تطالب محمود عباس و أعوانه بالابتعاد عن هذا النهج الواهم(فاروق القدومي،خالد مشعل، أحمد سعدات، نايف حواتمة..)، هذا النهج الذي استغله الكيان الغاصب ليستفرد بأهلنا في غزة و يعيث في الأرض فسادا. ولعل من مفارقات هذا الزمان أن بعض قيادات فتح لم تبخل في شتم وسب قيادات المقاومة و نعتها بالانقلابية و التنكر "للشرعية" و العالم يشاهد فضاعة و بشاعة دموية العدوان الأخير.. فعوض الإنصات لنداءات العقل و الخروج من ثقب المراهقة السياسية بادرت هذه الأطراف بإعلان" اعتدالها و   رصانتها" السياسية ، و حدث الذي حدث و الكل يعلم تفاصيل الواقعة، و خرجت المقاومة و قياداتها العسكرية و السياسية في الداخل و الخارج منتصرة نظرا لعدم استسلامها لاملاءات و شروط الحكومة "الاسرائلية" التي عجلت بإيقاف العدوان من طرف واحد. وهكذا انقلب السحر على الساحر و طلعت علينا بعض الفضائيات العربية بتصريحات مفاجئة لقيادات عليا من حركة فتح تتبوأ مكانة سياسية في السلطة تندد بالعدوان و تندم على الجهد الذي ضاع في مفاوضات عبثية ماراطونية لم يستفد منها سوى عشاق القتل و النهب و السلب. ما من شك أن هذا النهج السياسي الذي سلكته قيادات فتح قبل بدء العدوان و بعده  قد غذاه شعور هذه القيادات بوهم كبير ألا وهو المسك بدفة الحكم، متناسية أن " السلطة" ماهي إلا وهم معشش في الرؤوس لأن الحاكم الفعلي في الضفة الغربية و قطاع غزة هو"إسرائيل" مثلما قال الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الذي أكد في أكثر من مناسبة هذا الكلام داعيا جميع الأطراف إلى التعقل و الابتعاد عن نهج النرجسية السياسية الحزبية و خلق حالة من الإجماع الوطني حول أهم القضايا و تشكيل قيادة موحدة للمقاومة و إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على أسس صحيحة تتجاوز المحاصصة مثلما حدث في اتفاق مكة(عباس-مشعل).. إذن واضح مما سبق ذكره أن النهج السياسي الذي سلكته" سلطة" فتح خلق في الساحة الفلسطينية شعورا كبيرا بالإحباط و اليأس نتيجة تعمد الكيان الصهيوني سياسة الاغتيالات و الاعتقالات و هدم المنازل و تجريف الأراضي الزراعية و مواصلة بناء جدار الفصل العنصري و التمادي في عمليات تهويد القدس الشريف. لقد تعمد هذا الكيان الدموي الغاصب سلك هذا النهج في الوقت الذي يستقبل فيه قادته(أولمرت و ليفني و باراك) محمود عباس و سلام فياض و صائب عريقات.. فما كان من قادة حركات حماس و الجهاد و الجبهة الشعبية إلا مواصلة نهج المقاومة لإرباك الدولة العبرية و" رعاياها" بتذكيرها أن هناك أحرارا في هذا الشعب، هم على أهبة الاستعداد لمقاومة الاحتلال في الداخل و الخارج- عسكريا و سياسيا و إعلاميا – في وقت واصلت فيه "سلطة" فتح نهجها السالف الذكر ضاربة عرض الحائط نصائح حكماء و قيادات تاريخية فلسطينية و عربية أمثال فاروق القدومي و الكاتب الصحفي الكبير عبد الباري عطوان.. و هكذا وضعوا العربة أمام الحصان مما جعل القيادات العسكرية و السياسية و الصهيونية تقرر الاستفراد بأهلنا العزل في قطاع غزة المحاصر لمدة ثمانية عشر شهرا و تشن عليه عدوانا شرسا غير مسبوق منذ عقود خلت، إلا أن صمود المقاومة و استبسالها البطولي أربك قادة الدولة العبرية التي تحاول دائما أن تتناسى أصالة و عراقة الشعب العربي الفلسطيني و توقه للحرية و العدالة و الكرامة و العزة، علما بأن عددا كبيرا من العسكريين و المسؤلين السياسيين" الاسرائليين" اعترفوا بأن الحملة العدوانية الشرسة الأخيرة على قطاع غزة قد أخفقت في تحقيق الأهداف التي رسمت لها. و خلال شهادات أدلوا بها لوسائل الإعلام أقر المسؤلون العسكريون " الإسرائيليون" بأن الذي حققته "إسرائيل" هو فقط ما يتعلق باستهداف المدنيين و البنية التحتية في قطاع غزة لكنها فشلت في انجاز الهدف الاستراتيجي الكبير المتمثل في كسر شوكة المقاومة الفلسطينية و النيل من معنوياتها و إجبارها على رفع الراية البيضاء و قال الجنرال إنجابي أشكينازي رئيس أركان الجيش الصهيوني أن مجموعة من أفراد حركة حماس كانت ترتدي زي الجنود الاسرائليين حاولت التسلل لتنفيذ عمليات في صفوف الجيش الإسرائيلي. و اعتبر مراقبون أن هذه الشهادة لأشكينازي تعد من أبرز الأدلة على حقيقة ما جرى في غزة لأنها أماطت اللثام عن القدرة و الثقة التي تمتعت بها عناصر المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال. و قال شلومو بن عامي وزير الخارجية الصهيوني الأسبق"إن قرار إسرائيل شن حرب على قطاع غزة كان خطأ فادحا منذ البداية و لم يكن لها أي داع بتاتا و أن الخطأ الأكبر يكمن في تصديق الجيش الإسرائيلي أنه قد انتصر في هذه الحرب". و دعى أفرايم معا ليفي رئيس الموساد السابق إلى عدم تجاهل حركة حماس في أية مفاوضات لإعادة الحسابات بشأن موازين القوة في المنطقة بعد العملية العسكرية الأخيرة ضد أهلنا في غزة، و اعترف بأن جيش الاحتلال استهدف القطاع بنيرانه على كل المستويات، و رغم هذا فقد استطاعت حركة حماس أن تخرج من الرماد و شببها بطائر الفينيق.و هكذا شهد شاهد من مثلما يقولون رغم أن أصواتا تعالت من داخل الوطن العربي تنعت المقاومة بالمغامرة و النزعة الانقلابية على " الشرعية" الفلسطينية و تسببها في خلق الذرائع و المبررات لشن العدوان من قبل الدولة الصهيونية الغاصبة.                                                                                                                                                               

عوائق الحوار و رهانات التجاوز                                                                                                         

بعد إعلان اتفاق القاهرة و تسجيل بداية موفقة لحوار وطني فلسطيني شامل أبدى المراقبون تخوفاتهم من فشل مفترض لهذا الحوار، و  حتى إن تشكلت في الأيام القادمة حكومة التوافق و تنتهي تبعا لذلك المواجهات الكلامية السابقة و اتهامات التخوين المتبادلة، فان هذه الحكومة لن تمحو بشكل فوري و آلي الفوارق بين الفصائل و الحركات و بين شعاراتها المركزية حتى إذا شمل الوفاق إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية و إصلاح جميع مؤسساتها، فالفصائل لها مرجعياتها الفكرية و العقائدية و مقارباتها السياسية المختلفة مما يجعل أي تذويب قصري لهذا الاختلاف يهدد حكومة التوافق المزمع تشكيلها بالفشل و عدم الجاهزية  لممارسة أي نشاط سياسي فعال، و هذا يجب أن ينتبه له حكماء الشعب الفلسطيني و قياداته الفكرية و السياسية المشهود لها بالكفاءة و المصداقية و النزاهة قطعا للطريق أمام الحسابات الحزبية و الفئوية الضيقة و إنصاتا لنداءات العقل و الحكمة. صحيح أن هناك عديد القضايا الخلافية، من اتفاق أوسلو و المفاوضات و الدولة الفلسطينية و مرجعياتها العقائدية و هويتها السياسية و الحضارية، إلى ملفي القدس و اللاجئين.. لكن هذه القضايا و مقاربات الحركات حولها لا يعطي أي مبرر لتفجير دائم للخلافات و ادعاء " النقاء" النضالي المطلق و صواب المقاربة السياسية "الوحيدة".. المطلوب الآن هو مواصلة تعبيد طريق المصالحة الذي أسسته المبادرة المصرية و البناء عليه أن تتشكل حكومة التوافق و السيطرة عقلانيا و براغماتيا على أية خلافات طارئة قد تحدث نتيجة تداعيات المرحلة و ضغوطات أطراف إقليمية ودولية في قادم الأيام. ان عوائق الحوار الوطني الفلسطيني بإمكانها أن تختفي لو تضع القيادات السياسية الفاعلة نصب عينيها المصالح العليا للشعب الفلسطيني الصابر المكافح و قدمته و تقدمه إلى الآن أجياله المتلاحقة من تضحيات جسام لاوصف لها، و بإمكان هذه القيادات أن تستفيد من المصالحة اللبنانية رغم اختلاف الصورة والمشهد و التفاصيل، لكن التجربة اللبنانية في الوفاق و المصالحة أكدت للجميع أن تجاوز المصاعب و تغليب العقل و الحكمة على العاطفة السياسية و الانتماء الحزبي أمر ضروري لتأسيس مصالحة حقيقية تتجاوز ديكور المصافحة و العناق و إعلان البيانات و إقامة المؤتمرات الصحفية. إن المصالحة عقلية و فكر، لا و لن تتحقق على أرض الواقع إذا واصل طرف من الأطراف اللاعبة في المشهد السياسي نهج التمسك بمقاربته السياسية مقصيا" الآخر" من المعادلة، و قد أثبتت تجارب الشعوب شرقا و غربا، أن النخب الفكرية و القيادات السياسية التي تدير حلقات الصراع و تخاطب قادة العالم، بإمكانها أن تتوحد و تعيد بناء هياكلها التنظيمية و هذا ما نترقبه في الأسابيع القادمة فيما يخص منظمة التحرير الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني، و ليس خافيا على أحد أن هياكل هذه المنظمة العريقة قد دب فيها الفساد و فقدت الكثير من بريقها و إشعاعها النضالي مما استوجب من جميع الفصائل و الشخصيات الوطنية الفلسطينية العمل بصبر و ثبات و طول نفس من أجل إعادة بناء هياكلها على أسس صحيحة تستبعد المصالح و الامتيازات الحزبية و الفئوية مع استقطاب جميع الكفاءات المؤمنة بالمشروع الوطني الفلسطيني دون أن ننسى إلزامية تجريم الاقتتال الداخلي و بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية فقط. إذا توفرت هذه الشروط، بإمكاننا التأكيد أن الأمتار الأولى من طريق شاقة و طويلة قد قطعت و سوف نرى قريبا جميع الحناجر من فتح و حماس و الجهاد و الشعبية و الديمقراطية.. تهتف باسم فلسطين في الضفة الغربية و قطاع غزة، دون تتطاوس هذا على ذلك، و ليس عزيزا على شعب أنجب أجيالا من السياسيين الكبار و المبدعين الأفذاذ أن يعطينا درسا كبيرا في صبر قياداته و تغليب الروح الوحدوية النضالية على المصالح الشخصية و الحزبية.                                                                                                                                           

القدس و اللاجئين

تعلم جميع الفصائل الفلسطينية أن رئيس الوزراء الصهيوني المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين ناتانياهو، أعلن عديد المرات استبعاد قضايا القدس و اللاجئين و الاستيطان من أية مفاوضات قادمة مع الجانب الفلسطيني، علما بأن هذه المواقف تعتبر تقليدية بالنسبة لهذا السياسي" الإسرائيلي" وقد سبق له ل أن طبق هذه المقاربة عندما قاد الحكومة سابقا، و لا ننسى هنا تحالفه الاستراتيجي مع اليمين المتطرف خاصة حركة"إسرائيل بيتنا" التي تطالب في خطابها السياسي بطرد أشقائنا الفلسطينيين من أراضيهم مع توسيع بناء المستوطنات و الإسراع في بناء جدار الفصل العنصري و تهويد مدينة القدس و الأحياء السكنية المتاخمة لها لتغيير و ضعها الديمغرافي و التأثير لا حقا على سير المفاوضات. واضح من تداعيات هذا المسار أن الجانب الصهيوني بقيادة بنيامين ناتانياهو ذاهب إلى الأمام في سياساته الاستعمارية الاستيطانية و لا يوجد في أفق برنامجه السياسي أية تنازلات بل بالعكس لا هم له سوى فرض الاملاءات و الشروط لكسر شوكة المقاومة و إضعاف بريقها النضالي داخل الساحة الفلسطينية و في الوطن العربي و العالم الإسلامي و العالم الحر المتعاطف مع القضية الفلسطينية، و إذا كان هذا هو الوضع في الأفق المنظور فحتما تفرض بالضرورة رهانات المرحلة توحد جميع الأطراف المؤمنة بخيار المقاومة –عسكريا و سياسيا- مع عدم استبعاد خيار المفاوضات إذا دعمتها أطراف إقليمية و دولية مؤثرة، و لا ننسى هنا التعاطف الدولي مع أهلنا في غزة نتيجة العدوان الشرس الأخير مما يستوجب من كل القيادات الفلسطينية استثمار هذا التعاطف ووضع رؤية إستراتيجية شاملة بعيدة المدى لإرباك الكيان الصهيوني و جعله يدور في دوامة لا نهاية لها و إجباره لاحقا على التنازل و فهم طبيعة الصراع و الكف عن سياسات الاغتيال و الاعتقال و الاستيطان و تهويد المقدسات و اقتلاع أصحاب الأرض الحقيقيين من جذورهم، لكن الوهم المعشش في رؤوس قادة الكيان الصهيوني صعب إن لم يكن من المستحيل أن يضعف نتيجة رسوخ هذا الوهم المرتبط باغتصاب و إبادة الآخر العربي الفلسطيني في كل مكان و في كل زمان..لكن نسي أو تناسى هذا الكيان الدموي أن الحق لن يضيع مهما يطول الزمان و يصير المكان في حجم و شكل الجحيم، فالذاكرة لا تشطب من دفاترها أسماء القتلة و سفاكي الدماء و عشاق القتل و السب و النهب و هتك الأعراض و تدليس المقدسات. لا مفر من معالجة قضايا القدس و اللاجئين و الاستيطان، ولا خوف بعد اليوم من خصوم الهوية و الأرض و التاريخ. لهم الوهم ولنا ما تبقى من تجليات الحلم عسى أن يباغتنا أحد الأولاد بمقاطع قصيرة من أناشيد التحدي و البهاء .                                                                                                                        

 تونس  مارس 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !