التطبيع العربي الإسرائيلي يسير قدما وهو صادر عن اقتناع العرب (الحكومات) بأن مصالحهم مع التطبيع ولا مانع من الوصول إليه خوفا من إسرائيل وليس حبا فيها والثمن هو تصفية القضية الفلسطينية وهذا بالطبع يريحهم من تبعات مناصرتها حيث لا يرون في ذلك جدوي حقيقية وفي اعتقادهم أن إنهاء القضية سوف يتيح لدول المنطقة التفرغ للتقدم والازدهار ومن ناحية أخري فإن حماس لا تملك ما تخسر بل إن مناصرتها تزداد مع الوقت حتى في أوساط غربية ليس من مصلحتها استمرار الصراع لأن شرارته تطولهم وأيضا ليقظة بعض الضمائر الغربية
زيادة الضغط علي حماس لا تجدي بل ستؤدي إلى انفجار في أماكن عربية قبل غزة ولذلك فالسباق الآن بين الحكومات التي تريد إنجاز الاستسلام الحمساوي قبل الانفجار وصمود حماس في وجه الحصار وتتمنى قطف ثمرة الصمود قبل الاستسلام عن طريق حدوث الانفجار وأيهما أقرب يتوقف على صحوة الشعوب العربية ونخبها الفاعلة قبل التغيير الوشيك في الرئاسات العربية بسبب قرب الآجال وتعتقد الحكومات العربية أن الروح الغزاوية سوف تنهار مع نفاد الرغيف من المخبز وخلو الصيدلية من الدواء وهيهات لأهل غزة أن يستسلموا
فاوض أو لا تفاوض فالمفاوضون على حبل رفيع يوشك أن ينقطع وهم بين فكي الرحي إما فلسطين وإما السلطة ومع السلطة فقدان فلسطين ومع فلسطين فقدان السلطة ولن تكون فلسطين في مأمن من الضياع إلا بعد تمحيص أبنائها حتى تفرز من يحني رقبته لسيف العدوان ومن يرفع رأسه ولو قطعت في سبيل فلسطين حتى يبقى فيها من يذود عنها ليس بالبيع وإنما ببيع الروح والجسد والظرف لا يسمح بطول أمد الاختيار فالعالم يتربص بفلسطين ومعه بعض قادة العرب
التعليقات (0)