من مستعد إن يصلي صلاتي
عندما أنسى كل ما حولي وأمتزج مع علامات الصمت
أتضرع للبحر الثائر
أتهاوى مع قطرات المطر
فهل صليتم يوما صلاة فيروز
وهي ترتل إذا راح تهجرني حبيبي..راح تنساني يا حبيبي..ضل تذكرني..وتذكر ..طريق النحل
و هل صليتم صلاة ياني
وه يتمايل بكبريائه اليوناني
يقفز مع قائد الأوركسترا
بينما لا يعرف أن قلبي قد قفز من مكانه أيضا
ليصلي صلاته
يداه لا تزالان تعزفان على البيانو
كأنه يعزف على أوتار مشاعري
وانا ما زلت أصلي صلاته
صلاتي قائمة بين وبين أنبياء و أديان
تائهة
متمردة
تلك الصلاة المطرية التي تقتلني في كل حلم
تتقاذفني امواجها حتى الغرق
ثم ترميني مجرد من بقايا حياة
بقايا موت
مجرد من كل شيء..من كل لاشيء..حتى من ذاتي!
بالأمس كانت الطبيعة تحتضنني وتصلي
تشيع حزني..تلملمني مع أوراق الشجر..تزرعني لحنا تائها
فرحا بالحرية..
لا أدري لماذا أفرح لحزن السماء..أم لغناء ورقص السحاب
ولكني شعرت بالمطر ..
كان يصلي صلاته وانا أتلو آياتي يطرق بأنامله زجاج نوافذي
يغني لكل العاشقين والراكعين والساجدين
لكل المعذبين..لأولئك التائهين عن أسمائهم..عن عناوينهم..عن مقابرهم الجماعية..وعن معابدهم وهياكلهم الوهمية
ولكن أحدا لم يكن يصغي الي صلاة المطر غيري
كان حلما من عالم آخر..رحت أحلمه..أعزفه
أنسجه نغما على مسافات عابرة
على أصابع البيانو..
فراح يغني لي وإنا أصلي له ..
البارحة شعرت بنشوة..و بسعادة حلم
و شعرت بنفسي من جديد..أصلي صلاة المطر
فمن مستعد إن يصلي صلاتي
تحياتي
التعليقات (0)