من مؤسسات المجتمع المدني
كثر الحديث عن مؤسسات المجتمع المدني في المملكة ويتابع الناس عن كثب الأيام والليالي التي سوف تلد مشروع نظام مؤسسات المجتمع المدني الذي مازال يراوح أروقة مجلس الشورى الموقر.
لكن وان كثر الحديث عن مؤسسات المجتمع المدني التي ينتظر الناس دورها الذي يعد دوراً اساسياً في أي بلد كان فتلك المؤسسات مهما اختلف برنامجها أو توجهها سوف تقدم الكثير للوطن والمواطن وستحقق الرغبات والطموحات التي يريد الناس تحقيقها على ارض الواقع , لكن مؤسسات المجتمع المدني وجدت منذ قيام الإسلام ولعل ابرز مؤسسات المجتمع المسجد فالمسجد الذي يصنف على انه دار عبادة هو مقر للتشاور والصلح والزواج واللقاء الأخوي و ليس دار عبادة فقط . ففي عهد النبي الكريم علية الصلاة والسلام كان المسجد بمثابة مقراً للقيادة العسكرية والسياسية والبرلمانية ففيه تعقد الاتفاقيات وفيه يعقد قرار الحرب ومنه تنطلق الجيوش الفاتحة ومنه انطلق العلماء ومنه أبدع المؤلفون والنقاد وحتى الشعراء أبدعوا نظماً ونقداً والمسجد كان في عهده صلى الله عليه وسلم دار للقضاء ومقراً للرعاية الاجتماعية والصحية إذ كان يوزع فيه الأموال والصدقات على الفقراء .
فالمسجد حالياً موجود فهو دار عبادة ودار لحفظ القرآن الكريم وأخذت التنظيمات الحديثة لمفاهيم علم الإدارة والسياسة بعض الأدوار التي تندرج تحت أبواب التنظيم .
لكن لابد من إعادة تقييم دوره وإعادة الدور التوجيهي والاجتماعي له . فهو مؤسسة تربوية يقوم بأدوار عظيمة فالمسجد يعد برلماناً يجمع كل الأطياف ففيه يجتمع العالم والحاكم والموظف والعامل والعاطل عن العمل والكبير والصغير والمثقف والناقد وكل مبدع ومنتج وغير منتج وذلك البرلمان يجتمع فيه الناس خمس مرات كل يوم واستحق بذلك أن يصبح مؤسسة مجتمع ومدرسة تربوية تربي الأجيال .
ونحن في السعودية ننتظر ونترقب تفعيل دور المسجد فلابد من إعادة تقييم دورة فلا يقتصر على أن يكون دار عبادة فقط بل يعود إلى دوره التوجيهي والاجتماعي فلو قام المسجد بدوره لم نجد مشاكل أسرية ولا مشاكل أخلاقية ولا اجتاح الناس مرض الضائقة المالية ولو عاد لدوره لأصبح كل حي وكل قرية مضرب المثل في الأخلاق والتدين والتكاتف الاجتماعي .
نريد ألا يصبح المسجد مكان لقضاء دقائق معدودة فقط بل نريد أكثر من ذلك وإذا أردنا أن نعود به إلى أصله لابد من إعادة النظر في وضع الأئمة والخطباء ومدى إلمامهم بقضايا العصر ومستجداته ومدى ملائمة خطب الجمعة لقضايا المجتمع ومستجداتها المختلفة ومدى استجابة الأئمة لمساعدة الفقراء والمعوزين القاطنين في الحي أو القرية فإذا أعيد النظر فيما ذكر فإنها ستكون البداية لتفعيل دوره الذي لم يتعدى حالياً أداء العبادة فقط .
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى
التعليقات (0)