من لطائف حكمة العرب
قيل جاءت إمراة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت:
- يا امير المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل.
فأجابها الفاروق رضي الله عنه:
- جزاك الله خيرا من مثنية على بعلها.
ولكنها عادت فكررت نفس الكلام أكثر من مرة وعمر رضي الله عنه يجيبها بقوله جزاك الله خيرا من مثنية على بعلها.
فقال له أحد الصحابة رضي الله عنهم ممن كان حاضرا :
- إنها يا أمير المؤمنين تطلبه بحق الفراش .
فقال له عمر رضي الله عنه:
- حيث فهمت ذلك فأقض بينهما .
فأرسل الصحابي إلى الرجل يحضره فقال له:
- إن زوجتك تشكو .
فأجاب الزوج:
- لم أقصر معها في شيء.
فأنشدت الزوجة ابياتها من الشعر بما يفيد قولها:
- إن زوجي قد تلهى عن الفراش بالمسجد يقضي فيه ليله ونهاره وأنا في حكم النساء لا أحمد زهده في مضجعي وإنشغاله عني بتعبده.
فقال زوجها:
- لقد زهدني في فراشها وحجولها (يقصد زينتها) إنني إنسان قد أذهلني ما جرى به التنزيل الكريم في سورة النمل والسبع سور الطوال وأن في كتاب الله عز وجل تخويف شديد.
فقال له الصحابي :
- لقد أحل الله لك أربع نساء فاجعل لها ليلة من أربع .
////////////////////////////
قيل جلس الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور في قصره وقت ظهيرة فشاهد رجلا خارج القصر يتردد في الطريق وعليه إمارة الكرب والحيرة فارسل إليه وأحضره وساله عن حاله . فقال له الرجل:
- يا امير المؤمنين أنا تاجر أملك الف دينار وقد احضرتها بالأمس إلى زوجتي وطلبتها اليوم فلم تجدها وأظنها سرقت ولا ادري كيف اتصرف مع الدائنين.
فقال له الخليفة المنصور:
- هل تعلم عن إمراتك سوء أو خيانة ؟
فأجابه الرجل:
- لا.
فاستدعى المنصور قارورة من العطر الذي كان يصنع له وحده فأعطاها للرجل وقال له :
- أعطيها لزوجتك وقل لها ان الخليفة المنصور قد أهداها لي وأخبر حاجبي بعنوان اقامتك حتى إذا طلبتك أرسلت إليك.
فذهب الرجل وفعل كما أمره الخليفة .
وفي هذه الاثناء أعطى الخليفة المنصور أوامره السرية بأن يترقب الحراس في أبواب أسوار بغداد الناس فيقبضوا كل من اشتموا فيه رائحة هذا العطر .... وبالفعل لم يمض يوم حتى جاؤوه بشاب يفوح منه هذا العطر فاستجوبه وهدده وقال له:
- لئن لم تأتني بالألف دينار التي أخذتها من بيت الرجل لأضربن عنقك.
فجاء الشاب بالمال . وأحضر الخليفة المنصور التاجر وقال له:
- هذا مالك؟
فقال الرجل :
- نعم.
فقال له الخليفة:
- خذه ..... وأنت حر في التصرف مع زوجتك .
وبالطبع فقد أدرك المنصور أن زوجة هذا التاجر إنما تخونه مع الشاب ولكنه لم يشأ أن يصدر حكما في هذا الأمر لعدم وجود شهود وعدم اعتراف الشاب بواقعة الزنا ولذلك اكتفى بأن قال للزوج : لك الخيار في زوجتك... إن شاء أمسكها أو يطلقها.
التعليقات (0)