إلى متي سنتحمل كل الخطايا ..أنهكنا الجهل ركلا يا صبايا..نتحمل أوزارنا و أوزار الرجال و كل القضايا..ماقالها ربي ما قالها سيد البرايا..
نعم سيدتي محكوم علينا في مدن الجهل والجهلاء حيث يرقد الجبناء ، يجهل الحكماء ويترشح السفهاء، حيث نتذلل للأقوياء و ساسة الدهاء ، مرهونات هنا نحن تحت إمرة السياسات الفاشلة و المجتمعات المريضة و متزعمات من طرف منظمات نسوية مترجلة مفلسة.
فهنا يا سيدتي محكوم علينا أن نتحمل كل الأوزار، في مجتمعات ورثت بعد انقضاء النبوة و الخلافة الراشدة زج المرأة في زنازين الفقه المنحبس، لتغلق عليها الأبواب و تحرم من التعليم ... المشاركة في الحياة العامة.. والإسهام في بناء المجتمع، ليتراكم الجهل و التخلف على مدى قرون، ثُم فجأة نستقبل وابلا من الأبواق الاستعمارية الداعية إلى عري المرأة وتحويلها إلى ورقة مربحة للتسويق الإعلامي العاهر المسعور.و لهذا وكل هذا كان علينا أن نتحمل وزر هذا التخلف المعاش و الانحطاط المجسد في جوانب حياتنا.
رخيصات نحن يا بنات بلدي؟!! في مجتمعات ترتزق في سياحتها على أعراض بناتها ليكثر عدد السواح ، زوار الفنادق ذات السبع أعراض منحورة في دهاليز الحداثة الفاجرة، لتروج الخمور ويسكر الجمهور ويرقص الجميع على أرض وطني رقصة لكناوة لنعلنها قردية ومذلة أبدية قاتمة.
مهانات إنسانيتنا في مجتمعات تركل فيها النفساء إن أنجبت أنثى، تلعن و تعاقب و تعاتب على جريمتها النكراء من طرف زوج جاهل، و شقيقتها المجهلة عبر قرون من الزمن.. حيث درست في مجتمعات الجهال أن المراة قنبلة موقوتة الانفجار في دنيا الفجار... مطالبات نحن ببسالة في مجتمعات عندما تترمل فيها المرأة أو تطلق تسقى كؤوسا من حنظل النظرات الدونية و الشفقة المنافقة، لتجد نفسها وحيدة في مواجهة لعنة التجويع و قبح أوجه مريضة تستهوي أنوثتها العطشى علها تنال شيئا منها.
نعم سيدتي علينا ان نتحمل كل الأوزار ، في مجتمعات تغلوا فيها الأسعار، وتسطع الشمس فيها مبشرة ببطالة مطولة ، حيث تكمم الأفواه الصارخة و تقمع فيها الكلمات الماردة، هنا للرجل المنهوك المحروم من حقوقه و المغتصبة رجولته في مستنقع الاستبداد السياسي، لا يبقى له إلا أنت أيتها المسكينة لتتحملي لعناته و صفعاته التي يبحث من خلالها عن تفريغ شحناته التي يصعب على المترجلين تفريغها في اتجاه أسيادهم. مترجلون يبحثون عن إثبات رجولة دفنت بمقبرة مصرية حيث استشهد عبد الكريم الخطابي و أقبرت رجولة الريف مرة واحدة.
في مجتمعات يجلد فيها أشباه الرجال نساءهم ، ان لم يعدن لهم بمصروف يكفي لشراء قنينات الخمر أو لعب القمار.. فسحقا للديوث الملعون..
ممسوخات نحن سيدتي في مجتمعات يربيها الإعلام النفاقي المهين الذي شيء المرأة و فصلها على حسب متطلبات السوق.
فيا عزيزتي ان كنت تكفرين بالأخلاق و مرتدة و متمردة عن كل القيم الدينية و الإنسانية فان الأبواب مفتوحة أمامك.
فإذا أردت ان تحظي برجل حداثي من الطراز الرفيع ما عليك إلا ان تمعني النظر في قنوات الهيصة و الهيافة الفضائية، تعلمي العري و الفحش، تعلمي كيف تبيعين جسدك بالتقسيط أو كله مرة واحدة ليست مشكلة ، المهم هو ان تحصلي على ثمن عمليات التجميل و الشفط و النفخ و الدلك...لتجدي لكي معجبين أكثر و جيوبهم سخية أكثر..ستزورين كل البلدان لعرض بضاعتك لتجدي الوفود الرسمية في الاستقبال.. وزارات الثقافة..الإعلام ..وربما الفلاحة والقناطر أيضا..سنوسمك سفيرة للمرأة و الحرية في بلداننا العل..الحدا... الديم...المجهزة بأحدث الترسانات الفلكلورية و الرقصات الدولية، بلداننا مزودة بأعتى الدبابات محلية الصنع " شيخات ما فوق 85 كيلوجرام عرضا و
دمى نحن في مجتمعات تقزم فيها الحضارات في أنثى راقصة .. كحضارتي الامازيغية التي تتلخص في قنواتنا ذات النجوم بدائية، في مجرد دمى كهربائية بماكياجهن البهلواني ، لا يتوقفن عن هز أجسادهن طوال السهرة و هن يغنين بالأمازيغية بلباسهن التقليدي المبهرج... إنها الأمازيغية بعدسات استحماراتية!!
مستكلبات نحن في مجتمعات تتفرج على اغتصاب بناتها بدم بارد ، فالاغتصاب الذي يؤرخ لشرخ عميق بين الأمس قبله و الغد بعده عند المغتصبة... هذا الفعل الشنيع الذي يتفوق في همجيته على قتل النفس لان قتلها يعني وضع نهاية لها، إلا ان اغتصابها يعني وضعها يوميا للجزرعلى مأدبة مجتمعات لئيمة ،الاغتصاب فيها لا يكلف مجرما أو شمكارا أو شاذا إلا بضعة سنين لا تتعدى ربما في أقصاها 5 سنوات !!!!!!!!!..
و يا للأسف عزيزتي حواء
نحن يا سيدتي من يعلم الرجال كيف يذبحون شرفنا بعدم اتقاء الله في أنفسنا، هذه المجتمعات خرجت من أرحامنا، نحن من أرضعها، نحن من رباها..
فإلى متى ستفبركين من يغتال حقوقك.... من يجلد إنسانيتك ..من يسخر من أنوثتك..
الأجيال القادمة لن تخرج إلا من أرحامك.. لن ترضع غير ألبانك... فهل أنت مصرة على إنجاب أمم مفلسة؟؟..
التعليقات (0)