من كتابات الاخ نزيه وفيق عبد الفتاح مشاقي عن قريتنا ياصيد
في نطاق البحث عن الجذور رأيت أن أظهر بعضاً من تاريخ قريتنا الغائر في التاريخ فإسمها أسم كنعاني فكلمة "يا" تعني "عش" وكلمة "صيد" تعني " نسور" وبذلك يصبح إسمها "عش النسور" وهذا يتوافق مع موقعها العالي حيث تضع النسور أعشاشها في الأماكن العال
ية من رؤوس الجبال . ومن أقدم آثار القرية مسجد المشاقي القديم وسجون قديمة في المنطقة الغربية من القرية الذي تقول الدراسات التاريخية ان القائد العربي المسلم صلاح الدين الأيوبي قام بتاسيسه ومع الزمن تهدم حيث اعاد المشاقي شيخ جبل نابلس في عصر المماليك تجديده والحجر الموجود في واجهته عليه هذه الكتابة علما بأن أقدم ذكر ورد لإبن مشاق في عام 809 للهجرة بإسم أبي بكر بن مشاق شيخ جبل نابلس_-تاريح ابن حجي..والسلوك للمقريزي -العهد العثماني أما اللوحة الموجودة فوق الباب الرئيس للجامع فكتب عليها :- "بسم الله الرحمن الرحيم" انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر جدد هذا المسجد المبارك ووقفه لوجه الله طلبا في ثوابه الجزيل يوم يجزي الله المتصدقين ولا يضيع اجراالمحسنين الجناب العالي المولوي الشمسي محمد بن سليمان بن مشاق أثابه الله بتاريخ العشر الاخر من جماد الاخر سنة عشرين وثمان مائة من الهجرة احسن ما فيها ...
يتابع الاخ نزيه على صفحته بالفيس بوك
سألقي اليوم الضوء على أبو بكر سليمان أبن مشاق ( المشاقي) جد عشيرة المشاقي في ياصيد الذي لا زالت بقايا قصره وسجنه وإسطبلات خيله في الجهة الشمالية الشرقية من مسجد المشاقي القديم .وتقول الروايات بأنه كان متمرداً على الدولة في عهد السلطان
المملوكي الناصر فرج إبن برقوق وكانت منطقة بلاد الشام ومنها فلسطين يحكمها امراء المماليك وكان كل أمير يستقل في مدينة أو منطقة . حيث حكم أبن مشاق منطقة جبل نابلس . وقد جاء في كتاب " تاريخ ابن حجي المجلد الثاني " انه في العاشر من ذي القعدة لسنة 809 هجرية أن الأمير شيخ المملوكي أمير صفد أرسل طائفة من العسكر فدخلوا نابلس رابع عشره وقبضوا على عبد الرحمن المهتار (امير نابلس) واتوا به إلى صفد وكان توجه إليها لأخذ مال من جهة العشران فلم يطع فتوجه إلى الرملة وأتى بأسن باي ( أمير الرملة)فقصد إبن مشاق فهرب منه ثم كتب إبن مشاق فيما قيل إلى الأمير شيخ فأرسل هذا العسكر إلى هناك وهرب الامير أسن باي بعد أن قتل جماعة من العشران وأخذ وجال فيهم فقتل منهم ما شاء الله تعالى. وتبين الصورة محراب المسجد الذي جدده المشاقي سنة 820 للهجرة. ويقع المسجد في أعلى نقطة في القرية بهندسة معمارية إسلامية جميلة تميزت بالأقواس والمآذن العالية وبجانبه بئر جمع يدعى بئر الجامع محفور بالصخر ويتميز بعذوبة مائه . وقد بقي محراب الجامع بزخرفته الجميلة سليماً رغم أن هناك
بلاطة نزعت من أعلى المحراب ولا يعرف مصيرها أو ماذا كان مكتوباً عليها
.
يقال بأن هذه الصورة للشيخ ظاهر العمر الزيداني كما اوردتها بعض المصادر التاريخية ويعتقد بانها رسمت رسماً
سنلقي الضوء على تاريخ ظاهر العمر الزيداني باعتباره حكم معظم فلسطين وكان ذا شأن في تاريخ المنطقة في القرن الثامن عشر وتمرده على الحكم العثماني . حيث يقول د. مصلح كناعنة:
يختلف المؤرخون فيما بينهم حول تاريخ هجرة قبيلة الزّيادنة من الحجاز إلى بلاد الشام، والأغلب يرجّح حدوث ذلك في النصف الأول من القرن السابع عشر. وكذلك حول اسم جد ظاهر العمر، أهو زيدان أم زيد أم زياد أم عز الدين. وتاريخ قدوم أسرة ظاهر العمر إلى عرابه واستقرارها فيها، والأرجح أن ذلك حدث في عهد جد ظاهر العمر في النصف الثاني من القرن السابع عشر.
أما بداية نفوذ ظاهر العمر فكان في عام 1698 ورث الشيخ عمر الزيداني عن والده التزام سهل البطوف والقرى المحيطة به. وفي عام 1703 توفي الشيخ عمر وخلّف وراءه أربعة أبناء، وكان ظاهر أصغرهم سناً (14 عاماً). ورفض الأخوة الثلاثة الكبار أن يتحملوا مسؤولية الإلتزام نظراً لكثرة الديون التي كانت قد تراكمت على والدهم، فسجلوا الإلتزام باسم أخيهم الأصغر ظاهر. وهكذا أصبح ظاهر العمر الملتزم الرسمي لمنطقة البطوف من قِبَل والي صيدا العثماني. ونتيجة لسياسة ظاهر الحكيمة تجاه العائلات الرئيسية في عرابه وعلاقاته الحسنة مع قبائل البدو المحيطة، استطاع ظاهر أن يحمي أهل القرية من استغلال الوالي التركي في صيدا، ونجح في تحويل عبء الإلتزام إلى مصدر رزق خصب، وإلى نواة لحكمه المستقل في شمال فلسطين فيما بعد .
التعليقات (0)